يقول ملتقط الصورة، وهو الإندونيسي Joshua Irwandi البالغ 28 سنة، إن تصوير ضحايا كورونا المستجد “كان أكثر مهمة مخيفة ومزعجة قمت بها للآن. اعتقدت أن ما حدث لمن صوّرته يمكن أن يحدث أيضا لمن أحبهم، للناس الذين نحبهم جميعا” وهو تعبير رافق الصورة التي انتشر خبرها في وسائل إعلامية بمعظم العالم، والتقطها ارواندي مع صور أخرى ستنشرها مجلة National Geographic ضمن تقرير بعددها عن أغسطس المقبل، ومعظمه عما أحدثه الفيروس في أكبر دولة إسلامية بعدد السكان البالغين 270 مليون نسمة.
صورة الجثة الممدة والملفوفة بنايلون بلاستيكي مقوّى، بدا معه صاحبها كأنه كائن فضائي من كوكب غير الأرض، أو مومياء فرعونية بمتحف مصري، نالت إعجابا بمئات الآلاف في موقع Instagram وحده، إلا أنها أثارت ردود فعل مختلفة بوسائل إعلامية زارت “العربية.نت” مواقعها، كما انتقل الجدل بشأنها إلى مواقع التواصل، فظهرت تعليقات معادية الطراز عنها وعمن التقطها، وأحدها من مطرب شهير.
محنط ومجرد من الإنسانية
المطرب الذي لم يرد اسمه بالخبر المرافق للصورة، اتهم المصور بأنه ملفق أخبار، قائلا إن المستجد “ليس بهذه الخطورة، ولا ينبغي لمستشفى أن يسمح لمراسل بالتقاط صورة فيه”، فيما نال المصور اتهام آخر من معلق ذكر أنه استخدم “الفوتوشوب” لإنتاج صورة مركبة، ثم وصفه بأنه “من عبيد” منظمة الصحة العالمية. كما تلقى ارواندي تهديدات من مجهولين، وأعرب عن أسفه لأن الانتباه “انحرف كثيرا عن النية الصحافية”، واستنكر أن الحكومة الإندونيسية تحاول اكتشاف المستشفى الذي قام بالتقاط الصورة فيه لمعاقبة القيّمين عليه.
إلا أنه تلقى دعما من “الجمعية الوطنية للمصورين الصحافيين” في إندونيسيا، ممن وجد مسؤولوها أن الصورة “استوفت المعايير الصحافية” وطالبوا المغني بالاعتذار، فاعتذر أمس. ثم جاء دعم آخر من Fred Ritchin عميد “المركز الدولي للتصوير” المعروف بأحرف ICP اختصارا في الولايات المتحدة، بقوله للمجلة: “هنا لدينا صورة شخص محنط، تجعلك تتأملها، فتشعر بشيء من الرعب، وفي الوقت نفسه هناك مسافة”، وفق تعبيره.
تابع ريتشن وقال: “بالنسبة لي هي لأحدهم تم رميه ملفوفا بالنايلون ورشّه بمطهرات.. محنط ومجرد من الإنسانية. لقد تخلى الناس عمن قتلهم الفيروس لأنهم لا يريدون أن يكونوا حوله وقريبين منه “في إشارة إلى المستجد الذي سجل 91.750 إصابة وأحدث 4.459 وفاة حتى صباح اليوم الخميس في إندونيسيا.