عاقب وست هام يونايتد الإنجليزي أحد مشجعيه بالحظر لمدة ثلاث سنوات، ومنعه من دخول ملاعب ومنشآت النادي، بعدما وجّه عبارات عنصرية إلى الدولي المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، خلال المباراة التي جمعت الفريقين في عام 2019 بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال وست هام، إنه أوقف المشجع برادلي ثوموود لمدة 3 سنوات، مع فرض غرامة ماليةٍ قيمتها 400 جنيه إسترليني، ودفع رسوم إضافية وتكاليف قدرها 215 جنيهاً، بعد تصرفه العنصري ضد محمد صلاح.
الحادثة وقعت في شهر فبراير/شباط من العام الماضي (2019)، خلال مباراة وست هام مع ليفربول ضمن منافسات الجولة الخامسة والعشرين من بطولة الدوري الإنجليزي والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.
فيديو يوثق الحادثة
ويُظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي قيام مشجع وست هام بتوجيه هتافات عنصرية ومعادية للدين الإسلامي ضد محمد صلاح، لحظة تنفيذه ركلة ركنية.
وفتح وست هام تحقيقاً في الحادثة، كما انتقد المتحدث الرسمي للنادي الإنجليزي الواقعة وقال: “نحن نتبع سياسة العقاب تجاه أي شكل من أشكال السلوك العنيف أو المسيء”.
من جانبه، اعترف المشجع برادلي ثوموود، البالغ من العمر 48 عاماً، بالواقعة التي ارتكبها ضد مهاجم ليفربول، مقراً بأنه مذنب بتوجيه إساءة عنصرية إلى ال(لاعب المصري المتألق في ليفربول.
وشهدت الملاعب الإنجليزية خلال السنوات الأخيرة، العديد من الحوادث العنصرية التي كان ضحيتها عدد من اللاعبين، بسبب لون بشرتهم أو دينهم، وكان آخرهم الدولي الإنجليزي رحيم ستيرلينغ، والألماني أنطونيو روديغر وغيرهما.
مكافحة العنصرية
وفي وقت سابق، دعا أرسين فينغر، مدرب آرسنال السابق، المجتمع إلى أن يتعلم درساً من كرة القدم في الجهود المستمرة لمكافحة العنصرية.
ويعتقد فينغر أن وجود كثير من اللاعبين السود البارزين في كرة القدم يُظهر أن الرياضة لا تعاني من العنصرية.
وقال المدرب الفرنسي في مقابلة مع شبكة beIN SPORTS: “كرة القدم في جوهرها مناهضة للعنصرية”.
وتابع: “لماذا؟ لأنك تعلم أنه بغض النظر عما إذا كنت ابن ملك إنجلترا أو لون بشرتك فإنك ستلعب طالما كنت جيداً. كرة القدم تضرب مثلاً يحتذى في الكيفية التي يجب أن يكون عليها أي مجتمع، لأنها تقوم على الجدارة والجودة. إذا كنت جيداً بما فيه الكفاية فإنك ستلعب”.
وتابع: “داخل اللعبة ليست هناك عنصرية. قد تقع بعض الأحداث خارج الملعب وفي المدرجات، وشاهدنا ذلك في مباريات المنتخب الانجليزي خارج ملعبه”.
ودعا رحيم سترلينغ، مهاجم مانشستر سيتي، المسؤولين إلى التعامل مع مسألة قلة تمثيل الأقليات العرقية في منصب المدرب، كما حثهم على إحراز تقدم في مكافحة العنصرية.
معارضة فينغر
لكن فينغر حذَّر من أن هذه المناصب يجب أن يتم شغلها بناء على الجدارة وليس بسبب ضغوط طرف أو آخر.
وقال: “في فرنسا استحدثنا مفهوم التمييز الإيجابي، لكن قد يعني هذا أنك تمنح وظائف للناس لأنهم لا يحصلون على فرص كافية.. أعتبره من أنواع التمييز أيضاً، لأن الأشخاص الأكثر كفاءةً قد لا يحصلون على الوظيفة”.
وأضاف: “نرغب في منح الفرصة للجميع بغض النظر عن البلد القادم منه ولون بشرتك دون خلق أجواء أخرى من التمييز بسبب حلول شكلية”.