ماذا لو انتقل مسافر من الرياض إلى أبوظبي في وقت لا يتجاوز 80 دقيقة من دون أن يركب الطائرات؟ قد يبدو الأمر مقدمة لفيلم خيال علمي، أو حلماً من الأحلام، إلا أن شركة “هايبرلوب ون” العالمية أعلنت بدء تجاربها الحقيقية لخطوط النقل المستقبلية التي ستمكن الإنسان من التنقل بسرعة تفوق سرعة الطائرات، مع تقليل التكاليف وتقليص زمن الانتظار، من خلال أول خط تجريبي في العالم.
النائب الأول لرئيس العمليات العالمية في الشركة نك إيرل تحدث عن أن “المشروع سيغير كل شيء في معادلة القطاع الصناعي، إذ ستكون هناك زيادة في رأس المال نتيجة خفض مخزون البضائع الجاهزة بنسبة 25%، وتوفير ما يصل إلى 80%، على الإنفاقات العقارية، فضلاً على تقليل زمن الانتظار وخفض نفقات الشحن وتقليص الانبعاثات الكربونية”، بحسب صحيفة “الحياة”.
وأوضح إيرل أنه “في دول مجلس_التعاون الخليجي بلغت قيمة سوق نقل البضائع نحو 35 مليار دولار في 2016، بحسب شركة استشارات الأعمال “ماكينزي آند كومباني”، تحظى فيها هايبرلوب ون بحصة متاحة تقدر بنحو 12 مليار دولار، عدا النقل بين المسافات القصيرة وبين المدن، وشحن السلع ذات القيمة المنخفضة، مثل الزيوت والمواد الكيماوية، والمعادن، والمنتجات الزراعية والغذائية”.
وأضاف “تعتزم هايبرلوب ون المنافسة في مجال الشحن الجوي بنسبة 100%، في دول الخليج_العربي، أي ما يقدر بنحو 7 مليارا دولار، وفي مجال الشحن البري بنسبة 22%، أي بنحو 3 مليارات دولار، من خلال الشحن على الطرق والسكك الحديدية، وفي مجال الشحن البحري بنسبة 13%، أي بنحو ملياري دولار”.
من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ” هايبرلوب_ون”، شرفين بيشيفار: “نحن نفكر بعيدين عن المزايا التي سيوفرها هايبر لوب للشركات، إذ سيسهم ربط دول الخليج العربي بنظام هايبرلوب في تمكين الحكومات في المنطقة من إتاحة الفرصة للشباب الباحث عن عمل لاستكشاف فرص عمل جديدة وجاذبة لهم، وبحكم خبرتي بصفتي رائد أعمال، يمكنني أن أتفهم قيمة وجود منظومة سهلة ومتاحة مثل ذلك”.
وبحسب مسؤولي الشركة إذا ما تمت المقارنة بقطار عالي السرعة، فإن نظام ” هايبرلوب” يحظى بتأثير ملموس في الشركات والمجتمع مستقبلاً، من خلال خفض الكلفة حوالى الثلثين، وزيادة السرعة بمعدل ثلاث مرات، وسيساعد هذا الأمر خصوصاً على توفير فرص العمل لنحو 200 مليون شاب يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الفئة الأكبر نمواً من سكان المنطقة.
وتأسست الشركة في 2014، ويقع مقرها الرئيس في مدينة لوس أنجلوس، وبدأ المشروع في صحراء لاس فيغاس، ومن المتوقع أن يصل الراكب من أبوظبي إلى دبي في مدة لا تتجاوز 10 إلى 20 دقيقة، مقارنة بالساعة ونصف الساعة التي يستغرقها التنقل بين المدينتين، ولن تتجاوز 90 دقيقة بين مدن الخليج العربي.
ومن المتوقع أن يركب الركاب داخل كبسولة تتعامل مع 99%، مع ضبط الهواء، ولا يمكن أن تنزلق حتى مع الإبطاء، إذ تكون محاطة بمجال مغناطيسي قوي، وتمت تجربتها في مايو hلماضي، وهي وبحسب الشركة المصنعة محافظة على البيئة، ولن تضطر لاستئجار أراضٍ، بل تحتاج فقط إلى القليل من الفتحات.