بدعوة من غرفة التجارة العربية النمساوية وبرعاية بنك “رايف أيزين” ( Raiffeisenbank) أقيمت يوم الثلاثاء 5-12-2006 ندوة للحوار الإسلامي المسيحي بالمقر الرئيسي للبنك المضيف بالحى الثالث بفيينا . مثل الجانب الإسلامي البروفيسير أنس شفقه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية، ومثل الجانب المسيحي القس هلموت كرتسل. وأدار اللقاء الصحفي هانز راوشر، فيما تجاوز عدد الحضور مائة شخص. استهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور باكتش مدير عام البنك شدد فيها على أهمية الحوار متعدد الأديان، والتعاون بين مختلف الثقافات في إطار سلمي.
ضيوف الندوة بروفيسور الشقفه الصحفى هانز روشه والقس كرتسل
بدأ البروفيسير شقفه كلمته حول العلاقة بين الإسلام والثقافة مؤكدا على تأكيد القرآن والسنة على هذه العلاقة، والتي انعكست على حياة معتنقي الدين الإسلامي وعلى علاقاتهم مع أبتاع الديانات الأخرى بأشكال مختلفة تبعا لمذهب أو الطبيعة الديموغرافية.
وأشار شفقه إلى أن التاريخ سجل حالات عديدة وهامة من التعايش بين المسلمين وغيرهم في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا، كما رصد التاريخ أيضا حالات قليلة للغاية نشبت فيها النزاعات.
ضيوف الندوة على منصه الحوار
ونوه شقفه إلى وثيقة الفاتيكان الصادرة في ستينات القرن الماضي التي اعترف فيها الفاتيكان بالإسلام كدين سماوي، وأن المسلمين موحدين يتبعون أوامر الله، وأنهم يمثلون مع اليهود والمسيحيين الديانات الإبراهيمية الثلاث. كما أن المسلمين يجلون عيسى ويضعونه في مكانته كبقية الأنبيا، كما أنهم يكرمون السيدة مريم العذراء.
وأشار شقفه إلى تبني الفاتيكان منذ عام 1965 سياسة توجيه العالم الكاثوليكي إلي علاقة حياتية جدية مع العالم الإسلامي داعيا إلي نسيان الماضي والتضامن من أجل حماية وتعزيز العدالة الاجتماعية والسلام والحرية.
ومن جهته نوه القس كرتسل إلى أهمية الحوار مع الأديان الأخرى غير المسيحية، وخاصة الإسلام. ووجه عدة مطالب إلى المسلمين منها – حسب رؤيته – ضرورة الابتعاد عن استخدام العنف وعدم جمود الرؤية فيما يتعلق بالتفسير القرآني، مشيرا إلى أن المسيحيين يعيدون تفسير الكتاب المقدس دائما ليتماشى مع متطلبات العصر.
وفند البروفيسير شقفه مطالب القس كرتسل بحضور قوي ورد مركز وواضح. ثم فتح مدير الحوار باب طرح الأسئلة من قبل الحضور، التي تمحورت حول ثقافة التسامح بين المسلمين والمسيحيين. ولم يخل اللقاء من الأسئلة المعتادة حول الشريعة ورؤية المسلمين لمعتنقي الديانات الأخرى وموقفهم من العلمانية التي يتبناها العالم الغربي.
وتميز أعضاء من منظمة الشباب المسلم النمساوي بحضور واضح وقوي، حيث طرحت إحدى الأخوات قضية ضرورة تغيير مفهوم كلمة التسامح التي يشار إليها دائما عند الحديث عن الاندماج في المجتمعات الغربية، مشيرة إلى أن البعد اللغوي للكلمة يحمل في مضمونه أيضا كلمة التحمل، أي تحمل أهل البد الأصليين للوافدين الجدد، وهو المعنى غير المقبول في ظل وجود أجيال جديدة من أبناء الأجانب ولدت ونشأت في هذه البلاد.
كما عرضت إحدى الأخوات أيضا وجهة نظر موفقة فيما يتعلق بضيق المسلمين أن يقفوا دائما في موقف المضطر إلى تبرير دينه وفرائضه أمام غير المسلمين، على خلفية ما يرتكب من أعمال ترتكبها قلة متهورة تنسب نفسها للإسلام. وأشارت إلى أن العالم كله صمت تجاه المذابح المنظمة في البوسنة ولم يصفها أحد بالإرهاب، ولم يبرر أحد موقف المسيحية من قتل الأبرياء في تلك الحرب.
د, باكتش المدير العام لبنك الرايفيسين النمساوى