أخوانى وأحبائى الكرام : لقد كان للعرب في جاهليتهم خصال محمودة منها الشهامة والمروءة والنجدة، وكانت عندهم حمية لعروبتهم ، ولكن هذه الخصال اليوم فقدت في كثير من أمة العرب وخاصة القائمين على شئونها، الذين يقفون متفرجين على ما يجري في غزة من قتل وتنكيل وتدمير، وكأن الذي يحدث لا يعنيهم ولا تربطهم بأهل تلك البلاد رابطة الإسلام أو العروبة أو حتى الجيرة ، بل نفاجأ بمن يدين أهل غزة ويتهمهم بأنهم السبب في هذا الدمار وكأن أهل غزة هم الذين احتلوا دولة اليهود واعتدوا عليها ، ومن المؤسف أن هذا المدين هو من يدعي أنه عربى أو مسلم ، بل نفاجأ أكثر بأن من هؤلاء من يتآمر لاغتيال الشرفاء من أهل فلسطين . لن أطيل الحديث فالحديث ذو شجون وأتركم تعيشوا مع حفل خيرى بالنمسا لصالح غزة .
نظم اتحاد الأطباء والصيادلة النمساويين العرب يوم السبت 1 من مارس حفلاّ خيرياّ بفندق المودول بالحى التاسع عشر – فيينا لدعم أبناء قطاع غزة المحاصرين. شارك في الحفل السفير الفلسطيني بالنمسا الدكتور زهير الوزير والسفير السوري محمد خطاب وقنصل مصر العام بالنمسا المستشار طارق سلام. كما حضر الحفل بعض قيادات المسلمين بفيينا وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجمعيات والمؤسسات والمنتديات العربية والإسلامية، إضافة إلى 180 شخصا من أبناء الجالية العربية والإسلامية بالنمسا؛ حيث توافدوا من مختلف مقاطعات النمسا برغم برودة وسوء الطقس فى مثل تلك الأيام فجزلوا العطاء حتى وصلت قيمة التبرعات إلى 13220 يورو
قدم الحفل الدكتور تمام الكيلانى الذى رحب في بداية الحفل بالضيوف مشيرًا إلى أن الهدف من إقامة مثل هذا النشاط هو ضمان استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني، وفك الحصار عنه، وكذا تفعيل دور المؤسسات والجمعيات النمسا؛ لتقوم بما يجب أن تقوم به، وتضاعف من جهودها وأنشطتها لمد يد العون للمحاصرين من أهل غزة
وأكد كيلاني على المضي في درب الخير والحق والعدل وعدم اليأس والإحباط ونصرة المظلومين مذكر الحاضرين بطفل عمرة أسابيع قتل بآلة الحرب الإسرائيلية.
بدأ الحفل بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم بصوت المقرئ هشام الحصري، ثم توالت الكلمات الترحيبية، وبدأت بكلمة اتحاد الأطباء والصيادلة العرب باللغة الألمانية ألقتها الدكتورة ميادة الحموى عبرت فيها عن امتنانها وشكرها لكل من ساهم فى أنجاح الحفل. كما عبرت الحموي عن استيائها لكل ما يحدث فى غزة من قتل وتهجير وقصف ليل ونهار لايسلم منه حتى الرضع من الأطفال
وخلال كلمته قال السفير الفلسطينى الدكتور زهير الوزير: “إن في غزة أطفالاً ومرضى يموتون يومياً بسبب نقص الغذاء والدواء”، معتبراً أن ما يحصل الآن “جريمة ترتكب على مرأى ومسمع العالم والرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية”. و”أن التعاطي مع هذه الجريمة يجب أن لا يقتصر على التنديد بالجريمة المرتكبة كما هو الحال، بل يجب أن يتعداه لتقديم ما يخفف من معاناة الحصار والقتل اليومى”. وأكد الوزير على ضرورة إعادة الوحدة الفلسطينية .
وأوضح الوزير أن الحصار أدى إلى تراجع كل أسباب الحياة .. الماء .. الغذاء .. الدواء .. الكهرباء .. مشيرا إلى أن ما يحدث إنما هو ظلمٌ وظلماتُ بعضها فوق بعض ! ومع ذلك “تظل إرادة الحياة جذوةً تشتعل في صدور إخوتكم فى غزة لأن الحرب الآن حرب إرادات ويبقى أملهم في الصمود معقوداً على دعمكم ومساندتكم… لقد تحول الحصار إلى مهدد جدي لحياة الناس في غزة وبالتالي فإن مساهمتكم في هذه الحملة إنما تعني المساهمة المباشرة في حفظ حياتهم وصيانة كرامتهم أجمعين” .
وبدوره أكد السفير السورى محمد خطاب الحاضرين على حق اللاجئين في العيش بكرامة وتمتعهم بحقوقه المدنية والاجتماعية والإنسانية في أماكن لجوئهم القسري دونما انتقاص لإنسانيتهم أو تعرضهم لأي من أشكال التمييز أو العنصرية, لحين عودتهم إلى أوطانهم، وهذا ما تحرص عليه سوريا مع لاجئ
العراق أو فلسطين. وأوضح خطاب أن سوريا أصبحت ملاذا لكل المعارضين الباحثين عن حريه المقاومة، مطالباّ حكام الأمة بنصرة أهل غزة بكل الوسائل، وفك الحصار عنهم بفتح المعابر .
وفى كلمته المقتضبة قال قنصل مصر العام المستشار طارق سلام: “منذ أن وعيت بأنني أتنفس ، منذ طفولتي أشعر أنى فلسطيني الهوى فى الشارع فى المدرسة فى الجامعة أحس أني فلسطيني”، وندد سلام بالمجازر الإسرائيلية بحق فلسطينيي غزة معتبرا أنها خارج الإنسانية وتناقض كل المواثيق والأعراف الدولية، مطالباّ بالدعم والمساندة لأهلنا فى غزة هاشم الصامدة.
أما فرتس أدلنجر رئيس جمعية الصداقة العربية النمساوية فأكد فى كلمته على أن اسرائيل لا تريد السلام، وتعيش على تضليل الرأي العام العالمي بأنها محاطة بظلم العرب. وأشار إلى أن إسرائيل تتحدث نظريا عن السلام وما تقوم به علي الأرض هو حصار وتجويع، وبذلك فهي لاتريد السلام.
وطالب إدلينجر القمة العربية التي سوف تعقد فى ذلك الشهر باتخاذ موقف موحد ضد ما يجرى على أرض غزة من مجازر وحصار وقتل وتشريد .
وألقى الشاعر الفلسطينى الشاب نايف شوشارى قصيدة شعريه بعنوان “طفل الحصار” والتى ألهبت حناجر الحاضرين وأثنى عليه دكتور هانى الزعيم بكلمة حماسية تغنى فيها بالعروبة وعروبة الحاضرين مع دعوته بالتبرع بالغالي والنفيس لأهلنا فى فلسطين.
كما أكد المهندس جمال الخضري، رئيس “اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني” أنه يجب على للمجتمع الدولي أن يدرك حقيقة ما يجري في قطاع غزة من حصار خانق، مشدداً على أنه لا بد أن يفرق بين ما يطرحه الاحتلال من حجج واهية ومن قصص مختلقة وبين حصار خانق غير مبرّر ضد الإنسانية والأخلاق والقيم.
وأشار الخضري, إلى أنّ المشكلة هي “كيف يمكن أن نعرض هذه القضية وخاصه على البرلمان الأوربى، وكيف يمكن أن نحمل همّ هذه القضية ونوصلها للعالم؟!”، وقال “نحن في اللجنة الشعبية لم نطرق باباً إلاّ وقد فُتح، لم يقل لنا أحد لا، حيث كان في تسعين مدينة عربية وأجنبية هناك مظاهرات وفعاليات” لا أعدل قضية .. وأحق قضية.
وأعرب النائب الفلسطيني عن سعادته بالمشاركة العربية فى الحفل الخيرى لدعم أهل غزة هاشم ومد يد العون لهم خاصه بعدما دمرت أله الحرب الصهيونيه منازلهم وممتلكاتهم وقتلت أطفالهم وشردت الكثير من شبابهم، مطالبا الجميع بالتواصل مع المؤسسات النمساويه والأوربيه لشرح قضيه غزة ومحاوله كسر الحصار عن أهلها.
المهندس جمال الخضري
جاء ذلك خلال حوار تلفونياّ مباشر من غزة أجراه مراسل “جريدة الأهرام والفضائيه المصريه” الصحفى مصطفى عبدالله مع النائب الخضري، ورئيس اللجنة الشعبيَّة لمواجهة الحصار.
وفي نهاية الحفل أدلى الدكتور تمام الكيلانى بتصريح عبر فيه عن سعادته بنجاح الحفل وخاصه بمن شاركوا من الزملاء من اتحاد الأطباء والصيادله العرب بتحمل تكاليف حفل العشاء .
مواضيع ذات الصله
أيتام فلسطين في قلوب أهل النمسا
مسيرة غضب بالنمسا استنكارا للقتل والحصار في غزة
ملتقى فلسطين ال 18 ( فلسطين شامخه فوق الجدار .. وإرادة تعلو على الحصار )
في بيت لاهيا.. دماء ودموع وموت ودمار وقذائف صهيونية لم تتوقف!!
أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم
أطفال الصهاينة يوقعون بريشتهم على صواريخ جيشهم التي يطلقها على أطفال فلسطين ولبنان ويوصوهم بأن تحول أجسادهم إلى أشلاء ممزقة.
اعتصام ونصرة لبيت حانون
فلسطين .. أمل رغم الحصار
مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس ينهي أعماله في روتردام