ا
لأوضاع المأساوية في العراق لا تحتاج إلى منظر أو محلل استراتيجي، فكلنا يعرف مايمر به العراق والعراقيون الصابرون. ولكن ما لانعرفه هو كيف يعيش إخواننا هناك وكيف يواصلون حياتهم وسط أوضاع متردية ينقصها المأكل والملبس. وللوقوف على أحوال إخواننا هناك والتعرف على ماهية المساعدات التي يتلقونها من أهل الخير، كان لنا هذا اللقاء مع المهندس أحمد حميد رئيس هيئة إغاثة العراق بالنمسا.
كيف نشأت فكرة تأسيس هيئة لإغاثة العراق؟
نحن كمواطنين عراقيين آلمنا بشدة ما يحدث في بلادنا من أعمال قتل وتشريد وكذلك انهيار البنية الأساسية لدولة العراق؛ وبخاصة مؤسسات الرعاية الصحية التي آلت إلى أوضاع مأساوية، فأصبت تفتقر إلى أية مقومات تسمح بتوفير العناية الطبية المطلوبة لآلاف المرضى من أبناء الشعب العراقي.
ومن هذا المنطلق وجدنا – كعراقيين يعيشون في بلاد المهجر – أنه من واجبنا مد يد المساعدة لإخواننا وأهلينا في العراق على قدر استطاعتنا، فقررنا تأسيس هيئة إغاثية من شأنها توفير بعض خدمات الرعاية الطبية لمشافي
العراق. وبالفعل تم تأسيس هيئة إغاثة العراق في النمسا في أكتوبر عام 2003 بهدف تقديم الدعم المطلوب للمرضى في العراق؛ وخاصة الأطفال منهم. ومع مرور الأيام تم التوسع في نشاط الهيئة الإغاثي وأصبح يشمل مجالات متعددة من المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب العراقي.
ما هو مجال عمل هيئة إغاثة العراق؟ وهل هو إنساني فقط؟
كما ذكرت فإن نقطة انطلاق الهيئة كانت برنامج علاج المرضى في العراق، ثم توسعنا في البرنامج ذاته حتى أمكن استقدام بعض الحالات المرضية المستعصية؛ وخاصة الأطفال، لتلقي العلاج في مستشفيات النمسا، كما عملنا على توفير العديد من المستلزمات الطبية للمشافي العراقية وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات العربية هنا في النمسا التي قدمت، على سبيل المثال سيارات إسعاف ومعدات طبية.
أما المجال الرئيسي الحالي لهيئة إغاثة العراق فهو برنامج كفالة الأيتام، الذي توليه الهيئة اهتماما كبيرا محاولة منها لتوفير مصدر دخل للأسر الفقيرة التي فقدت عائلها.
كما تعنى الهيئة بعمل حملات إغاثية متنوعة تصل إلى ذروتها في أيام الأعياد ورمضان، وتخصص عوائدها لتوفير الغذاء والملبس للأسر المهجرة والمشردين داخل العراق.
أي أن نشاطات الهيئة وبرامجها تعكس رسالتها الإنسانية البحتة الموجهة لإغاثة أبناء العراق.
هل للهيئة ارتباطا أو تعاون مشترك مع مؤسسات سياسية أو دينية داخل العراق أو خارجه؟
تحرص هيئة إغاثة العراق على الالتزام بالخط الذي رسمته لنفسها منذ يومها الأول، ألا وهو مواصلة العمل الإغاثي الإنساني لأبناء الشعب العراقي. ومن هنا فإن الهيئة تجري اتصالات مع عدد من المؤسسات الإغاثية والطبية العالمية والمحلية لتيسيير عملها والوصول إلى أقصى قدر من الخدمة للمضارين في العراق. وليس للهيئة أية ارتباطات أو تعاون مع أية جهات تعمل في غير المجال الإنساني سواء داخل العراق أو خارجه.
هل تتعرض الهيئة لأية ضغوط خارجية لعرقلة نشاطاتها؟
لم تتعرض الهيئة لضغوط مباشرة و لكن بلا شك أن طريق العمل الإنساني غير ممهد بالورود. ومن سلك هذا الطريق يعرف تماما الصعاب التي تواجه إتمام أعمال الإغاثة والمساعدة، وهو أمر متعارف عليه لدى جميع المؤسسات الإغاثية وليس مقصورا على هيئة إغاثة العراق فقط. فالعمل الإنساني أرى أنه بمثابة زرع الورود داخل حقل من الأشواك، يجب أن يصيبك بعض أذاه حتى تتمكن من إنجاز ما تريد العراق والصراع الطائفي.. منذ أكثر من سنتين يرتبط ذكر العراق بالطائفية، وبما تتناقله
وسائل الإعلام بصورة يومية من مشاهد دامية لأطفال قتلى وأمهات ثكلى وعوائل مشردة، فأين موقع هيئة إغاثة العراق من هذه الأحداث؟
أولا وأخيرا نحن عراقيون، نتأثر بما يتأثر به الشعب العراقي ويحزننا ما يحزنه، وننشغل دائما بمتابعة تطورات الأحداث هناك، آملين أن يتوقف حمام الدم المسال في الشوارع أما بالنسبة لنشاطات الهيئة ومدى تأثرها بما يحدث هناك، فما من شك أن هناك أعراض سلبية واكبت الأحداث هناك وعرقلت استمرار نشاطات الهيئة الإغاثية في عديد من المناطق، التي أصبح من الصعب؛ بل من المستحيل الوصول إليها بسبب الأوضاع الأمنية المتردية فيها. ولذلك فقد عملت الهيئة على نقل نشاطاتها من بعض المدن وإلغائها نهائيا في مدن أخرى، وواكب ذلك فتح باب للعمل الإغاثي في مدن أخرى يمكن الوصول فيها إلى المطلوب إغاثتهم.
وأود أن أؤكد هنا على أن نشاط الهيئة غير مقتصر على فئة بعينها أو طائفة معينة داخل العراق. فعمل هيئة إغاثة العراق يشمل جميع أطياف الشعب العراقي دون التفات لمذهب أو عرق. فشغلنا الشاغل هو تخفيف معاناة أهلنا هناك، وعلى رأسهم الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.
كما أن الهيئة استقدمت إلى النمسا عددا من الأطفال العراقيين من معتنقي المذاهب المختلفة، وفي قائمة الأيتام الخاصة بالهيئة كم كبير من أطياف متعددة، متنوعي المذهب والعقيدة والعرق
وفي هذا المقام أود أن أتوجه بعميق الشكر والتقدير والعرفان لكل من ساهم في استمرارعمل الهيئة وتحمل المخاطر في سبيل إتمام هذا العمل الإنساني، فقد فقدت الهيئة منذ تأسيسها ستة من أعضائها في العراق وهم يؤدون عملهم. وخلفوا وراءهم أسر وأطفال، وسارعت الهيئة بإدراجهم ضمن قائمة الأيتام إسهاما منها في تخفيف أحزانهم وآلامهم
وأود أن أشير هنا إلى أن جميع أعضاء الهيئة مصممون على الاستمرار في عملهم، في سبيل مسح دمعة طفل وتخفيف حزن أم وأب وتيسييرا على عجوز ومسن، ونبتغي في كل هذا وجه الله؛ حيث إن جميع أعضاء هيئة إغاثة العراق يعملون بصورة تطوعية ولا يتقاضون أجرا على الجهود التي يبذلونها.
اللاجئين الفلسطينيين. فهل هناك خطة عمل تتبناها الهيئة لتدارك هذه المحنة الجديدة التي ابتلي بها العالم العربي؟
لقد وضعت يدك على جرح عميق..هل تعلم أن هناك أكثر من 4 ملايين لاجئ داخل وخارج العراق حتى الآن، وذلك وفق الإحصاءات العالمية الموثقة التي نشرتها المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة؟ هل تعلم أيضا أن أوضاع اللاجئين داخل وخارج العراق مأساوية للغاية، ربما أعجز عن وصفها رغم أن معظم أعضاء هيئة إغاثة العراق أصبح أهلهم من المهجرين بالفعل؟
دعني أوضح لك خطة الهيئة للخدمة في هذا المجال،فنحن ننظم برنامجا خاصا بعنوان الإغاثة الاجتماعية لدعم العوائل المهجرة داخل العراق، ومن خلاله نخصص التبرعات التي تدخل إلى الهيئة لتوفير سلال غذاء تقدم للمهجرين في الخيام التي يعيشون فيها؛ حيث يعيشون في جو بدائي يفتقر إلى أهم مقومات الحياة العادية، ألا وهي الغذاء والملبس. وقد تمكنا بالفعل بفضل الله ثم معونة المتبرعين أن نوفر الغذاء والملبس لالاف العوائل المهجرة خلال شهر رمضان الماضي، ونأمل أن نتمكن من مواصلة هذه الحملة لنصل إلى أكبر قدر من العوائل المهجرة.
هل هيئة إغاثة العراق مؤسسة مغلقة على أعضائها؟
على الإطلاق..بل إن العكس هو الصحيح، فالهيئة تضم بين أعضائها متطوعين من جنسيات أخرى، وجدوا أنهم يستطيعون تقديم العون. وترحب الهيئة دائما بانضمام أعضاء جدد، ولا يعنينا أيضا الجنسية أو العرق أو المذهب، وأعلن من خلال هذا المنبر الإعلامي واسع الانتشار أن باب التطوع والعضوية بهيئة إغاثة العراق مفتوح للجميع، كما أنه يمكن لأي أحد أن يطلع على نشاطات الهيئة من خلال موقعنا الجديد على صفحة الانترنت، الذي يشمل تعريفا موسعا بالهيئة وبرامجها الإغاثية. كما أن بالموقع إمكانيات متعددة للراغبين في الكفالة والتبرع؛ حيث يمكن للجميع الآن التبرع أو كفالة طفل يتيم عن طريق الصفحة مباشرة، مع الحفاظ على سرية البيانات
بعض أعضاء هيئه أغاثه العراق مع كلاوس هويبر رئيس غرفه الأقتصاد الخاصة بالمتبرع؛ حيث تستخدم الهيئة على صفحة الانترنت نظام حماية معلومات فائق الجودة كما تحرص الهيئة على التعامل بمنتهى السرية مع هذه البيانات، فلا تصل لطرف ثالث بأي حال.
ما الذي يمكن أن نعينكم به لاستمرارعمل الهيئة وسط هذا الكم من الآلام التي يعايشها شعب العراق الشقيق؟
نسعد بكل من يرفع كف الدعاء متضرعا إلى الله أن يرفع الهم ويذهب الغم عن أبناء الشعب العراقي. ونرحب بكل من يرغب في تقديم النصح والمشورة سواء عن طريق الاتصال المباشر أو عبر البريد الإلكتروني الموجود على موقع الهيئة على الإنترنت. كما يمكن للراغبين الحصول على مطويات الدعاية الخاصة بالهيئة والتي تشمل تعريفا بنشاطاتها أيضا؛ حيث يستطيعون توزيعها على الأصدقاء والمعارف.
ولما كان العمل الإغاثي يتطلب كما كبيرا من الدعاية فنحن نسعد أيضا بمن يسمح له وقته للتعريف برسالة الهيئة سواء عن طريق نشر إعلاناتنا او التعريف بموقع الهيئة على الإنترنت او حتى مساعدتنا في كفالة المزيد من الايتام عن طريق المعارف و الاصدقاء او زملاء العمل.
وبطبيعة الحال فإن التبرع متاح للجميع، وكل على قدر استطاعته، فنحن لا نضع سقفا محددا للتبرع، كما أننا نقدر تماما أن لكل شخص اهتماماته الخاصة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
فهناك من يتبرعون للهيئة بصفة مستمرة بمبالغ لا تتجاوز 5 يورو. وهذا المبلغ بالنسبة لنا كبير للغاية، نعم كبير القدر قبل أن يكون كبير القيمة، فيكفي أن هناك من يفكر في الإسهام حسب مقدرته لرفع المعاناة عن المضارين والمنكوبين في العراق. ولا أذيع سرا إذا قلت إن هناك أطفالا يحرصون على التبرع بمصروفهم اليومي لصالح أطفال العراق. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتحية لجميع المتبرعين والمتطوعين والكافلين
مواضيع ذات صله
هيئة إغاثة العراق تحصل على أعلى شهادة نمساوية تقدم للمؤسسات الإنسانية
ادعوا لـ”هبه” ضحيه اليورانيوم المنضب بالعراق
تحرك إسلامى منظم للتصدى لتصرفات بنك أوستريا النمساوى
بيان من هيئة إغاثة العراق
أمسيه عيديه بفيينا برعايه هيئه العراق الإغائيه
مسيرة نمساوية لدعم الوحدة العراقية
الكشف عن اختطاف أكثر من ألفى امرأة فى العراق
موقع هيئه إغاثه العراق على الأنترنت