فوبيا الكشف أو الفحص بـ جهاز الرنين المغناطيسي

أود أن أتناول في هذا المقال موضوع الرهبة أو الخوف من الكشف بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي  “MRI“، وهذا الخوف يظهر تلقائياً بسبب أمور لاتشكل خطرا حقيقيا في الواقع. مثل الخوف من الأماكن الضيقة والمغلقة والمرتفعة، أو الرهبة الاجتماعية كالخوف من الناس الأجانب وغيرها..

الرنين المغناطيسي. وهو تقنية متطورة عالية الجودة لتصوير أعضاء وأنسجة جسم الإنسان بغرض تشخيص الأمراض وقياس مدى انتشارها وشدتها. ويجب عدم الخلط بينها وبين الأشعة المقطعية، حيث تمتاز أشعة الرنين المغناطيسي بأنها آمنة جدا ويمكن اجراؤها للمرأة الحامل وذلك لخلوها من الأشعة السينية الضارة بل تعتمد أساساً تقنية المجال المغناطيسي والتي تتحكم بجزيئات الجسم حسب مكونات كل جزيء.

ولنفترض أن مريضاً بحاجة إلى فحص بأشعة الرنين المغناطيسي يعاني رهبه وخوف من الأماكن الضيقة، قد ينتهي تشخيصه بعدم استكمال الفحص. ويجب هنا عدم التهاون في التعامل مع هذه المشكلة خصوصا حينما يصارح المريض الطبيب أو أحد أفراد أسرته بما يتراوده من مشاعر الخوف التي تصبح لا إرادية.

وقد يسبب الضغط على المريض لإجراء مثل هذا الفحص نتائج سيئة نفسياً ومضاعفات أخرى. كأن تكون مضاعفات خفيفة كالحركة البسيطة أثناء التصوير مثلا والتي قد تسبب خللاً وتلفاً في الصور الناتجة وبالتالي نتيجة فحص ضعيفة. وقد تكون المضاعفات أكبر كزيادة خفقان القلب والتعرق وإفراز الهرمونات قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة لمن يعانون مسبقا من اضطرابات الهرمونات وقد رُصِدت حالات وفاة (وهي نادرة جداً) أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي المغلق.

ولتفادي مثل ذلك، قام الأطباء والمعنيون بالأمر باجراء بعض التغييرات والتعديلات للتخفيف من رهبة الأماكن الضيقة والمغلقة أثناء اجراء فحص بالرنين المغناطيسي وذلك باضافة المرايا والصور الخارجية في الجدار الداخلي لغرفة الجهاز بحيث لايشعر المريض بأنه في مكان ضيق. كما إن إبقاء شخص مرافق مع المريض في داخل غرفة الجهاز يمسك بيده مثلا ويتحدث معه أثناء الفحص يساعد المريض على تجاوز مشاعر الخوف. ويستحسن أن يكون الفني المتواجد أو طبيب الأشعة يتحدث بنفس لغة المريض كما ينصح علماء النفس الأمر الذي من شأنه زيادة ثقة المريض و قبوله اتمام التصوير.

وأيضا فإن للموسيقى الهادئة دور في تهدئة المريض أحيانا بتشتيت ذهنه، وهناك من يتحدث أيضا عن القرآن الكريم لافراغ ذهن المريض ونسيانه للخوف. وقد يلجأ الطبيب إلى العقاقير المهدئة أو التخدير العام أحيانا أخرى.

وقد لا يأتي ما سبق بثماره دائما!

لذا جاءت فكرة استحداث جهاز رنين مغناطيسي مفتوح أو جهاز ذو قطر واسع للتخلص من هذه المشكلة. والفكرة بحد ذاتها ليست بجديدة، ولكن ما يعيب الجهاز المفتوح هو ضعف المجال المغناطيسي وبالتالي قلة جودة الصور.

أما مع الجيل الجديد من أجهزة الرنين المغناطيسي المفتوح فتم التغلب على معظم هذه المشاكل الفنية، حيث تتميز بجودتها العالية مع الكثير من الفحوصات اللازمة وخصوصا العمود الفقري والمخ والمفاصل الكبيرة. ولا ينصح بها للمفاصل الصغيرة والقلب والثدي. ومن المعروف بأن العمر الافتراضي للجهاز المفتوح أقل من الأجهزة المغلقة نسبيا مما يدفع المستشفيات إلى التوجة للجهاز المغلق الذي يمتاز بعمر أطول.

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …