أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الاول 2020، أن بلاده باتت قريبة جداً من إعلان تطبيع علاقاتها مع السودان، فيما كشفت مصادر عبرية تفاصيل مهمة عن الزيارة السرية التي قام بها مسؤولون إسرائيليون للخرطوم الأربعاء، مؤكدين أن اتفاقاً ثنائياً مبدئياً قد وُقِّع بين الطرفين.
توقيع اتفاق: بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية المقربة من الحكومة، فإن زيارة الوفد الإسرائيلي التي تم الكشف عنها مؤخراً قد استغرقت بضع ساعات، وقد ضمت مسؤولين في جهاز المخابرات الخارجية “الموساد” ومكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
بحسب الصحيفة، فإن الوفد نجح في الوصول إلى اتفاق اعتراف ثنائي بين إسرائيل والسودان، على أن تُعلن الخرطوم عنه رسمياً نهاية الأسبوع المقبل.
حيث رجّح المسؤولون الإسرائيليون أن يتم الإعلان بعد “انتهاء المشاورات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بشأن الجدول الزمني المتوقع للقضية“.
زيارة الخرطوم: الأربعاء، كشفت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن وفداً إسرائيلياً زار العاصمة السودانية الخرطوم، على متن طائرة خاصة في رحلة مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، استعداداً للإعلان عن تطبيع العلاقات بين البلدين.
فيما ذكر موقع “واللا” العبري الخاص أن الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم عاد إلى تل أبيب عقب ساعات، وأن هذه الطائرة تم استخدامها مسبقاً لنقل مبعوثين رسميين من قِبل الحكومة الإسرائيلية في مهام (لم يوضح طبيعتها) خارج البلاد.
وفيما لم تعقب الحكومة السودانية على ما أوردته وسائل الإعلام العبرية بشأن زيارة الوفد الإسرائيلي أو اعتزامها إعلان التطبيع مع تل أبيب، فإن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، قد أشار سابقاً إلى أن قرار الإدارة الأمريكية إزالة بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس مرتبطاً بأي ملف آخر، إلا أن “يسرائيل هيوم” أكدت أن الإعلان المرتقب مرتبطٌ فعلاً بهذا القرار.
تحركات أمريكية وتلميحات إسرائيلية: يُذكر أنه في يوم الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول، نقلت هيئة البث الرسمية عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمّهم، أنه من المتوقع صدور بيان رسمي حول إقامة علاقات بين تل أبيب والخرطوم “خلال أيام قليلة“.
حيث قال المسؤولون إنه من المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذه الخطوة، لافتين إلى أن البيان الذي سيعلنه ترامب سيصدر في غضون أيام.
هذه التحركات جاءت بعد أيام قليلة من إعلان ترامب استعداد بلاده لرفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، وما أعقبه من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة بدأت فعلاً عملية رفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب كما تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل.
لم يفصح بومبيو عما إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطاً بموافقته على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
من جانبه قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس إن الولايات المتحدة ستعلن عن اتفاق آخر لإقامة علاقات بين إسرائيل ودولة عربية أو إسلامية قبل الانتخابات الأمريكية.
وأضاف أكونيس في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي: “لديّ مبرر منطقي يجعلني أعتقد أن الإعلان سيأتي قبل الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وهذا، إذا سمحتم لي، هو ما أفهمه من مصادري“.
وقال أكونيس إن عدة دول مرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولم يحدد تلك الدول، قائلاً إن ما جرت عليه العادة هو ترك الإعلان الرسمي الأول عن الأمر في يد واشنطن.