اكتشف العلماء، أن جسد المرأة هو صاحب الكلمة الأخيرة بشأن تخصيب الحيوانات المنوية للبويضات لتجنب زواج الأقارب، وتنشئة أطفال أصحاء.
واكتشف باحثون من فنلندا، كيفية تأثير مخاط عنق الرحم لدى النساء على أداء الحيوانات المنوية المختلفة لدى الرجال.
إذ تبين أن الحيوانات المنوية تكون أفضل حالًا إذا جاءت من شريك أكثر توافقًا وراثيًا، ولديه ما يسمى بالجينات المناعية “مستضدات الكريات البيضاء البشرية”، والتي تساعد في تكوين بروتينات أساسية لعمل الجهاز المناعي، وكلما زاد تنوع الجينات، زادت القدرة المناعية الناتجة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انتقاء رفيقة بمجموعة مختلفة من الجينات يساعد الجسم على تقليل مخاطر زواج الأقارب، مما قد يؤدي إلى ضعف صحة الأبناء، وفق ما نقلت صحيفة “ديلي ميل” عن نتائج الدراسة التي نشرت دورية وقائع الجمعية الملكية.
وأظهرت دراسات السابقة، أن الأزواج يميلون أيضًا إلى البحث عن شركاء متوافقين من الناحية المناعية في المقام الأول، إما بناءً على رائحة الجسم، أو تفضيلات الوجه.
وقالت عالمة الأحياء أنالورا جوكينيمي من جامعة شرق فنلندا: “قد تكون الأمشاج لدى بعض الشركاء أكثر توافقًا من الناحية المناعية من الآخرين”. وأضافت: “قد تفتح نتائجنا أيضًا إمكانيات جديدة لتطوير تشخيصات أكثر دقة للعقم”.
وفي دراستها، قامت جوكينيمي وزملاؤها بتنشيط الحيوانات المنوية من ثمانية متبرعين ذكور إما بمخاط عنق الرحم أو سائل جرابي – السائل الذي يحيط بخلايا البويضة غير الناضجة، أو “البويضات” المتطورة – مأخوذة من تسع نساء.
وقال خبير صحة الذكور آلان باسي من جامعة شيفيلد، والذي لم يشارك في الدراسة الحالية لصحيفة “التايمز”: “مخاط عنق الرحم هو أول حاجز رئيسي تواجهه الحيوانات المنوية في طريقها لتخصيب البويضة”.
وأضاف: “إنها بنية معقدة تساعد على حماية الرحم من العدوى ولكنها تعمل أيضًا على ترشيح الحيوانات المنوية وربما كموقع لتخزين الحيوانات المنوية”.
قام الفريق بدمج الحيوانات المنوية والمخاط أو السوائل من كل متبرع في جميع التوليفات الممكنة، وقاموا بتحليل القدرة الحركية أو القدرة على الحركة الناتجة عن الحيوانات المنوية، وغيرها من الخصائص الفسيولوجية الهامة اللازمة لتلقيح البويضة بنجاح.
وجد الفريق لكلٍ من تركيبات السائل المنوي والحيوانات المنوية والمخاط، أن قابلية الحيوانات المنوية وقدرتها على الإخصاب تعتمد بشكل كبير على مزيج معين في الرجل والمرأة.
ويشير هذا إلى أن الإفرازات التناسلية لكل امرأة لها تأثير على أداء الحيوانات المنوية، لكن الإفرازات تختلف من رجل إلى رجل.
علاوة على ذلك، كشفت التجارب أن أداء الحيوانات المنوية أفضل في أزواج الرجال والنساء الذين لديهم جينات مناعية لمستضدات كريات الدم البيضاء البشرية غير المتشابهة.
ويشير هذا إلى أن هناك عملية انتقائية تعمل على إعطاء الحيوانات المنوية أفضل فرصة لتخصيب البويضة، وهي واحدة تتضمن التوافق المناعي للزوجين اللذين يحاولان الإنجاب.
وأضاف مؤلف الورقة وعالم الأحياء يوكا كيكالاينن من جامعة شرق فنلندا: “يمكن أن يكون لهذه النتائج آثار مهمة من أجل فهم أعمق للانتقاء الجنسي وعملية الإخصاب لدى البشر والثدييات الأخرى”.
وأجرى مؤلفو الورقة تجارب ذكية لتقييم آثار التركيب الكيميائي لمخاط عنق الرحم على جوانب مختلفة من الحيوانات المنوية.
وقال البروفيسور باسي لصحيفة “التايمز”: “فكرة وجود مستوى معين من التوافق الجيني بين الأزواج ونجاحهم في الإنجاب كانت موجودة منذ فترة”. وأضاف أن حقيقة أن مخاط عنق الرحم “قد يلعب دورًا في اختيار الحيوانات المنوية على أساس التوافق الجيني ليست فكرة مجنونة”.