كشف الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق عن وجود برديتين أثريتين في النمسا وألمانيا تؤكدان سماحة الإسلام وعدالة المسلمين، وتدحضان جميع الافتراءات المثارة حاليا في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام وعلى رسول الإسلام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وقال عبد اللطيف إن أول هذه البرديات هي () والتي عُرفت بهذا الاسم لأنها تحدثت عن قرية تابعة لمدينة إهناسيا الواقعة حاليا بمحافظة بني سويف، وتعد أقدم وثيقة بردية إسلامية تم الكتابة عليها باللغة العربية.
وأضاف أنها تعود لعهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) وهي محفوظة حالياً في مجموعة (الأرشيدوق راينر) بالمكتبة الوطنية في فيينا بالنمسا، وهي مؤرخة في شهر جمادى الأول عام 22هـ/642م، وتاريخها يشير إلى معاصرتها للسنوات الأولى لفتح العرب.
وأوضح أن البردية مكتوبة بلغتين الأولى وهي في الجزء العلوي باللغة اليونانية، والثانية باللغة العربية، وتتحدث عن أن القائد “عبد الله بن جابر” أحد قادة المسلمين قام بإعطاء أهل الذمة إيصال باستلام أغنام لإطعام جنوده، وهي توضح انه لم يكن ظالما أو متعسفا، وذلك لأنه تعهد بأن تخصم هذه الأغنام من الجزية المقررة على الأقباط في الإقليم التي مرت به.
وأشار إلى تعليق العالم النمساوي الكبير البروفسير أدولف جروهمان على تلك البردية، الذي قال “إنه قلما نجد شعبا منتصرا يعطي شعبا منهزما إيصالا باستلام أي شئ حتى ولو كانت أغنام لإطعام الجنود الفاتحين” في دلالة واضحة على سماحة الإسلام والمسلمين في التعامل مع أهل البلاد التي فتحوها ويرد على بعض الادعاءات عن سوء معاملة المسلمين لأهل البلاد التي فتحوها.
وبالنسبة للبردية الثانية، قال الدكتور محمد عبد اللطيف إنها تتحدث عن أمر من الوالي لاستعادة حقوق شخص مسيحي، ويعود تاريخها إلى القرن الأول الهجري/السابع الميلادي وبالتحديد إلى عام 91 هـ / 710 م، وهي محفوظة بمعهد البرديات في جامعة هايدلبرج بألمانيا، ويبلغ مقاسها 27 × 20 سم ، وقام بنشرها العالم الألماني هنريش بيكر عام 1906 م.
وأوضح أنها تتكون من 13 سطرا، وتكشف سماحة الإسلام، فهي عبارة عن رسالة من الوالي “قرة بن شريك” إلى زكريا حاكم كورة أشمون العليا، يخبره فيها بان شخص يدعى “يحنس بن شنودة” قدم له شكوى بأن له مبلغ 18 ديناراً، لدى شخص آخر من أهالي أشمون، ويطلب الوالي قرة بن شريك من زكريا حاكم أشمون العليا أن يتحقق من صحة هذا الادعاء وأن يعيد الحق لصاحبه.
وأكد أن تلك الرسالة خير دليل وبرهان على عدالة الحكام المسلمين، فهي تدل على أن الولاة المسلمين كانوا عادلين، كما أنهم كانوا يهتمون بإعادة الحقوق إلى أصحابها مهما كانت ديانتهم، وليس من المشترط أن يكونوا مسلمين.