تصاعد الغضب في الولايات المتحدة خلال الساعات الأخيرة من، الجمعة، بعد تداول مقاطع فيديو جديدة تظهر عنف الشرطة ضد المحتجين على مقتل الرجل ذو الأصول الأفريقية، جورج فلويد.
ولاقت المظاهرات ضد العنصرية صدا عالميا واحتشد الآلاف في عدة دول تضامنا مع المحتجين رغم التحذيرات من فيروس كورونا المستجد.
العنف يتجدد.. والغضب يتأجج
وفي بوفالو بنيويورك، أظهر مقطع فيديو شرطيان يدفعان محتجا عمره 75 عامًا فسقط وأصيب بجرح في رأسه.
وقال رئيس بلدية المدينة بايرون براون، على تويتر، إنه ومفوض الشرطة “شعرا باستياء” شديد بعد مشاهدة الفيديو.
وأضاف أن “الرجل الذي سقط فقد وعيه ونزف بشدة من الرأس”، وأن الشرطيين أوقفا عن العمل بدون أجر.
ووصف الحاكم أندرو كومو، الحادث، عبر على تويتر بأنه “غير مبرر على الإطلاق ومخزٍ تماماً”، مؤكدا أن “على الشرطة تطبيق القانون – وليس إساءة استخدامه”.
وفي إنديانابوليس نشر شريط فيديو يظهر 4 شرطيين على الأقل يضربون امرأة بالهراوات ويرشونها بكرات الفلفل، وأكدت الشرطة أنها فتحت تحقيقا في الواقعة
وأفادت عدة تقارير إعلامية أن شرطيي مدينة نيويورك انهالوا الخميس بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكاناً يهربون إليه.
وفي أحد الشوارع قرب البيت الأبيض، كتب متظاهرون عبارة “حياة ذوي البشرة السمراء مهمة” بدهان أصفر وحروف عملاقة، قبل مظاهرات حاشدة مقرر لها، السبت.
وامتد النقش العملاق على مربعين في شارع 16 بالعاصمة، وقام عشرات الرجال والنساء من مختلف الأعراق والأعمار باستخدام دلاء من الطلاء الأصفر، مع فرش لتزيين حواف الحروف، ودهن الشارع.
وقالت رئيسة بلدية العاصمة موريل باوزر، إن “الجزء الواقع أمام البيت الأبيض من شارع 16 أصبح الآن رسميا ساحة “حياة ذوي البشرة السمراء مهمة”.
ومن المقرر أن تنطلق عدة مظاهرات، السبت، للاحتجاج على العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة.
العالم يتضامن: “مصابكم مصابنا”
وخرج متظاهرون حول العالم إلى الشوارع مرة أخرى، الجمعة، على الرغم من تحذيرات من فيروس كورونا، في موجة من الغضب على وفاة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في الولايات المتحدة والعنصرية ضد الأقليات في بلدانهم.
وبدا أن أكبر المظاهرات في أماكن أخرى الخميس الماضى كانت في فيينا، حيث تجمع أكثر من 50 آلاف شخص في قى وسط العاصمة فيينا ، ورفع كثيرون أيديهم في الهواء وحملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل “مصابكم مصابنا، معركتكم معركتنا ، وحمل أحد الملصقات في تجمع فيينا سؤال: “كم عدد الذين لم يتم تصويرهم؟” في إشارة إلى حقيقة أن واقعة فلويد صورت بالفيديو في مينيابوليس.
وفي الوقت الذي حذرت فيه السلطات في مناطق كثيرة من خطر الإصابة بمرض كوفيد-19 بسبب التجمعات، ارتدى العديد من المتظاهرين كمامات للوقاية من الفيروس بعضها باللون الأسود أو تحمل صورة قبضة.
وفي بريطانيا، وتحديدا في ساحة الطرف الأغر بالعاصمة لندن، ركع العشرات على ركبة واحدة تضامنا مع حركة “بلاك لايفز ماتر (حياة ذوي البشرة السمراء مهمة)”.
وحملت اللافتات شعارات مثل “على البيض أن يفعلوا المزيد” و “العدالة لبيلي موجينجا” في إشارة إلى عامل بالسكك الحديدية توفي بسبب مرض كوفيد-19 بعدما بصق عليه رجل قال إنه مصاب.
وفي أستراليا، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة لمتظاهرين إلى مبنى البرلمان في كانبيرا، على الرغم من محاولات السلطات وقف التجمعات بسبب فيروس كورونا. كما لفت الأستراليون الانتباه إلى سوء معاملة المواطنين الأصليين.
وفي النرويج سمحت الشرطة لآلاف الأشخاص بالاحتجاج على الرغم من أن السلطات قالت إن 50 فقط سيسمح لهم بذلك.
وفي بلجيكا، تعرض تمثال نصفي لملك بلجيكا الأسبق ليوبولد الثاني للتخريب في ترفورن قرب العاصمة بروكسل، في الوقت الذي تطالب فيه مجموعة اسمها “لنصلح التاريخ” سحب كل تماثيله نظراً إلى اتهامها إياه بأنّه “أباد” ملايين الكونغوليين.
وجاءت الحادثة التي لم تتبنها أي جهة، قبل أيام من ذكرى استقلال الكونغو، في 30 يونيو/حزيران 1960، وهي كانت تعدّ ملكية خاصة لليوبولد الثاني.
وطلي التمثال النصفي للملك الاسبق بالدهان الأحمر، وهو معروض في حديقة المتحف الملكي لإفريقيا الوسطى في ترفورن.
ويعدّ ليوبولد الثاني الذي حكم بين 1865 و1909 من الشخصيات التاريخية الأكثر إثارة للجدل في بلجيكا، والذي أقام ذاك نظاما استعماريا يعتبره المؤرخون أحد الأنظمة الأكثر عنفا في التاريخ.
رهان الانتخابات
ومع تبقي 5 أشهر فقط حتى الاستحقاق الانتخابي، يشعر ترامب أنه في الصف الرابح.
واعتبر ترامب في تصريحات لتلفزيون نيوزماكس اليميني أن الديمقراطيين “سيخسرون الانتخابات لأنهم ضعفاء فيما يتعلق بالجرائم”.
وتابع: “أنا القانون والنظام … هم ليسوا كذلك”.
وكان ديريك شوفن الشرطي الذي وضع ركبته لأكثر من ثماني دقائق على رقبة الرجل الأربعيني في 25 مايو الماضي متسببا بموته اختناقا، اتهم في الأول بالقتل غير العمد.
وأعيدت صياغة الاتهامات الموجهة إليه لتصبح “القتل عن غير سابق تصميم”، وهي أخطر ويعاقب عليها القانون بالسجن أربعين عاما.
ويلاحق الشرطيون الثلاثة الآخرون بتهمة التواطؤ، وجميعهم موقوفون ما يثير ارتياح عائلة فلويد، كما كانت هذه الملاحقات في صلب مطالب المتظاهرين الذين يعبرون عن غضبهم في جميع أنحاء البلاد.