توالت في النمسا النشاطات والفعاليات ضد ضحايا المجزرة الإسرائيلية في بيت حانون، فبعد يوم واحد من إرسال 10 آلاف يورو للمؤسسات الإغاثية بالمدينة، وصلت جملة تبرعات يوم الجمعة الماضى ببعض مساجد النمسا إلى ثمانية آلاف يورو تتولى رابطة فلسطين الخيرية بالنمسا توصيلها لضحايا العدوان الإسرائيلي على مدينة بيت حانون بشمال شرق غزة. ومن على منابر المساجد بالنمسا تعالت أصوات الخطباء والأئمة بالدعاء لنصرة الشعب الفلسطيني والدعوة إلى مد يد العون للمواطن الفلسطيني في محنته التي صمت أمامها الإعلام العربي، ولم يذكرها إلا على استحياء .
اعتصام للتندبد بمجازر بيت حانون أمام المدخل الرائيسى للأمم المتحدة بفيينا
قد أفادت رابطة فلسطين الخيرية فى رساله شكر للجاليه العربيه والإسلاميه أن القيمة التقريبية لما تم جمعه في فترة 5 أيام من 9 الى 15 نوفمبر 2006 تحت نداء ” نصرة عائلات بيت حانون ” من تبرعات بعدد من مساجد النمسا حتى يوم الجمعة الماضى بلغ عشرون آلف أيرو، وقد تم تحويلها على وجه السرعة إلى الهيئات الإغاثية العاملة في مدينة بيت حانون ومن ثم توزيعها على 10 عائلات هدمت منازلهم وفقدواعائلهم لتأمين سكن لهم مؤقت ولسد احتياجات بعض الجرحى والمشردين جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم والعنصرى على بيت حانون.
وفي بادرة تعد الأولى من نوعها في النمسا – فيينا، فوجئ المدعوون لحفل زفاف تركى إسلامي يوم السبت 11- 11- 2006 بافتتاح أهل العروسين مزادا خيريا على كمية ضخمة من الزهور، ووقفت أم العريس وسط المدعون معلنة من يحب العريسيين فليشترى لهما وردة وأن العائد سيخصص لصالح عائلات بيت حانون المنكوبين. وتهافت المدعوون على الشراء وتقديم التبرعات، التي بلغت 3000 أيرو، سلمت للأخ هانى ( أبوعمر) صاحب الروايه وأحد المسئولين برابطة فلسطين الخيرية.
كما وجهت منظمات إسلامية وعربية ونمساوية بيانا للساسة النمساويين بضرورة اتخاذ موقف واضح تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وغير المبررة على المدنيين العزل بفلسطين.
وجاء في البيان: “ندين بشدة العدوان الإسرائيلي على مدينة بيت حانون ونطالب بإدانة واضحة من قبل الدولة النمساوية والاتحاد الأوربي”.
وأشار البيان إلى أنه ” ( هنا لغه ألمانى ) في الوقت الذي تقاطع فيه الدول الأوربية يتقدمها الاتحاد الأوربي حكومة حماس المنتخبة بصورة شرعية ديمقراطية بحجة عدم اعترافها بإسرائيل واتهامها باستخدام العنف، نجد رأس الدبلوماسية الأوربية خافيير سولانا يجتمع مع أفيجدور ليبرمان اليميني المتطرف المعين نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ولا يخف على متابع الاتجاهات العنصرية التي يدعو إليها ويتبناها ليبرمان، ومنها على سبيل المثال المطالبة بإعدام جميع أعضاء الكنيست من العرب، والتخلص من جميع العرب، حتى حاملي الهويات الإسرائيلية بنقلهم إلى ما وراء الخط الأخضر…فبينما يواصل سولانا الاتصال مع دعاة العنصرية والتطرف بالحكومة الإسرائيلية، يترك الفلسطينيون يواجهون مصير حالك ويموتون جوعا ويقتلون بدم بارد..إنه عار على الاتحاد الأوربي والنمسا قبول التطرف اليميني والعنصرية وجعلها معترف بها دوليا.. إننا نطالب الحكومة النمساوية والأحزاب السياسية بالبلاد بقيادة مفاوضات على مستوى الاتحاد الأوربي وإجراء اتصالات على المستوى الأوربي وخاصة مع مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوربي، النمساوية فيريرو فالدنر، وننادي بعدم ترك الشعب الفلسطيني يعاني وحده.. تدخلوا من أجل حقوق الإنسان ضد العنصرية والتمييز”.
وعبر طرفه بغجاتي نائب رئيس الشبكة الأوربية لمناهضة العنصرية عن رأيه بأنه “من الضروري إيجاد تحرك على المستوى الأوربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية، وأن يدرك الأوربيون أن هناك أصواتا داخل أوربا يزعجها ما يحدث من أعمال قمع وتقتيل منظم ضد الأطفال والنساء والشيوخ بينما يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج”.
وتابع بغجاتي: “من الضروري أن نلفت نظر ساسة أوربا إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهج في التعامل مع الفلسطينيين والإسرائيليين، فبينما
م . يغجاتى فى اعتصام للتنديد بالمجازر الإسرائيليه
تقاطع حكومة حماس أوربيا وتمارس عليها الضغوط حتى الآن، نجد أن قادة أوربا يرحبون بمتطرفين يهود انضموا مؤخرا للحكومة الإسرائيلية، ولم يصدر صوت واحد يدعو إلى مقاطعة هذا الحزب أو تلك الحكومة”.
وردا على نقاش حول التأثير الذي قد يحققه بيان صادر عن منظمات ومؤسسات عربية وإسلامية بالنمسا قال بغجاتي: “إننا لا نعول على الدولة النمساوية الآن، فهناك مشاورات حول تشكيل الحكومة النمساوية الجديدة وهو الأمر الذي لا نتوقع معه صدور موقف محدد أو واضح بالنمسا الآن. ولكن إصدار البيان نعتبره إشارة إلى أحزاب المعارضة والأحزاب التي ستشكل الحكومة الجديدة بضرورة اتخاذ مواقف واضحة تجاه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية”.
رسم كاريكاتير بريشه الفنان عدنان عباس
وتعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أكد رسام الكاريكاتير العراقي عدنان عباس، الذي يزور النمسا حاليا، أن القضية الفلسطينية تقع عند العراقيين موقع القلب من الجسد، “فنحن نتجرع نفس الكأس ونئن نفس الأنين، ونعاني معا صمتا عربيا ودوليا يندى له الجبين”.
وأكد عباس على أنه سيستغل فترة وجودة بالنمسا ليعبر بريشته عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وعرضها على المجتمع الأوربي “الحر”.