مع انتشار الاحتجاجات في الهند في أعقاب إصدار قانون الجنسية العنصري الذي ينتقص من المسلمين صارت الجدة بلقيس البالغة من العمر 82 عاماً بعينيها المليئتين بالتحدي والسبحة في يدها وجه مقاومة القانون الجديد.
تحملت بلقيس وفق تقرير موقع VOANews الأمريكي أبرد شتاءٍ في نيودلهي منذ أكثر من قرن لتجلس أكثر من 3 أشهر في الصفوف الأمامية في احتجاجٍ بقيادة النساء المسلمات. وقد أكسبها صمودها مكاناً في قائمة مجلة تايم لعام 2020 لأكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم.
المجلة قالت إن بلقيس صارت “صوت المهمشين” و”رمز المقاومة” في بلدٍ تُقمع فيه أصوات النساء والأقليات بصورة ممنهجة على يد سياسات الأغلبية لنظام مودي. وتظهر بلقيس في تصنيف الرموز في المجلة.
بلقيس والقانون العنصري: اشتهرت بلقيس بأنها من جدات حي شاهين باغ المسلم الذي قطعت فيه النساء شارعاً رئيسياً بعد أن مررت حكومة مودي القومية الهندوسية قانوناً وصفه منتقدوه بأنه قانون تمييز، لأنه يقصي المسلمين من الجماعات الدينية الست التي تمثل الأقليات المضطهدة في 3 بلدان مجاورة يمكنها الحصول على الجنسية.
بقامتها المحنية قليلاً والملفوفة بالشال، تصل كل صباح وتجلس حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل لتستمع بإنصات للنسوة يقرأن ديباجة الدستور، ويلقين الخطب ويغنين الأغاني الوطنية تأكيداً على مواطنتهن.
تمييز ديني ببلد علماني: تحدثت بلقيس عما جذبها يومياً إلى الاحتجاجات، وهو قلقها من أن قانون المواطنة الجديد سيمهد الساحة لسجل للمواطنين يمكن أن يعرض بعض المسلمين الهنود للخطر بمطالبتهم لتقديم دليل على المواطنة. وتقول حكومة مودي إن هذه المخاوف في غير محلها، وتنكر أن القانون به أي نوع من التمييز.
الطمأنة لم تفعل الكثير لتهدئة مخاوف النسوة ومنهن بلقيس، التي قالت إنها عازمة على محاربة التمييز الديني في البلد العلمانية. وقالت بلقيس: “لن نقبل هذا القانون. هذا بلد حر ونريده أن يبقى حراً. نحن لن نتراجع”.
في الهند، قال نشطاء حقوق الإنسان إن الاحتجاجات التي تترأسها النسوة المسلمات مثل بلقيس ضد قانون المواطنة لها أهمية كبرى.
تقول آني راجا، من الاتحاد الوطني للنساء الهنديات: “هذه ثورة جديدة بقيادة النساء، وبالأخص النساء المسلمات وخروجهن من منازلهن، لا لإنقاذ القرآن بل لحماية القيم الدستورية. وهذا منح هذه الاحتجاجات الكثير من المعنى”.
تعهدت بلقيس بالاستمرار حتى إلغاء القانون. “سآتي هنا يومياً لشهرين أو لستة أشهر أو حتى لعام. نحن جاهزون لمواجهة أي شيء، الضرب أو الحجارة أو الرصاص في صدورنا. لكننا لن نتراجع”.
هذا لم يحدث، فالاحتجاج تم فضه بأواخر مارس/آذار بعد أن فرضت الهند إغلاقاً صارماً بسبب جائحة كوفيد-19. وقالت بلقيس لوسائل الإعلام المحلية إنها سعيدة بذكر مجلة تايم لها، لكنها كانت لتسعد أكثر بإلغاء القانون.