كيف استطاعت فيتنام، وهي دولة تفتقر إلى الثروة، ولا تملك نظام رعاية صحية متقدمًا، أن تسجل وفاة شخص واحد بفيروس كوورونا بين سكانها البالغ عددهم 97 مليون نسمة؟
وسلطت شبكة (CNN) الأمريكية، الضوء على أسباب ذلك، مشيرة إلى ما قالته السلطات الطبية في البلد الواقع في جنوب شرقي آسيا بأنها تصرفت في وقت مبكر وبسرعة في محاولة لمنع انتشار المرض.
وذكرت أن فيتنام تجاهلت إصرار الصين ومنظمة الصحة العالمية في بداية انتشار الوباء على أن المرض لا ينتقال من الإنسان إلى الإنسان، لافتة إلى التدابير السريعة التي اتخذتها من تطبيق الحجر الصحي بشكل صارم، وتتبع الاتصال قبل حتى الكشف عن أول حالة إصابة.
وقال فام كوانج تاي، نائب رئيس إدارة مكافحة العدوى في المعهد الوطني للصحة وعلم الأوبئة في هانوي: “لم ننتظر فقط إرشادات منظمة الصحة العالمية. استخدمنا البيانات التي جمعناها من خارج وداخل (البلد) لاتخاذ إجراءات مبكرة”.
وفي مطلع يناير الماضي، تم إجراء فحوصات درجة الحرارة في المطارات للمسافرين القادمين من مدينة ووهان الصينية، معقل فيروس كوروونا.
وبعد أسبوع من ذلك، فرض المسؤولون الحكوميون لوائح الحجر الصحي الأكثر صرامة على البوابات الحدودية وفي الموانئ والمطارات، بناءً على طلب نائب رئيس الوزراء الفيتنامي فو دوك من الوكالات الحكومية.
ولم يتم الإبلاغ عن أول حالات الإصابة بالفيروس في فيتنام حتى 23 يناير، ولكن بحلول ذلك الوقت كانت البلاد مستعدة.
وفي الأول من فبراير، أعلنت فيتنام، كورونا وباءً وطنيًا، على الرغم من أنها سجلت ست حالات إصابة فقط في البلاد. وتم إيقاف جميع الرحلات الجوية بين فيتنام والصين، وفي اليوم التالي، تم تعليق تأشيرات الدخول للمواطنين الصينيين إلى البلاد.
وعلى مدار الشهر، توسعت قيود السفر والحجر وتعليق التأشيرات مع امتداد الفيروس خارج الصين إلى دول مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وفي نهاية المطاف، أوقفت فيتنام دخول جميع الأجانب في أواخر مارس.
وظلت البلاد لمدة ثلاثة أسابيع بمنأى عن أية إصابات جديدة، حتى شهدت البلاد موجة ثانية في مارس، كان مصدرها الفيتناميون العائدون من الخارج.
وتتبعت السلطات الفيتنامية بدقة اتصالات المرضى الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس ووضعتهم في الحجر الصحي الإلزامي لمدة أسبوعين.
وقال نائب رئيس إدارة مكافحة العدوى في المعهد الوطني للصحة وعلم الأوبئة: “لدينا نظام صحي قوي للغاية: 63 مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في المقاطعات، وأكثر من 700 على مستوى المقاطعة الواحدة، وأكثر من 11 ألف مركز صحي تابع للبلديات. كلهم معنيون بتتبع الاتصال”.
وينبغي لمريض فيروس كورونا في فيتنام أن يعطي السلطات الصحية قائمة شاملة لجميع الأشخاص الذين التقى بهم في الأيام الـ 14 الماضية.
وقال فام إن الإعلانات توضع في الصحف وتبث على شاشات التلفزيون لإبلاغ الجمهور بمكان وزمان المرضى، داعية إياهم إلى التوجه للسلطات الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة إذا كان أي منهم تواجد في محيط أي مريض في ذلك التوقيت.
وبعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع، رفعت فيتنام قواعد التباعد الاجتماعي المطبقة في أواخر أبريل، حيث لم تبلغ عن أي إصابات لأكثر من 40 يومًا. وأعيد فتح الاقتصاد والمدارس، واستؤنفت الحياة وتيرتها الطبيعية ببطء
شاهد أيضاً
النمسا – حلول رقمية مبتكرة لتقليل انبعاثات قطاع التنقل
دشنت النمسا برنامجا جديدا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في مجال التنقل، يركز على تحقيق …