أعرب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر عن ترحيبه بقراري وقف إطلاق النار في ليبيا، واللذان صدرا عبر بيانين منفصلين من قبل مجلس النواب الليبي في طبرق، وحكومة الوفاق في طرابلس.
وقال شيخ الأزهر عبر تدوينة على موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”: “وقف إطلاق النار في ليبيا بداية مبشرة لاستقرار الأوضاع، وخطوة مهمة على طريق السلام في هذا البلد الشقيق الذي عانى كثيرًا من آثار الفرقة والانقسام والتدخلات، كل الدعم لهذا الاتفاق الذي يستهدف إعلاء مصلحة ليبيا واستقلالها ووحدتها الوطنية”.
وأعلنت حكومة الوفاق في طرابلس، الجمعة، وقف كافة العمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد، داعية إلى إقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس المقبل.
وأوضحت أن “تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتي سرت (شمال) والجفرة (وسط) منزوعتي السلاح، وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها”.
وتابعت: “الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس المقبل، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم التوافق عليها بين الليبيبن”.
كما طالب البيان بـ”استئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانيء النفطية، على أن يتم إيداع الإيرادات في حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط (رسمية) لدى المصرف الليبي الخارجي”.
واشترط أن “لا يتم التصرف في الإيرادات النفطية، إلا بعد التوصل إلى ترتيبات سياسية جامعة، وفق مخرجات برلين، بما يضمن الشفافية والحوكمة الجيدة بمساعدة البعثة الأممية والمجتمع الدولي”.
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح، إلى وقف إطلاق النار، مؤكدًا السعي إلى مصالحة وطنية شاملة، واصفًا إياها بأساس “بناء الوطن وضمان استقراره”.
وطالب في بيان “جميع الأطراف بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف أن “وقف إطلاق النار يجعل من مدينة سرت مقرًا مؤقتًا للمجلس الرئاسي الجديد، ويجمع كل الليبيين ويقربهم، وتقوم قوة شرطية أمنية رسمية من مختلف المناطق بتأمينها تمهيدا لتوحيد مؤسسات الدولة”.
وأشار إلى أن “تأكيدًا على حفظ مقدرات الشعب الليبي يستأنف إنتاج وتصدير النفط، وتجميد إيراداته بالحساب الخاص للمصرف الليبي الخارجي، ولا يتم التصرف فيها إلا بعد التوصل إلى تسوية سياسية”.
ودعا البيان جميع الأطراف إلى “تجاوز الماضي وطي صفحات الصراع والاقتتال، والتطلع إلى المستقبل وبناء الدولة عبر عملية انتخابية طبقا للدستور، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة كأساس لبناء الوطن وضمان استقراره.
يأتي ذلك عقب نحو شهرين، على حشد الطرفين قواتهما حول محافظتي سرت (شمال) والجفرة (وسط)، بينما دعت الولايات المتحدة وألمانيا لجعلهما منطقة منزوعة السلاح وفتح الحقول والموانئ النفطية.
ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، باتفاق وقف إطلاق النار. وقال في بيان عبر موقع “فيس بوك”: “أرحب بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسي (الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا) ومجلس نواب (طبرق) بوقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية”.
وأوضح أن ذلك يعد “خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية، وطموحات الشعب الليبي، في استعادة الاستقرار والازدهار في ليبيا وحفظ مقدرات شعبها”.