مع تصاعد الاسلاموفوبيا والخطاب اليمين المتطرف في النمسا وبعض دول القارة العجوز، لجأ الأتراك النمساويون، إلى تشكيل أول حزب سياسي في البلاد، لمواجهة خطابات اليمين المتطرف ، ولأسماع صوتهم وإيجاد حلولا للمشاكل عبر السياسة ، والدفاع عن حقوق الأتراك والمسلمين والأقليات في البلاد حسبما أفاد رئيس الحزب عدنان دينجر.
تشكل حزب “الحركة الجديدة من أجل المستقبل – NBZ” “لمشاهد الموقع الألكترونى أضغط هنا” فى نهاية العام الماضى 2016، في أقصى غرب النمسا بولاية فورالربرج ، من قبل مجموعة من الأتراك النمساويين، بعد أن قاموا بزيارة فى الأسبوع الماضى إلى العاصمة فيينا من أجل التعريف بالحزب، وتوسيع قاعدته الشعبية والشبابية.
وقال رئيس الحزب “عدنان دينجر” فى تصريح خص به شبكة رمضان الإخبارية للخدمات وأخبار الجالية العربية فى النمسا ، إن الحزب تشكل على يد مواطنين نمساويين ووفقاً لقوانين البلاد، مؤكداً أن حصر الحزب بالأتراك والمسلمين أمر خاطئ.
وأضاف دينجر “من الطبيعي أن نبحث عن حلول للمشاكل الخاصة بالأقليات، ويأتي ذلك على رأس أهدافنا، إلا إن هدفنا هو الدخول في السياسية لكل النمسا”.
وبيّن دينجر أن الدخول فى عالم السياسية أصبح ضرورة لابد منها، فيما لو تم أخذ بعين الأعتبار الضغوطات المتزايدة تجاه المسلمين والأجانب في أنحاء العالم خصوصاً والتى بدأت عقب هجمات 11 سبتمبر.
وأردف دينجر “يتعين علينا أن نكون أكثر فعالية في المؤسسات السياسية، فنحن لن نعود إلى تركيا بعد أن عشنا 40 و50 سنة في النمسا، نحن هنا باقون، وهنا سنوارى الثرى ولذلك يجب أن نأخذ دورنا في الساحة السياسية”.
وأوضح دينجر “إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، دفعنا إلى التسريع في التحرك لترجمة أفكارنا على أرض واقع، فالجهات السياسية الفاعلة في البلاد تتخذ قرارات بحق الأقليات الموجودة هنا، في حين نحن باقون خارج آلية اتخاذ القرار”.
وأوضح أنهم راجعوا وزارة الداخلية النمساوية نهاية 2016، لتشكيل حزب سياسي، يقدم خدماته في عموم البلاد، مؤكداً أنهم سيواصلون مرحلة تشكيل هيكلية الحزب خلال الفترة المقبلة.
وشدد دينجر أنهم سيخوضون جميع الانتخابات في البلاد، بدءًا من انتخابات الأحياء، وصولا إلى الانتخابات البرلمانية التشريعية ، ولن نستعجل ويتعين علينا أن نتحرك مع التفكير على المدى البعيد، ولسنا مضطرين للنزول في الانتخابات التشريعية في 2018، وسنستعد بشكل جيد وسنشارك في الانتخابات التي تليها”.
وبيّن أن الأحزاب السياسية النمساوية كانت تُرشح شخصاً واحداً من الأقليات خلال الانتخابات، لكسب أصوات الأجانب، إلا أنه في حال تم اتخاذ قرار ضد الأجانب فإن هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم عمل ما يكفي حيال ذلك.
ولفت إلى أنهم يواصلون أعمالهم الحزبية في تسع ولايات، عدا العاصمة فيينا، داعيا جميع المواطنين إلى دعم حزبه مهما كانت آراءهم.
جدير بالذكر أن قرابة 600 ألف مسلم يعيشون في النمسا يمثلون أكثر من 6 % من عدد السكان الذى يبلغ حوالى 8 ملايين نسمة.