تناول الشيخ حاج عمر إدريس، مفتي إثيوبيا، ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد، ملف أزمة تعبئة خزان سد النهضة، في خطبته في صلاة عيد الأضحى، الجمعة 31 يوليو/تموز 2020.
ففي خطبته التي أقيمت بأحد المساجد ونقلتها القنوات الإثيوبية، أشار إدريس إلى أن عيد الأضحى يأتي في ظل فرحة عارمة تعم البلاد، بسبب اكتمال تعبئة سد النهضة، محل الخلاف مع السودان ومصر.
الفرحة بسد النهضة: كما قال إدريس، وفق تقرير نشره موقع “الجزيرة نت” التابع لقناة الجزيرة الإخبارية القطرية، رغم فيروس كورونا الذي حرم الناس من دخول المساجد، فإن هذه السنة تأتي بالفرحة الكبرى، بعدما تحققت التعبئة الأولى لسد النهضة، وحدوث وحدة وتوافق وطني في البلاد، بعد الحصول على الموافقة على إنشاء أكبر مركز إسلامي في أديس أبابا.
كانت إثيوبيا أعلنت الأسابيع الماضية بدء ملء سد النهضة، ما دفع السودان ومصر إلى إعلان تحفظهما على بدء إثيوبيا بالملء الأول لسد النهضة، في “إجراء أحادي” تتخذه قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ذلك.
يأتي التحفظ خلال الاجتماع، بعد إقرار إثيوبيا في 21 يوليو/تموز 2020، بدء مل سد النهضة، بعد أيام من نفي إتمام ذلك، في تصريحين من وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، والتلفزيون الحكومي.
رد فعل السودان: وزارة الري السودانية، أوضحت في بيانها أن “وزيرها ياسر عباس نقل خلال الجلسة تحفظ السودان على الإجراء الأحادي الجانب (بدء الملء) من إثيوبيا”.
واعتبر عباس، الخطوة الإثيوبية “سابقة مضرة ومقلقة في مسار التعاون بين الدول المعنية”.
فيما دعا إلى “وضع أجندة محددة وواضحة لفترة التفاوض المقبلة، التي اتفقت (مصر والسودان وإثيوبيا) على أن تستغرق أسبوعين، وإعداد بروتوكولات واضحة لتبادل المعلومات بين كل الأطراف”.
موقف مصري رافض: فيما قالت وزارة الري المصرية في بيان: “أعربت دولتا المصب (مصر والسودان) عن شواغلهما إزاء الملء الأحادى الذي قامت به إثيوبيا”.
كما أكد البيان أن هذا “الملء الأحادي ألقى بظلاله على الاجتماع، وأثار تساؤلات كثيرة حول جدوى المسار الحالي للمفاوضات والوصول لاتفاق حول الملء”.
كذلك تابعت الوزارة: “خلص الاجتماع إلى ضرورة إعطاء الفرصة للدول الثلاث لإجراء المشاورات الداخلية في ظل التطورات الأخيرة (بدء ملء السد)، في إطار السعي نحو التوصل لحلول للنقاط العالقة الفنية والقانونية”.
إلى ذلك فقد تعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
في حين قالت أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.