أحيا البوسنيون، اليوم السبت 11 يوليو 2020، الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة سريبرينتشا التي راح ضحيتها نحو 8000 رجل وصبي مسلم والتي صدمت العالم باعتبارها جريمة الإبادة الجماعية الوحيدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
عائلات مكلومة: وقفت العائلات المكلومة أمام نعوش ملفوفة باللون الأخضر لتسع ضحايا تم التعرف على رفاتهم حديثاً وسيتم دفنها في مقبرة بالقرب من البلدة، حيث تشير شواهد القبور البيضاء الطويلة إلى مقابر 6643 ضحية أخرى.
بينما لا يزال نحو 1000 من ضحايا المذبحة في عداد المفقودين بهذه البلدة التي شهدت واحدة من أفظع أحداث حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995.
خاطب قادة العالم احتفالية رسمية بهذه الذكرى عبر رابط فيديو بعد أن منعهم تفشي وباء فيروس كورونا من الحضور. وبدلاً من عشرات الألوف من الزوار الذين يحضرون عادة هذا الاحتفال السنوي، جاء بضعة آلاف فقط بعد أن حظر المنظمون الزيارات المنظمة.
رسائل من قادة العالم: بعث العديد من قادة دول العالم رسائل فيديو إلى هذه المراسم، من بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حذر من مغبة التهاون حيال الخطابات التي تؤجج معاداة الإسلام وتدعم كراهية الأجانب في الغرب. وأردف: “لن ننسى شهداءنا، ولن ننسى الإبادة الجماعية في سربرنيتشا“.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنهم يستذكرون ضحايا الإبادة الجماعية ويتشاركون ألم أولئك الذين لم يتمكنوا بعد من الوصول إلى رفات أقاربهم الضحايا.
كما أكد غوتيريش ضرورة وضع حد لإنكار الإبادة الجماعية وتمجيد مجرمي الحرب، مشيراً إلى أن السلام في البوسنة والهرسك هش للغاية، وأنهم سيواصلون العمل للحفاظ على هذا السلام.
بدوره قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في رسالته، إن 11 يوليو 1995، يفوق بكثير معاني العصر المظلم في تاريخ البوسنة والهرسك. وأضاف أن 11 يوليو يذّكر بالثمن الباهظ الذي دفعه البوسنيون جراء إدارة المجتمع الدولي ظهره للإنسانية.
كورونا تمنعهم من المشاركة: من جانبه أعرب ولي عهد بريطانيا، أمير ويلز، الأمير تشارلز، عن أسفه لعدم تمكنه من المشاركة في المراسم، مشدداً أن المجتمع الدولي خيّب آمال أقرباء الضحايا والناجين من الإبادة الجماعية في سربرنيتشا.
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقالت في رسالتها، إن هناك أمهات لا يستطعن زيارة مقابر أبنائهن، مضيفة “نحن معكم، ونتذكر أخطاءنا، نعم لا نستطيع إرجاع الماضي، ولكننا سنواصل استذكاره“.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أدان في رسالته مجزرة سربرنيتشا، مضيفاً “سنواصل دعم أقارب الضحايا الذين يناضلون منذ 25 عاماً، ولن نتخلى عن دعمنا لهم حتى تحقيق العدالة“.
بدوره قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، إن أوروبا تلقت ضربة على قلبها قبل 25 عاماً. وأضاف “من واجبنا أن نتذكر ما حدث، ويجب أن تتحقق العدالة، وإن محاكمة مرتكبي هذه الجريمة ستقلل إلى حد ما من معاناة أقارب الضحايا“.
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، دعا في رسالته المجتمع الدولي إلى بذل الجهود الممكنة من أجل عدم تكرار أحداث مماثلة في المستقبل. وقال “نعد بأننا لن ننسى الضحايا الأبرياء الذين قتلوا (في المجزرة)، ويجب علينا أن نبني عالماً خالياً من التمييز والكراهية“.
من جانبه دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في رسالته إلى استخلاص الدروس من مجزرة سربرنيتشا، مضيفاً “لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يسمح بحدوث مثل هذا الشيء مرة أخرى”.