لويس ألبرتو سواريز دياز، من مواليد 24 يناير/كانون الثاني 1987، هو لاعب كرة قدم أوروغوياني، يلعب في مركز رأس الحربة مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني ومنتخب الأوروغواي لكرة القدم. ويُعتبر سواريز أحد أفضل المهاجمين في العالم.
في يوليو/تموز 2014، انتقل سواريز من ليفربول إلى برشلونة مقابل 82.3 مليون يورو. وجرى الانتقال بعد فوزه بالحذاء الذهبي الأوروبي مع ليفربول. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، سجل اللاعب الأوروغوياني الهدف الـ 300 في مسيرته الاحترافية.
بدأ سواريز مسيرته الكروية مع نادي ناسيونال في عام 2005، ولعب معه حتى عام 2006، ارتدى قميصه 29 مباراة وسجل 12 هدفاً، وفي موسم 2006–07 انتقل إلى نادي غرونينغن الهولندي، ولعب معه 33 مباراة وسجل 13 هدفاً، وفي أغسطس/آب 2007 انتقل إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي بعد ذلك في عام 2011 وتحديداً في شهر يناير/كانون الثاني انتقل إلى نادي ليفربول الإنجليزي. وهو يلعب مع منتخب أوروغواي لكرة القدم منذ عام 2007.
انضم سواريز إلى فريق ناسيونال مونتيفيديو المحلي للشباب في سن 14 عاماً. وفي إحدى الليالي تم القبض عليه يشرب الكحول ويرتاد الحفلات، وهدده مدربه بأنه لن يلعب إلا إذا بدأ لعب كرة القدم بشكل أكثر جدية. في مايو/أيار 2005، في سن 16 عاماً، لعب لأول مرة، الأولى ضد فريق جونيور دي بارانكيا في كأس ليبرتادوريس. وسجل هدفه الأول في سبتمبر/أيلول 2005 وساعد في فوز ناسيونال الأوروغوياني 2005–06 الدوري برصيد 10 أهداف في 28 مباراة.
فترة أياكس
في عام 2006 شاهده مجموعة من كشافي فريق غرونينغين الهولندي أثناء وجودهم في الأوروغواي ومن خلال مباراة واحد لعبها سواريز قرروا ضمه مقابل (800.000) جنيه إسترليني، حيث انتقل إلى هولندا ولكنه عانى كثيراً من حيث اللغة، ولم يتأقلم إلا عندما بذل مجهوداً كبيراً من أجل تعلم اللغة الهولندية.
وبعد أن أحرز عشرة أهداف للفريق في موسم 2006–07 للفريق الهولندي، طلب مسؤولو فريق أياكس ضمه مقابل (3.5) مليون جنيه، لكن غرونينغين رفض العرض، مما أصاب النجم الأوروغوياني بخيبة الأمل قبل أن يرفع أياكس عرضه إلى (7.5) مليون جنيه وينتقل سواريز إلى العملاق أياكس. تألق سواريز كثيراً في صفوف أياكس حيث لعب له 110 مباريات محرزاً 81 هدفاً، وفي عام 2011 انتقل إلى ليفربول الإنجليزي مواصلاً تألقه وحسمه للكثير من المباريات.
فترة سواريز الذهبية
في صيف 2011 انتقل سواريز إلى نادي ليفربول الإنجليزي قادماً من أياكس أمستردام، حاز على بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في أول مواسمه، واستطاع أن يحرز الحذاء الذهبي مناصفة مع كريستيانو رونالدو في 2014، لعب لليفربول 110 مباريات وسجل 68 هدفاً.
في مسلسل Becoming champions الذي يحكي التاريخ الكروي للدول الثماني التي فازت ببطولة كأس العالم عبر مشوارها في المونديال منذ نشأته. الحلقة الأولى كانت عن الأوروغواي، أول بطل لكأس العالم، عن هويتها وكيف نشأت الكرة فيها وحواريها، وأهم اللحظات التي مروا بها في المونديال الأول.
يقول أحد المؤرخين إن “حكاية سواريز ذات طابع أوروغواي أصيل، نشأ في حي فقير جداً وكان غالباً لاعب احتياطي، وقع في حب فتاة، وبسبب أزمة 2002 الاقتصادية التي ضربت الأوروغواي سافرت تلك الفتاة رفقة أسرتها لإسبانيا”. بعد رحيل حبيبته، كاد يجن جنون سواريز، وراوده حلم السفر لأوروبا منذ ذلك الحين، فلعب في الدنمارك، ولعب في هولندا. وفي تلك اللحظة كان سواريز مجرد شاب من الأوروغواي، لم يحصل على تعليم عالٍ، وها هو يذهب لدولة أجنبية، وما عليه إلا تحقيق المجد أو الفشل في صمت.
سواريز اتبع غريزته، عواطفه، شهوته، كانت دوافعه الكبيرة للنجاح وطريقته في شحن المعنويات.
سئل تييري هنري في إحدى المقابلات التليفزيونية، هل يولد اللاعب هدافاً أم أنه يتعلم ويتدرب حتى يصبح هدافاً؟
رد هنري وقال: إن هناك ثلاث طرق مألوفة يتم تسجيل الأهداف من خلالها.
الأولى هي أن اللاعب يحلل الوضعية قبل استلامه للكرة بالمسح البصري لكل ما حوله ثم يتخذ قراره، وبالتالي فإن قراراته تكون مدروسة لا عفوية.
والطريقة الثانية هي أن اللاعب يتخيل ماذا سيفعل عندما يستلم الكرة ويبدأ في تنفيذ ما تخيله فور استلامه. وكأنه مخرج يخرج الهدف في عقله قبل تنفيذه.
وهاتان الطريقتان يمكن لأي لاعب أن يتعلمهما حتى يتقنهما ومن ثم يصبح هدافاً.
هداف بالفطرة
أما الطريقة الثالثة فهي الغريزة، وهذه فطرة توجد داخل اللاعب ومن الصعب تعليمها له أو بثها فيه. اللاعب الذي يسجل الأهداف بالغريزة لو سألته كيف ذلك الهدف أو ذلك؟ لن يعرف بما يرد. هو يسجل بغريزته، بشهوة الأهداف. من الصعوبة بمكان عليهم أن يشرحوا تلك الأهداف، وهؤلاء عادة ما يسجلون أصعب الأهداف على مر التاريخ.
سواريز هو النموذج المثالي للمهاجم الغريزي. ربما لويس سواريز متوفى كروياً وعلى المستوى التكتيكي منذ ما يقرب من الثلاث سنوات. ومن الصعب أن يؤدي أدواراً مركبة على أرضية الملعب، ومشاركته في عملية التحضير وبناء اللعب تكاد تكون منعدمة، لكنه حي كروياً، لأن غريزته حية، شهوته ورغبته في الأهداف ما زالت متقدة. فتراه يسجل أهدافاً لا منطقية، من أماكن غريبة، ووضعيات جسد أغرب.. غريزته تجاه حبيبته كانت سبباً في تحويله من لاعب احتياطي في دوري الشباب في أوروغواي لمدفع رشاش يضرب في الأنفيلد والكامب نو.. وغريزته في الملعب كانت سبباً في تسجيل أهداف مثيرة للعقل والمنطق.