انجدونى. فقصتى أقرب إلى الخيال.. فأنا من دولة السودان، عمرى الآن 30 عامًا.. عشت سنوات عمرى الأولى بين الفتيات، والجميع يعرفونني فتاة وتعلمت في مدارس الفتيات، وهذا كله بالطبع لأن أعضائي التناسلية أعضاء أنثى منذ ولادتى، وظللت على هذه القناعة إلى أن تخطيت مرحلة البلوغ، فلم أمر جسدياً وهرمونياً بنفس ما تمر به البنات في هذه المرحلة، وانتظرت كثيراً وإذا بي أفاجأ بأعضائي الأنثوية تتحول إلى أعضاء ذكورة!.
صدمت صدمة عمرى أنا وأهلي، ومن هنا بدأت رحلة المعاناة، فلم أستطع من وقتها أن أندمج داخل مجتمعات الإناث سواء في التعليم أو العمل أو حتى مكان الصلاة بالمساجد، وكذلك لم يُسمح لى بالاندماج داخل مجتمع الذكور.. لدرجة وضعتنى أنا وأهلى في حرج شديد ودائمًا أشعر بأننى منبوذ وخاصة في مجتمع مثل مجتمعنا السودانى المتحفظ، ظللت سنوات أتنقل بين الأطباء حتى تأكد لى بعد التحليل والإشعات أننى ذكر، ولكنى لازلت مخنث الأعضاء، وأمتلك أعضاء أنثوية وأعضاء ذكورية معاً، وحتى أستطيع أن أستقر على وضع الذكورة وبعد أن استنفدنا تقريبًا جميع أموالنا على حالتى، تقررت لى عملية باهظة الثمن، والحمد لله جمع لى الأقارب وأهل الخير بالسودان مبلغاً وأتيت إلى مصر لإجراء هذه العملية..
وفي مصر بدأت رحلة أخرى من المعاناة، فكلما ذهبت إلى طبيب أو مركز علاجى أو مستشفى عاملونى على أننى أجنبي وحمّلونى من المصاريف ما لا طاقة لى به، بحجة أن حالتى من الحالات نادرة التخنث، وأنفقت كثيرًا جدًا تقريبًا كل ما جمعه لي أهلى من السودان، وعملت الأشعة وتحاليل الهرمونات التى طلبوها منى، رغم أنها كانت مكلفة للغاية وباهظة الثمن، ولكن دون جدوى ولم أجرِ العملية إلى الآن.. وأنا حاليًا لا أستطيع العودة إلى بلدى وأنا على هذه الحالة، ولا أعرف لمن أذهب من الأطباء؟، واحترت كثيرًا واختنقت وضاقت أمامى الدنيا بما فيها، وإيمانى بالله فقط ما يصبرنى على حالى.. وكل ما أرجوه من سيادتك هو نشر قصتى وتوجيهى منك ومن قراء “افتح قلبك” المحترمين إلى الأطباء الموثوق بأمانتهم وتمكنهم من مثل حالتى، وهل هذه العملية يمكن إجراؤها بمصر فعلاً أم سأحتاج إلى إجرائها خارج القطر؟ وإن أتيحت بالفعل في مصر فهل يمكن لأحد الأطباء الكبار تبنى حالتى؟ أرجوكم ساعدونى فأنا في كرب شديد.