استضافت رابطة الثقافة العربية بفيينا مساء يوم السبت الموافق 13 من ديسمبر علي أصغر سلطانيه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالنمسا لإلقاء محاضرة بعنوان “العلاقات العربية الإيرانية”؛ حيث الحديث عن العلاقات الإيرانية العربية يستهوي الجميع في هذه الأونه .
بدأت المحاضرة بكلمة ترحيبية من رئيس رابطه الثقافه العربيه الأستاذ مصطفى عباس رحب فيها بالحضور وضيفه السفير سلطانيه على تلبيه الدعوة مذكر الحاضرين بقول الله سبحانه وتعالى ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ” ال عمران 103
بدأ السفير سلطانيه محاضرته يالثناء على الأيه الكريمه قائلاّ من أجل تلك الأيه الكريمه أنا موجود بينكم وأشكركم على دعوتكم الكريمة لأتحدث إليكم. ولكم جزيل الشكرعلى كلمات الترحيب الرقيقة التي طرقت أسماعي ، معتيراّ نفسه عالم فيزياء قبل أن يكون سفيراّ لبلادة ورئيس بعثتها الدبلوماسيه بالوكاله الدوليه للطاقه الذريه
ثم أخذ الحاضرين إلى لمحة تاريخية عن واقع مرحلة الثورة الأيرانيه مع الأمام الخميني مؤكداّ على أن الثورة الايرانية كانت ثورة شعبية حقيقية لا إنقلاب على نظام. وقد حققت الثورة مكاسب حقيقية للشعب الايراني و كلها أشياء لا يمكن انكارها. مروراّ بالحرب العراقية الايرانية وما نتج عنها اوجد مخاضا اجتماعيا في ايران افرز بالمحصلة واقعا جديدا وهو انتخاب رئيس للجمهوريه بعدما كان الشاة سابقاّ يتزوج بالعشرات لأمكانيه الحصول على وريث للعرش يخلفه فى الحكم على حسب قوله .
اعتبر السفير سلطانيه ، أن العلاقات العربية – الايرانية هي واحدة من اكثر المسائل حضوراً في حياة المنطقة، وان مصير المنطقة باسرها اليوم يكاد يتقرر في ضوء الطريقة التي يتم فيها ادارة هذا الشأن سلباً او ايجاباً على شعوب المنطقه بأسرها.
واعتبر سلطانيه ان ضرب العلاقة بين العرب وايران هو بند رئيسي من بنود المشروع الصهيوامريكي المعادي للمنطقة باسرها، والرامي الى تمزيقها لاحكام الهيمنة عليها وعلى مواردها، وان حمايتها وتطويرها يحتاجان الى الالتزام بالبعد الاستراتيجي والحضاري للعلاقة مع ايران، وللقوة الكبيرة التي يوفرها تفاهم عربي – ايراني على كل المستويات السياسية
والاقتصادية والامنية والدفاعية والثقافية والاجتماعية وبالتالي نبذ كل الدعوات الامريكيه والصهيونية للايقاع بين العرب وايران بمسميات مختلفة
وأن لدى إيران والدول العربية دروس بليغة يجب تعلمها من تاريخ علاقاتهم المعاصرة. لا أريد أن أذكر بالتجارب المريرة للدعم الكامل لحرب السنوات الثماني التي فرضت على إيران في ثمانينات القرن الماضي والتي لم تؤد الى نتيجة سوى تدمير الموارد والثقة العربية الإيرانية. وإذا ما أخذنا بالحسبان وقائع الماضي والحاضر فإننا بحاجة الى ان نكون حذرين تماما بشأن إغراءات القوى الحاقدة في مسعاها الجديد لفرض مجابهة أخرى على منطقتنا الهشة تحت ذريعة جديدة تستند الى نواياهم الشريرة وغير المشروعة.
وأكد سلطانيه على تأجيج نيران الطائفية في منطقتنا في الوقت الراهن، في الوقت الذي من المفترض أن تخمد فيه، يثير أخطارا خيالية أو خلافات مبالغا فيها بين أعضاء الأسرة المسلمة من جانب أولئك الذين لا يؤمنون إلا بسياسة فرّق تسُد تحت شعار جديد يجب إحباطه.
وأشار سلطانيه إلى الخطر الإسرائيلي الذى لا يخفي علي أحد، وإن الغطرسة الأمريكية الراهنة أيضا لا تخفي علي أحد، وهذان الأمران فيما أتصور يستحقان من الجميع اهتماماً وتفاهماً وتقارباً لوجود حل رادع لهما يقى المنطقه من الأنجرار إلى حروب أخرى .
وقال سلطانيه في رده على سؤال حول وجود سوء تفاهم في العلاقات المصريه الايرانية:” نحن لم تكن لدينا مشاكل اساسية مع مصر أو غيرها ويمكن لعلاقتنا مع مصر ان تأخذ طابعا استراتيجيا”.
وأضاف ان الاخرين هم الذين يريدون أن يستفيدوا من هذه المسائل المفتعلة بين مصر وإيران، ولدينا قواسم مشتركة كثيرة معها ومع كل دول المنطقه ويوجد تنسيق هنا فى فيينا جيد مع البعثه الدبلوماسيه المصريه فى بعض المسائل التى تجمعنا ، والمبادرات والحوارات سوف تؤدى حتما الى تحسن العلاقات بين الجانبين او على الاقل ازالة سوء التفاهم ونحن الأن بصدد ترتيب لقاء ثلاثى يجمع مصر وسوريا وأيران للتباحث فى محاوله فك الحصار المفروض على غزة .