فيينا : أحمد المتبولى
أطلقت بلدية فيينا صفحة إلكترونية على موقع الخدمات الحكومية الخاص بالعاصمة النمساوية تهدف إلى حصر معوقات السير بشوارع فيينا، حرصا على سلامة المارة من كبار السن وتوفير تنقلات أكثر راحة للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يفضلون الاعتماد على أنفسهم في التعاملات اليومية
وتشتمل الصفحة على نماذج خاصة يقوم المتصفح بتعبئتها إذا ما صادف أعمال بناء تشغل الأماكن المخصصة لصعود الأرصفة، وهي المناطق الممهدة بمساواة الشارع لتيسيير تحرك المعاقين الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، أو كبار السن الذين يسيرون بوسائل مساعدة أو تعويضية.
جزء من رصيف المشاة ممهد بخطوط بارزة للمكفوفين
ومن خلال هذه النماذج تتعرف بلدية العاصمة أيضا من المواطنين على المناطق التي يتعذر فيها وجود دورات مياه عامة أو نقص في وسائل المساعدة للمكفوفين.
وأشارت صفحة الخدمات الحكومية بفيينا إلى أن “المعاق لا يحتاج إلى مواساة أو نظرة عطف أكثر من حاجته إلى فرصة لإثبات قدراته.. فالمساواة في الفرص تتحق فقط عندما ننهي الحكم المسبق على المعاق.. فالإعاقة لا يشعر بها المعاق إلا من خلال البيئة المحيطة به”.
وتحرص النمسا، التي تعاني نسبة 10% من سكانها من حالات إعاقة مختلفة، على إزالة المعوقات التي تواجههم في الحياة اليومية، وتيسيير سبل الحياة لهم من بطاقات سفر مجانية، وسكن مدعم، وتعليم مجاني.
كما بادرت العاصمة فيينا منذ سنوات بتقديم خدمات خاصة للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة تبدأ من المنح المبكرة لإتمام مراحل التعليم والتأهيل المهني، وتوفير مساكن لهم على نفقة الدولة.
دورات تدريبية
أماكن عبور المشاة طريق خاص للمكفوفين والمعاقين
وحققت بلدية فيينا طفرات في مجال تيسيير حركة المعاقين بشوارعها، أو الانتقال عبر وسائل المواصلات المختلفة، من حافلات وترام ومترو أنفاق.
ويندر أن يصادف المار بشوارع العاصمة أحد المعاقين يعاونه شخص في عبور الطريق أو أن يستقل وسيلة مواصلات، فالمعاق يسير دون مساعدة، ودون معاناة بفضل الدورات التدريبية المجانية التي تدعمها البلدية ويلقن خلالها المعاق كيفية التعامل مع الأنظمة الموضوعة بالشوارع ووسائل المواصلات المخصصة لتخفيف إحساسه بالإعاقة، وتنمية قدراته في الاعتماد على نفسه، ومنحه الثقة في التعامل مع إشارات المرور ووسائل المواصلات بمفرده.
أنظمة المكفوفين
وخصصت إدارة تنظيم الشوارع بفيينا، وهيئة المواصلات أنظمة خاصة تيسر على ضعاف البصر والمكفوفين عبور الشارع أو ركوب وسائل المواصلات المختلفة.
ومن هذه الأنظمة، الخطوط العميقة المحفورة في أرضيات محطات مترو الأنفاق، والتي يسير عليها الشخص الكفيف لتوجهه داخل المحطة، أو لتصل به إلى مخرج المحطة ومدخلها.
كما تزود إشارات المرور في معظم شوارع فيينا بصناديق زرقاء تثبت بعمود يكون في متناول اليد، وبلمس هذا الصندوق يتمكن المعاق بصريا من معرفة نظام تحرك السيارات في
خطوط عميقه بمحطات مترو الأنفاق لتوجيه المكفوفين
المكان الذي يقف فيه واتجاهها. إلى جانب زر خاص مثبت بالصندوق بالضغط عليه تصدر طرقات مسموعة تمكن الكفيف والمبصر على حد سواء من معرفة توقيت فتح الطريق للعبور، وكذلك توقيت غلقه، الذي يرمز إلى اقترابه بتزايد وتيرة هذه الطرقات
رفاهية المعاقين
كما تحرص هيئة مواصلات فيينا على توفير أسطول من وسائل نقل الركاب تهدف في المقام الأول إلى خدمة المعاقين؛ حيث أصبح ثلثي الحافلات (نحو 400 حافلة) مجهزة بوسائل لراحة ذوي الاحتياجات الخاصة، منها شريحة معدنية يمدها السائق خارج الحافلة يدويا ليصعد ويهبط عليها المعاق بكرسيه.
ومن المخطط أن يشهد العام الجاري 2007 انتهاء عملية إحلال الأسطول الحديث من وسائل المواصلات المتناسب مع متطلبات المعاقين محل الأسطول القديم، خاصة وأن نحو نسبة الخمس فقط من أسطول الترام بالعاصمة هو الذي يسمح بتعامل ذوي الاحتياجات الخاصة معه.
وعممت الهيئة المصاعد والسلالم المتحركة بغالبية محطات مترو الأنفاق، دون شرط شراء بطاقة السفر، الذي يمنح بمقتضاه الراكب أحقية استخدام المصعد أو السلم المتحرك.
ومنذ عام 2003 يخصص خط هاتفي لخدمة المعاقين وتلقي شكاواهم، مرتبط بغرفة العمليات المركزية التابعة لهيئة مواصلات العاصمة.
إحصاءات بأعداد المعاقين
وحددت هيئات مساعدة المعاقين بالنمسا أنواع الإعاقة بخمسة، هي الإعاقه جسدية، العمى، الصم، الإعاقه الذهنيه، والإعاقه النفسيه.
وحسب إحصاءات رسمية أوردتها مؤسسات رعاية المعاقين بالنمسا يتضح أن عدد من يعانون من إعاقات بصرية من النمساويين يصل إلى أكثر من 2 مليون شخص، منهم 4600 شخص يعانون من عمى تام. ويعاني نحو 476 ألف شخص من حالات إعاقه بالجهاز الحركي، بينما يعاني 456 ألف شخص من إعاقات سمعية، منهم تسعة آلاف أصم. ويبلغ عدد الذين يستخدمون الكراسي المتحركة نحو 24 ألف نمساوي (منهم نحو 10 آلاف من سكان فيينا فقط)، فيما يعاني 14 ألف شخص من حالات الشلل النصفى. ويبلغ عدد المصابين بأمراض نفسية وعقلية نحو 48 ألف شخص.