الشاي هو المشروب الأكثر شعبية في العالم، إذ من النادر أن تجد شخصًا لا يتناوله في الصباح، وعلى مدار ساعات النهار، وهو على عكس كثير من المشروبات الأخرى سعره ملائم لكل الطبقات والمستويات.
ويوافق اليوم 15 ديسمبر، اليوم العالمي للشاي الذي بدأ الاحتفال به في عام 2005، بناء على اقتراح من قبل النقابات العمالية ومزارعي الشاي الصغار ومنظمات المجتمع المدني في آسيا وإفريقيا لمعالجة قضايا الأجور للعمال، والأسعار العادلة لصغار منتجي الشاي.
وفي الواقع، فإنه لا يتم الاحتفال في اليوم العالمي للشاي بتناول فنجان إضافي من الشاي كما قد يعتقد البعض، وإنما يتم خلال هذا اليوم تناول المشاكل التي تواجه إنتاج الشاي، وتأثير تجارة الشاي العالمية على المزارعين والمستهلكين.
وفي هذا اليوم، يتم تنظيم معارض مختلفة مخصصة للشاي في العديد من الدول المنتجة له؛ مثل بنجلاديش، سريلانكا، نيبال، فيتنام، إندونيسيا، كينيا، ملاوي، ماليزيا، أوغندا، الهند وتنزانيا.
ويرتبط اكتشاف الشاي بالعديد من الأساطير، ومن بينها أسطورة تقول إن الراهب البوذي بودهيدهارما، جلس يتأمل أمام حائط لمدة 9 سنوات، وخر نائمًا، وعند الاستيقاظ شعر بالاشمئزاز من ضعفه، لدرجة أنه قطع جفنيه وألقى بهم على الأرض، حيث انتشروا في شجيرات الشاي الأولى.
وهناك العديد من القصص والأساطير الأخرى، لكن يعتقد العلماء أن الشاي ظهر في البداية في جنوب غرب الصين، من خلال أسرة شانج الحاكمة التي استخدمته في البداية كمشروب دوائي، وقد تم تأريخه في القرن الثالث الميلادي في نص طبي كتب بواسطة “هوا تو”.
والشاي من المشروبات التي يختلف تقييمها بدرجة كبيرة، ففي حين توجد العديد من الدراسات العلمية التي تتحدث عن فوائده لصحة الإنسان، توجد في المقابل دراسات تحذر من أضراره الصحية، وخاصة عند الإفراط في تناوله.
وكشفت أحدث الدراسات حول فوائد الشاي التي نشرت في سبتمبر الماضي عن أن شربه بانتظام يحسن شبكات الدماغ العصبية، حيث يساعد على بنية الدماغ، وفقًا لما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وطُلب من ثلاثة عشر من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 سنة أو أكثر، المشاركة في مجموعة من الاختبارات المعرفية للدراسة، حيث أجرى الباحثون بقيادة فريق في جامعة سنغافورة الوطنية مسحًا بالرنين المغناطيسي للمتطوعين.
وسُئل جميع المشاركين، من سنغافورة، عن عدد المرات في اليوم التي يشربون فيها الشاي الأخضر أو الأسود أو الشاي عمومًا، وكذلك القهوة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين يشربون الشاي أربع مرات على الأقل في الأسبوع لمدة 25 عامًا تقريبًا لديهم عقول أكثر ترابطًا.
وقال الدكتور فنج لي، الباحث الرئيسي: “نتائجنا تقدم أول دليل على المساهمة الإيجابية لشرب الشاي في بنية الدماغ”. وأضاف أنها أيضًا “تشير إلى أن شرب الشاي بانتظام له تأثير وقائي ضد التدهور المرتبط بالعمر في بنية المخ (مرض الخرف أو ألزهايمر)”.
وقال الدكتور لي: “خذ القياس من حركة المرور على الطرق كمثال، واعتبر مناطق الدماغ وجهات نرجو الوصول إليها، والاتصالات بين مناطق الدماغ هي الطرق”. “عندما تكون نظم الطرق أفضل تنظيما، فإن حركة المركبات والركاب تكون أكثر كفاءة وتستخدم موارد أقل”.
وتابع: “بالمثل، عندما تكون الاتصالات بين مناطق الدماغ أكثر تنظيما، يمكن إجراء معالجة المعلومات بشكل أكثر كفاءة”.
ونشرت الدراسة، التي شملت أيضا فريقًا من جامعتي كامبريدج وإسيكس، في المجلة العلمية للشيخوخة.
وهناك فوائد أخرى للشاي:
– يعمل الشاي على مكافحة الإجهاد الداخلي.
– فقد أشارت الدراسات إلى أن الشخص الذي يتناول الشاي بانتظام بإمكانه تجنب مرض السكري من النوع الثاني ويساعده على العيش لفترة أطول.
– الذين يتناولون كوبًا من الشاي بانتظام أقل عرضة لمرض ضعف الإدراك.
في المقابل، هناك دراسات تحذر من أن الشاي يحتوي على مادة الكافيين بنسبة عالية مما وهي كذلك مخدر قد يؤدي إلى إدمانه وبالتالي يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات النوم ” الأرق المزمن” وإدرار البول الناتج عنه قد يؤدّي إلى إصابة الجسم بالجفاف.
وتناول كميات كبيرة من الشاي يوميًا قد يؤدي إلى تكون حصى الكلى والمثانة لاحتوائه على نسبة من الأوكسالات.
كما أنه يحتوي على حمض التانين الذي قد يكون سببًا من أسباب الإصابة بسرطان المريء وخاصة إذا كان ساخنًا بدرجة كبيرة. وتناول الشاي بشكل متكرر يومياً قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم “الأنيميا”، وذلك لأنه يمنع امتصاص الحديد في الجسم. لذا ينصح بشربه لوحده وليس مع الوجبات الغذائية.