استقبل رئيس النمسا الدكتور هانز فيشر ممثلين عن الأقلية المسلمة بالبلاد للاحتفال معهم بحلول عيد الفطر السعيد بمقر الرئاسة النمساوية (هوف بورج) بالعاصمة فيينا.
وأكد فيشر مجددا في كلمة الترحيب التي ألقاها على مسامع نحو 200 من قيادات وممثلي الأقلية المسلمة، على أهمية التواجد الإسلامي بالبلاد وإثرائه للحياة الاجتماعية في النمسا، منذ الاعتراف بالإسلام كدين رسمي في عهد القيصر فرانس يوسف، الذي أصدر في عام 1912 قانون الإسلام، لتيسيير اندماج مسلمو إقليم البوسنة والهرسك، الذي كان خاضعا آنذاك للإمبراطورية النمساوية
وأثنى فيشر على العمل الإسلامي في النمسا الذي تقوده الهيئة الدينية الإسلامية برئاسة البروفيسير أنس سقفه، وبإسهامات النائب المسلم عمر الراوي، الذي يعمل في صمت على ربط دوائر صنع القرار بالنمسا بأبناء الأقلية المسلمة.
وعبر فيشر عن اعتقاده بأن غالبية الشعب النمساوي تكن احتراما كبيرا للإسلام، مناشدا في الوقت ذاته المسلمين بعدم تحميل النمساويين مسئولية الحملة اليمينة المتطرفة الشرسة ضد الإسلام التي قادها حزبي الأحرار والتحالف من أجل مستقبل النمسا في الانتخابات البرلمانية الماضية. وأشاد فيشر في الإطار ذاته بمستوى الوعي لدى أبناء الأقلية المسلمة بالنمسا، الذين لا ينجرون وراء مثل هذه الاستفزازات التي تستهدف تعكير أجواء التعايش والتسامح بالبلاد، وشكر للمسلمين حرصهم الشديد على التعايش والتعاون مع معتنقي بقية الأديان والطوائف الأخرى داخل المجتمع النمساوي.
ومن جانبه أكد أنس شقفه فى كلمته على النموذج النمساوي الناجح للتعايش بين مختلف الأديان والأعراق، مشيرا إلى أن قيادات المسلمين بالنمسا أصبحوا مرجعية للتشاور بين الدول الأوربية، التي ترغب في التعرف على أسرار نجاح الأقلية المسلمة بالنمسا في التعايش دون منغصات حياتية كالتي تعيشها الأقليات المسلمة في بقية أوربا
ولخص شقفه سر هذا النجاح في القيادة السياسية الواعية التي تحكم النمسا، وفي الدور الإيجابي الذي يحرص المسلمون على القيام به داخل مجتمعهم النمساوي.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحرص فيها مسئولون نمساويون على مشاركة أبناء الأقلية المسلمة أعيادهم ومناسباتهم الدينية. فعمدة فيينا ميخائيل هويبل قال في كلمته أمام الحضور فى حفل أفطار رمضانى هذا العام إن ذلك أصبح تقليدا متبعا بفيينا. كما يوجه عدد من المسئولين النمساويين الدعوات للمسلمين لمشاركتهم حفلات الإفطار والأعياد، وعلى رأسهم ميخائيل هويبل عمدة فيينا وأندرياس كول رئيس البرلمان.