فيينا – بالصور تبرعات قاربت 2 مليون يورو نجاح غير مسبوق لمهرجان المليون لإعمار غزة بفيينا

في أمسية بوم السبت الموافق 7 من يناير تجسدت فيها معاني التضامن والتكافل، انهالت تبرعات جادت بها أياد المسلمين والعرب بالنمسا تلبية لنداء إعمار مدرسة ومسجد ومشفى بغزة، فتجاوز ما تم جمعه من مال توقعات منظمي “مهرجان ضوء لغزة” الذي احتضنه مركز فيينا الدولي للمؤتمرات، وأشرف عليه المجلس التنسيقي لدعم فلسطين بالتعاون مع عدد من المؤسسات التركية والعربية ومساجد النمسا.

كانت أعين الحضور الذين تجاوز عدد الأربعة آلاف شخص معلقة بخشبة المسرح التي اعتلتها شاشة عملاقة يظهر عليها عداد يحسب مجموع التبرعات التي يتم جمعها.

حالة من الترقب والفرح سادت كل من بالقاعة الكبرى بفيينا كلما قفز المبلغ ليتجاوز الخمسة أرقام، ثم ستة، ثم سبعة. ولكن أحدا لم يدر بمخيلته أن يقفز العداد بأرقامه ليقترب من مبلغ 2 مليون يورو.

فتعالت صيحات الفرح والتكبير بين الجماهير المحتشدة بالقاعة، بينما ذرفت العيون الدمع ولسان حال الجميع يشكر غزة وأهلها، الذين كانوا سببا بصمودهم وإرادتهم، في تجميع أوصال الأمة التي حسب البعض أنها تقطعت وليس ثمة أمل في إعادتها مرة أخرى بل من قال وصرح أنها ماتت.

حالة التضامن والتكاتف من أجل إعادة إعمار الحجر وإنقاذ البشر في غزة، عبر عنها أنس شقفه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية في كلمته، قائلا: “إذا كنا لا نستطيع إعادة الروح لمن مات، فيمكننا بلا شك أن نتعاون من أجل الأخذ بيد الأحياء ومساعدتهم لمواصلة الحياة”.

ومن جهته نوه عادل عبد الله أمين عام مؤتمر العودة إلى تلازم المشاهد في غزة، “فمشهد الضحايا والأشلاء يرافقه مشهد الصمودِ والتشبُّثِ بالحرية…وهذا التلازم يؤكد على حقيقة أن إرادة

المواطن الفلسطيني لم تنكسر، ولم يفتر عزمه رغم ضراوة القصف وبشاعة المجازر وفظاعة الانتهاكات.. كما يؤكد أن الإنسان الفلسطيني متمسِّك بحقه، مؤمنا بعدالة قضيته”.

أما الشيخ محمد ترهان رئيس الاتحاد الإسلامي التركي فوجه نداء لأصحاب “الضمير الإنساني اليقظ، ونقول: ارفعوا الحصار عن غزة .. ارفعوا العقوبات الجماعية عن غزة .. دعوا غزةَ تعيش .. دعوا غزة تتنفّس”.

وذكٌر ترهان المسئولين في أوروبا بقِيَم الحقوقِ والعدالة والكرامة الإنسانية ونشدان السلام، داعيا للبحث عن الخلل في منظومة القيم، ما أدى إلى حالة من الصمت على مشاهد المجازر والإبادة في غزة. وناشد في الوقت ذاته المجتمع الدولي بالعمل لمنع تكرار ما جرى من انتهاكات جسيمة.

وأوضح ترهان أن مهرجان “ضوء لغزة” يحمل رسالتين، “الرسالةُ الأولى، أن في العالم ضمائر حيّة وأننا جميعاً أصبحنا لسانَ حالِ غزة قلباً وقالباً. أمّا الرسالةُ الثانية، فهي رسالةُ الواجب، بأن نبذلَ كلَّ ما نستطيع من مال وعطاء، في البناءِ والتعمير”.

تحية للأصوات الحرة والضمائر اليقظة في العالم كانت مضمون كلمة الشيخ عدنان إبراهيم إمام وخطيب مسجد الشورى بفيينا، الذي أكد على أن خروج الجموع الحاشدة حول العالم في مظاهرات تنديد بالعدوان وتأييد للفلسطينيين أيقظ الضمير العالمي.

وأشاد إبراهيم بـ” الوقفة الشجاعة لليهود الأحرار حول العالم مدنيين وعلمانيين، الذين أكدوا بمواقفهم حقيقة أن اليهودية ديانة روحية مسالمة ترى سرقة أرض الغير خطيئة وتهجير أصحابها وتذبيحهم جريمة”.

وحل الشيخ رائد فتحى القادم من بلدة أم الفحم بفلسطين ضيفا على المهرجان، وألقى كلمة أكد فيها على التضان مع أبناء غزة، وأن الشعبَ الفلسطيني جدير بمستقبلٍ حر.. مستقبل خال من الاحتلال.. مستقبل يستعيد فيها الشعب الفلسطيني أرضه السليبة.

وعبر الشيخ فتحي عن شكره الخاص للشعب التركي على مواقفه الشعبية والرسمية المتضامنة مع أهل غزة، وقال مخاطبا الحضور، الذين شكل الأتراك غالبيتهم: “تشكرات تركيا تشكرات أستانبول تشكرات أحفاد السلطان عبدالحميد تشكرات أحفاد محمد الفاتح”.

وكان القائمون على مهرجان “ضوء لغزة” قد حددوا ثلاثةَ مشروعات رائدة، وهي تجهيز مستشفى وبناء مدرسة، وبناء مسجد بتكلفة تصل إلى نحو مليون يورو.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد حشدت كل ما تملك من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية برا وجوا وبحرا واعتدت يوم 27 ديسمبر 2008 ولمدة 22 يوما على مدن قطاع غزة. وانسحبت القوات الإسرائيلية دون تحقيق أي من أهدافها التي أعلنها قادتها قبيل الحرب. وخلف العدوان الإسرائيلي على غزة 1350 شهيد وما يزيد على 5000 جريح.

وتتقدم شبكة رمضان للخدمات وأخبار الجالية بالنمسا ونيابة عن زوار الشبكة ومحبيها، بالشكر الخاص لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان الخيرى سواء بجهده أو ماله أو أفكاره. ونسأل الله أن تحل علينا تلك الأيام في المستقبل وتكون فلسطين وعراقنا الحبيب قد ساد في ربوعهما السلام والأمن والرفاة.

 

 

شاهد أيضاً

تفاصيل نص العرض الذي سُلّم لحماس لوقف إطلاق النار في غزة – مكوّن من 3 مراحل

خلال ساعات، يتوقع أن تسلم حركة حماس ردّها على العرض الذي نقله إليها الجانب المصري …