حسين عون (فيينا/الأمم المتحدة/ 28/11/2008)
أعلنت حكومة جنوب أفريقيا رسميا بعد ظهر اليوم عن ترشيح الدكتور عبد الصمد منتي نائب وزير الخارجية لمنصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضحت وزيرة الطاقة والمعادن، السيدة بويلوا سونجيكا أنها سلمت رئيسة مجلس المحافظين السيدة طاووس فيروخي (مندوبة الجزائر) طلباً رسمياً من حكومة جنوب أفريقيا كمرشح لشغل منصب المدير العام للوكالة الذرية خلفاً للدكتور محمد البرادعي الذي ستنتهي ولايته في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2009.
وأشارت الوزيرة سونجيكا خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مجموعة دول الاتحاد الأفريقي ومجموعة دول حركة عدم الانحياز قد أعربت عن دعمها لترشيح الدكتور منتي، وأكدت أن “جنوب أفريقيا هي عضو فاعل
في الوكالة الذرية، وتعد في طليعة بلدان القارة الأفريقية التي تملك قدرات نووية متقدمة ومخصصة للاستخدام السلمي، ولا سيما بعدما تخلت عن برنامجها النووي منذ عدة سنوات، وهي ملتزمة بجميع التعهدات والالتزامات الواردة في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والنظام الأساسي للوكالة الذرية واتفاق الضمانات الشاملة”.
وأضافت سونجيكا قولها أن “جنوب افريقيا تؤمن بقوة بأهمية تكريس الطاقة الذرية من أجل السلام والتنمية الاقتصادية والصناعية الشاملة والمستديمة والطب وتحسين المحاصيل الزراعية وتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، ومكافحة الفقر والتلوث البيئي والأمراض والحشرات”. وأكدت على زيادة الطلب العالمي في استخدام الطاقة الذرية، وشدّدت على أهمية تطبيق نظام الضمانات وتأمين أعلى معايير الأمن والأمان والسلامة في كافة المرافق والمحطات التي تستخدم الطاقة الذرية في توليد الطاقة الكهربائية، وضرورة التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء والأمانة العامة في إطار برنامج التعاون التقني ونظام المساعدات التقنية التي تقدمها الوكالة إلى البلدان النامية والبرامج النووية في مختلف أنحاء العالم، على حد تعبيرها.
وتحدث عبد الصمد منتي، فأكد أنه على أتم الاستعداد لتولي منصب المدير العام للوكالة الذرية والمضي قدماً في تحقيق المبادئ والأهداف والأحكام الواردة في النظام الأساسي للوكالة وفي طليعتها تكريس الذرة من أجل السلام والتنمية والاستخدام الآمن. وأشار إلى أنه سبق أن مثل جنوب أفريقيا في مجلس المحافظين خلال العام 1995، وشارك في مفاوضات منع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل التي جرت في جنيف في نفس العام، وتم انتخابه رئيساً للمؤتمر العام للوكالة الذرية عام 2006، ثم ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة في مجلس المستشارين المعني بنزع السلاح خلال عامي 2001 و2002، ورئيساً لمجلس شؤون وعلوم الفضاء في جنوب افريقي خلال الفترة من 1995 إلى العام 2006، ومديراً للحملة الدولية المناهضة للأسلحة النووية. وشدّد عبد الصمد منتي الذي سبق له أن شغل عدة مناصب حكومية وسفيراً لجنوب جنوب أفريقيا في عدد من عواصم بلدان العالم، على أهمية مساهمته، ودوره البارز الذي قام به من أجل إقناع بلاده على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.
وحول البنود الأساسية للسياسة التي سينتهجها في حال انتخابه مديراً عاماً للوكالة الذرية تعهد منتي، بأنه سيواصل جهوده من أجل تكريس شعار “الذرة من أجل السلام والتنمية الشاملة والمستديمة واعتماد الحلول التوافقية، والحوار والمفاوضات السلمية من أجل تسوية النزاعات ومواجهة التحديات في المرحلتين الحالية والمقبلة”. وخلص منتى إلى الإشادة بأهمية ما حققته الوكالة الذرية تحت قيادة البرادعي من تقدم في العراق وكوريا الشمالية وإيران.
وجدير بالذكر أن عبد الصمد منتى هو المرشح الثاني بعد إعلان ترشيح اليابان في بداية شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، لرئيس بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في فيينا، السفير يوكيا أمانو، رئيس مجلس المحافظين عام 2005، لشغل منصب المدير العام للوكالة الذرية
وحسب مذكرة رئيس مجلس المحافظين، فإن باب الترشيح لشغل منصب المدير العام سيفتح منذ الآن، على أن يقفل قبل نهاية العام الحالي، على ان تخصص المشاورات غير الرسمية خلال النصف الأول من العام 2009 حول اختيار المرشح الأفضل. وجرت العادة أن يتم تعيين أو انتخاب المدير العام الجديد بتوافق الآراء في مجلس المحافظين، وفي حال تعذر ذلك يلجأ مجلس المحافظين إلى التصويت. كما ينبغي على المرشح الفائز أن يحظى بتأييد ثلثي أعضاء مجلس المحافظين.
ولا يستبعد المراقبون أن ترشح فنلندا مواطنها أولي هاينونين نائب المدير العام لشؤون الضمانات في الوكالة الذرية لشغل منصب المدير العام، نظراً لخبرته الطويلة في قيادة فرق التفتيش والتحقق للوكالة.