حتى سنوات ليست بالبعيدة لم يكن ماسبيرو بالنسبة للمصريين مجرد شاشة تليفزيون، وإنما كان “حياة كاملة”.. أسرة مجتمعة تنتظر في شغف مسلسل السابعة وربع مساء على الأولى، وأطفال يهربون من مدارسهم ظهر الخميس لمشاهدة الفيلم العربي على القناة الثانية.
وشابات وشباب عاشوا سنوات المراهقة مع “أماني وأغاني”.. وشيوخ وعجائز سهروا من أجل “حديث الروح” قبل نشرة التاسعة مساء، التي كانت الوجبة الدسمة لمثقفي وأفندية المدن والأرياف.
كبيت اشبه بنادى السينما تجتمع الأسرة المصرية لتشاهد “مواقف وطرائف” جلال علام بالقناة الثانية، بين الأب الذى تشغله الرياضة، والأم التى تهتم بالموضة، والأطفال الضاحكون للمواقف الكوميدية، فكان مقدم البرنامج يدرك تمامًا ما يشغل عقل المشاهد فقدم خلال البرنامج عددا من الفقرات تخص كل فئات الأسرة.
جرعة دينية ومعلومات ثقافية حصل عليها الآلاف من الجماهير من خلال برنامج “خواطر إيمانية” للشيخ محمد الشعراوي، حيث كان أنيس للبسطاء، ومفسرًا للآيات القرآنية ودليلًا لهم فى تربية ابنائهم، وبرنامج “العلم والإيمان” للدكتور مصطفى محمود على القناة الأولى، وكان لعشاق الرياضة نصيبًا كبيرًا مع “الكاميرا فى الملعب” بالقناة الثالثة.
فقيمة ماسبيرو” قنوات ماسبيرو لا ينكرها أحد، وتربى عليها الجمهور، لكن مع ظهور الفضائيات الخاصة التى تبث عبر القمر المصري “نايل سات”، جار الزمان عليها، وأصبح لا يلتفت أحد إليها فى الوقت الحالى، وفقا لما رصده تقرير أجرته “مصر العربية” فى الشارع المصري.
وأجمع عدد كبير من الجمهور على عدم مشاهدتهم للقنوات المصرية فى الوقت الحالى، رغم ارتباطهم بها فى الصغر بدرجة كبيرة، فى مشاهدة البرامج الترفيهية والتثقيفية والأعمال الدرامية، لأن الفضائيات الأخرى أصبحت تقدم لهم الأفضل والأهم.
ويأتي هذا التقرير في سياق ملف “إعلام الدولة في مصر”، الذي تفتحه “مصر العربية”، في محاولة لاستطلاع واقع هذا الإعلام، واستشراف آفاق مستقبله، خاصة بعدما تعالت أصوات تعتبر هذا الإعلام بمثابة “خيل الحكومة” العجوز، الذي لا يستحق سوى “رصاصة الرحمة”.