يتابع المسلمون في أوروبا ببالغ الأسى، أنباء الفواجع المتتابعة التي تحملنا إليها وسائل الإعلام، من اعتداءات بربرية على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي مستخدماً أفتك أسلحته وطيرانه الحربي، منذ ظهر السبت (27/12).
إنّ ما يجري من مجازر بشعة ذات مقاييس حربية مسلّطة على شعب أعزل، بما في ذلك سقوط المئات من الضحايا شهداء وجرحى في سويعات قليلة؛ هي تطوّرات غير مسبوقة في طبيعتها، ولا يمكن تبريرها بأي شكل، ولا يُقبل الصمت عليها. حيث يجري تسليط الغارات والهجمات المروِّعة على بقعة ضيقة من الأرض هي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، والإسراف في القتل الجماعي بحق السكان.
إنّ الأبدان لتنتفض وهي تواكب ما يجري من قتل وترويع لشعب بأكمله، بكل ما في ذلك من تفاصيل مهولة، كأن تبدأ الغارات في موعد انصراف التلاميذ من مدارسهم، ما أدى إلى وقوع ضحايا وحالات هلع في صفوفهم، وقصف دور العبادة بمن فيها، ما يجعل هذه العملية الحربية حملة إرهابية وحشية.
إننا إزاء هذا الموقف الجسيم، والمجازر الرهيبة، التي يبدو أنها ما زالت في بدايتها، لنقف مع الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة، معربين عن تضامننا الأخوي والإنساني الحارّ مع هذا الشعب، الذي عانى وعلى مدار سنتين من الحصار الخانق، الذي مسّ بكافة مقومات الحياة الأساسية، وهو الآن علاوة على ذلك يقع تحت قصف طائرات الاحتلال الحربية دقيقة بدقيقة.
وإزاء ذلك؛ فإنّ “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”، وإزاء هذه الفواجع المتواصلة على مرأى من العالم ومسمع:
أولاً/ يدين وبأقصى العبارات، هذا العدوان البربري الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي، أقوى ترسانة حربية في المنطقة، على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، ويستنكره بشدة، باعتباره جرائم حرب صارخة لا يمكن تبربرها، وممارسات من القتل الجماعي تضرب عرض الحائط بقيم القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، والمواثيق الدولية والحقوقية.
ثانياً/ يطالب بتحرّكات عاجلة من كافة المسؤولين والأطراف في العالم، رسمياً وشعبياً، إنسانياً وحقوقياً، باعتبار ذلك مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يجوز التلكؤ فيها. ويشدِّد الاتحاد في هذا الصدد على أهمية تحرّك الاتحاد الأوروبي للجم الآلة الحربية الإسرائيلية الماضية في مجازرها الدامية، والمسارعة إلى كسر الحصار الخانق المفروض على المليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، وقطع الامتيازات والمساعدات عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل انتهاكاته الصارخة والخروق الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي. كما يطالب اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، بموقف عربي وإسلامي لائق وفي مستوى جسامة الحدث، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات، ورفع الحصار عنه وفتح معبر رفح، منفذ غزة الوحيد إلى العالم
ثالثاً/ يعرب عن بالغ القلق إزاء حجم العدوان الجاري على قطاع غزة، وعواقبه الكارثية، خاصة مع انعدام مقومات الإسعافات الأولية ومستلزمات أعمال الإنقاذ، في ظل الحصار المطوّل المفروض على القطاع، وأخذاً بعين الاعتبار تصاعد التهديدات التي يطلقها كبار المسؤولين الإسرائيليين والذين ما زالوا يتحدثون عن تصميمهم على ارتكاب عمليات قتل واسعة بحق السكان في غزة.
رابعاً/ يدعو الاتحاد، المسلمين في كافة أرجاء القارة الأوروبية، إلى وقفة أخوية حارة، مع الشعب الفلسطيني تحت هذا العدوان البربري، وذلك عبر الخطوات العملية التالية:
1ـ التضرّع إلى الله تعالى والالتجاء إلى القنوت في هذه النوازل، بأن يرفع هذا الكرب، من عدوان سافر وحصار جائر، عن الشعب الفلسطيني بنسائه وشيوخه وأطفاله ومرضاه وعامة مواطنيه، والتداعي للاعتصام في المساجد والجمعيات والمؤسسات، للدعاء إلى الله ومعايشة معاناة المنكوبين في قطاع غزة.
2ـ تنظيم تحركات جماهيرية وإعلامية متعددة، تجمع المسلمين وغير المسلمين، بما يتناسب مع حجم الفواجع المتوالية، ويعكس يقظة الضمائر الحية في المجتمعات الأوروبية على تنوّع مشاربها، مع الالتزام بالضوابط الإجرائية ذات العلاقة.
3ـ يحثّ على إطلاق تحركات إنسانية واسعة النطاق، لإغاثة الشعب الفلسطيني المنكوب في قطاع غزة، لتضميد جراحه النازفة وتأمين لقمة الغذاء وقارورة الدواء ومستلزمات النجاة الجماعية من كارثة مبرمجة مطبقة عليه.
والله تعالى نسأل أن يرفع هذا الكرب عن الشعب الفلسطيني، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى والمصابين ويرزق أهلهم وذويهم الصبر والثبات، وأن تتحقق لهذا الشعب حقوقه العادلة غير القابلة للتصرّف.
بروكسيل، السبت 27 ديسمبر 2008
اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
شاهد أيضاً
تفاصيل نص العرض الذي سُلّم لحماس لوقف إطلاق النار في غزة – مكوّن من 3 مراحل
خلال ساعات، يتوقع أن تسلم حركة حماس ردّها على العرض الذي نقله إليها الجانب المصري …