زادت ثروات أغنى 200 أمريكي، أي أقل من 0.0006% من السكان بمقدارٍ صادم، هو تريليون دولار، منذ أن وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة قبل أربعة أعوام من الآن، الأمر الذي يجعلهم شديدي الاهتمام بنتائج الانتخابات المقبلة، لكونها من المحتمل أن تؤثر عليهم.
ثروات مكدّسة: وكالة Bloomberg الأمريكية، قالت الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنه بينما باتت الانتخابات الرئاسية على الأبواب، سيصوت البلد الذي يعاني الاستقطاب مرة أخرى، مشيرةً إلى أن النتيجة لن تحدد مستقبل الولايات المتحدة فقط، بل مصير الثروات الكبرى في البلاد.
أشارت الوكالة إلى أن القوى التي كدست الثروة في أيدٍ قليلة كانت تعمل قبل وقتٍ طويل من انتصار ترامب غير المتوقع، وأياً كانت النتيجة يوم الثلاثاء، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فإن هذه العوامل، وخاصة التغيرات التكنولوجية ستستمر في تشكيل السياسة والاقتصاد في البلاد.
لكن رئاسة ترامب سرّعت تدرجات جعل أغنى أغنياء الولايات المتحدة أغنى وأغنى مما كانوا، والعديد منهم بدأوا بالفعل في المناورة لحماية ثرواتهم في حال فوز نائب الرئيس السابق جو بايدن، ووفائه بتعهداته برفع الضرائب على كبار الشركات ورجال الأعمال.
والمكاسب الأكبر التي جناها رجال الأعمال ذهبت إلى أغناهم، ومن بينهم بعض أقل رجال الأعمال قبولًا عند ترامب، جيف بيزوس، مؤسس شركة Amazon.com المحدودة، الذي وصفه ترامب بـ”جيف بوزو”، زادت قيمة ثروته بنحو 121 مليار دولار أثناء رئاسة ترامب، رغم مروره بطلاقٍ مكلف للغاية.
في الوقت نفسه، واجه رجال الأعمال في قطاعات الطاقة والعقارات والصناعة، التي يفضلها الرئيس ترامب، خسارة جماعية على مؤشر المليارديرات من وكالة بلومبيرغ منذ نهاية 2016، وأغلب هذه الخسارة تسببت فيها جائحة كوفيد-19.
العصر الذهبي للأثرياء: ونتجت المكاسب الضخمة التي تمتع بها المليارديرات من الصعود المستمر لسوق الأسهم على مدار المدة الرئاسية لترامب. من ليلة الانتخابات في 2016 وحتى الخميس الماضي، 29 أكتوبر/تشرين الأول، بلغت عائدات مؤشر S&P 500 نحو 67%، شاملة أرباح الأسهم، بينما بلغت عائدات مؤشر ناسداك المجمع، الذي تكثر فيه شركات التكنولوجيا، 125%.
كما أنه وحتى وصول الجائحة، كان عمال أمريكا يحققون مكاسب صغيرة، لكن لها وزنها في عهد ترامب، إلا أن الفيروس تسبب في اتساع هوة اللامساواة بطرقٍ مفاجئة، إذ فقد ملايين الأشخاص وظائفهم في الوقت الذي قفزت فيه أسواق الأسهم، في حين تربّح عدد قليل من المليارديرات، وخاصة القادمين من شركات التقنية، من التغيرات السريعة في طرق العيش والعمل.
فبحسب وكالة Bloomberg زادت ثروة أغنى 50 أمريكياً في عهد ترامب 835 مليار دولار أمريكي، واستحوذوا على 80% من المكاسب التي حققها كل المليارديرات الأمريكيين في مؤشر بلومبيرغ.
وأدَّت المكاسب إلى عصرٍ من الاستهلاك المترف، فقد وضع الأغنياء مبالغ مذهلة في شراء العقارات الفخمة، التي من بينها سقيفة في نيويورك بسعر 238 مليون دولار.
كذلك استمرت أسعار القطع الفنية في الارتفاع إلى مستويات قياسية، وتقديرات الفرق الرياضية حلقت عالياً في السماء، لدرجة أن الأمريكيين حوّلوا انتباههم إلى الأندية الرياضية الأقل ثمناً.
ويترقّب الأثرياء نتائج الانتخابات الرئاسية، إذ يركز بايدن على عكس العديد من سياسات ترامب، ويتعهّد بفرض المزيد من الضرائب على من يجنون أكثر من 400 ألف دولار في العام الواحد.