(149-809 م)
هو محمد المهدي ابن المنصور العباسي، أبو جعفر: خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق، وأشهرهم
يعتبر ألمع أسم لا في تاريخ الخلافة فحسب، بل في تاريخ الدولة الإسلامية في العصور الوسطى، ذلك أنه الاسم الذي يرتبط بعظمة الدولة واتساع مساحتها وازدياد ثروتها، واتساع نشاطها في ميادين السلم والحرب.
ولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة إيريني Irene وافتدت مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث بها إلى خزينة الخليفة في كل عام.
تولى الخلافة بعد أخيه الهادي سنة 170 هـ 786 م، واستمر إلى سنة 193 هـ 809 م، فقام بأعبائها، وازدهرت الدولة في أيامه. واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسا كارلوس الكبير الملقب بشارلمان، فكانا يتهاديان التحف.
وكان الرشيد عالما بالأدب وأخبار العرب، فصيحا، له شعر وله محاضرات مع علماء عصره، وكان يحسن معاملتهم. وقد اجتمع على بابه العلماء والشعراء الفقهاء والقراء والقضاة والكتاب والندماء والمغنون.
وكان حازما، كريما، متواضعا، لم ير خليفة أجود منه. وهو أول خليفة لعب بالكرة والصولجان.
( لعبة من ألعاب الفروسية، كان يمارسها الخلفاء وكبار رجال الدولة، وهي لعبة الكرة على ظهور الخيل، ولها لباس خاص، يلعبونها في ساحات خاصة في قصورهم. وفوائد كرة الصولجان كثيرة، فهي تفيد البدن جميعه، ولها قواعدها الخاصة).
ولقب هارون الرشيد بجبار بني العباس، فكان كثير الغزوات، يحج سنة ويغزو سنة، وكان شجاعا.
وهو صاحب وقعة البرامكة، وهم من أصل فارسي، وكانوا قد استولوا على شؤون الدولة، فقلق من تحكمهم، فأوقع بهم في ليلة واحدة. وقيل إنه أراد أن يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
ولد بالري ( من مشاهير بلاد الديلم، وكان والده واليا عليها)، وتوفي في سناباذ من قرى طوس (ناصية بخراسان)، وبها دفن.
الرجوع للخلف