أعلنت عدد من الدول بدء عملية التلقيح ضد فيروس كورونا ابتداء من نهاية هذا الشهر أو الشهر المقبل، لكن استطلاعات الرأي تبرز رفض نسبة هامة من الأشخاص الذين يرفضون التلقيح تحت مبررات شتى، ويصل الرفض إلى قرب النصف في النمسا ولا يتجاوز 3% في دولة مثل الصين، بينما تغيب عنا الأراء في العالم العربي ، وهذى الشريحة لا ترغب في التلقيح، ويعود هذا إلى اعتقادها في وجود مؤامرة أو غياب المعطيات العلمية الكافية. وتوجد استطلاعات رأي متعددة تناولت رؤية الشعوب للتلقيح ومنها استطلاع معهد إيبسوس الأوروبى.
تشهد النمسا نقاشا حادا بين مؤيدي اللقاح والمعارضين له يمتد إلى القطاع الطبي، ولعل من أبرز معارضي اللقاح هي الجماعات التي تنفي وجود الفيروس وتخرج في تظاهرات مثل الأحزاب اليمينية في أوروبا عامة والنمسا خاصة
وفى النمسا صرحت وزارة الصحة النمساوية اليوم الخميس الموافق 17 من ديسمبر 2020 ، في مؤتمر صحفى بان النمسا باتت قاب قوسين أو أدنى في الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
و حسب ما ذكرت الصحف النمساوية أن وزير الصحة النمساوى السيد أنشوبير من المحتمل أن يصدر أول تصريح فى بدء حملة التلقيح يوم 21.12.2020. بعد أن تحصل النمسا على الدفعة الأول والتي تحتوي على 10.000 جرعة ، وذكر الوزير أن أسبقية التلقيح في النمسا ستكون للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا مثل المتقدمين في السن و الذين يعانون من أمراض مزمنة والعاملون في قطاع الصحة.
ومن جهة أخرى دعا الوزير كل الشعب النمساوي إلى الاستفادة من هذا اللقاح لأنه من شأن أن يقلل من عدد الإصابات بالفيروس ، وتعود الحياة إلى طبيعتها في النمسا ، ولكن ما أخشاة هو أن لا يتلقى عدد كاف من النمساويين اللقاح ، وأن اللقاح يعتبر الخيار الأخير الذى يعطينا أفضل فرصة لاحتواء الوباء المتفشى من دون أن يشكل ذلك ولا حتى أدنى نسبة من الخطرعلى الصحة، كما قال الوزير
وفى هذا الأثناء أطلق حزب الحرية اليميني المتشدد “FPÖ” حملة معارضة ضد التلقيح ، قائلاّ أن التلقيح ضد فيروس كورونا لن يكون إجباريا ، وقد دشن الحزب لهذا الغرض موقع ألكترونى للتوقيع على عريضة ضد التطعيم الإجبارى “أضغط هنا”
حيث قال رئيس الحزب السيد نوربرت هوفر ، بأن الاستفادة من هذا التلقيح يعتبر قرارا شخصيا لكل مواطن و تجنب إي إجراء يلزمهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالخضوع للتلقيح الإحبارى ضد فيروس كورونا ويشكك في هذه اللقاح خصوصا و أنه حصل بسرعة على غير العادة على تصريح الاستخدام في العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنس و بريطانيا.
ويعلق أحد خبراء الصحة النمساويين في تصريحات للتلفزيون النمساوى على موجة الرفض ومنها في النمسا أنه عادي جدا تشكيك الناس في اللقاح بحكم غياب معلومات علمية صلبة للإقناع والخوف من الانعكاسات الصحية التي قد تترتب عن هذا اللقاح.
وفى الوقت الحالي يشهد العالم أكثر من 150 مشروعا للتلقيح لكن نسبة قليلة جدا منها لا تتجاوز الـ 5 هي التي ستنتقل إلى مرحلة تلقيح البشرية ابتداء من ديسمبر ويناير المقبلين، ويتعلق الأمر بلقاحات الصين وروسيا والولايات المتحدة رفقة ألمانيا ثم بريطانيا ونسبيا بلجيكا
ولم يتم إجراء استطلاعات رأي في دول العالم العربي لمعرفة موقف الشعوب. وتسعف شبكات التواصل الاجتماعي في تكوين صورة متقاربة لا تختلف كثيرا عن الأوروبيين، حيث هناك تشكيك في جدوى اللقاح وربطه بمشاريع خفية لجماعات تريد التحكم في العالم، أي المؤامرة. وهناك، الأغلبية، ممن يدافع عن اللقاح كضرورة للخروج من حالة الانتظار التي يشهدها العالم.