القاهرة – أميرة حسن : —–
شعب اليابان أو ساكنو «كوكب السعادة» كما يظن البعض؛ قد ينقرضون في حالة ثبات المجتمع على موقفهم تجاه الجنس، وقلة ممارسة الجنس في اليابان لا تتعلق بالفتور، أو بعدم الرغبة بالحديث عن الجنس أو الكبت. ولكن لأنّ الجنس في اليابان أخذ أشكالًا غريبة ومثيرة للاهتمام، -وبالنسبة للبعض- مثير «للتقزز» أيضًا، وكل تلك النشاطات الجنسية الغريبة الحافل بها كوكب اليابان الآن؛ لا تؤدِّي واحدة منهم إلى التكاثر؛ بل تحوّل الجنس في اليابان إلى هوس يزداد احتياج التجديد فيه طوال الوقت دون سقف لهذا التطور أو حدود.
اربط حزام الأمان؛ ودعنا نحلق بك إلى اليابان ونلقي لك الضوء على بعض المعلومات عن الجنس هناك، والتي تكشف لك الكثير عن مجتمع «كوكب السعادة».
مجتمع مُحافظ أم سادي جنسيًّا؟
اليابان هي البلد الوحيد الذي يضع رقابة على أفلامه الإباحية، ولذلك في بعض الأفلام يجد المشاهدون تظليلًا على الأعضاء الجنسية لدى الرجال والنساء، وهذا وفقًا للمادة 175 من القانون الجنائي باليابان المتعلق بانتاج المواد الإباحية، الأمر الذي يعطيك صورة ذهنية بأن تلك البلد وشعبها قد يكونون محافظين، ولكن هذا القانون لا يعكس الوضع الحقيقي الموجود في الحياة الجنسية لدى الشعب الياباني.
ورغم أيضًا تلك الرقابة المفروضة على الأفلام الإباحية في اليابان؛ يُعرف عن الأفلام الإباحية اليابانية المُخصصة لفئة الـ«BDSM» أو الجنس العنيف، الذي يعتمد على لعب دور السيد والعبد في الجنس؛ أنه من أكثر أنواع الأفلام الإباحية عنفًا لما تتعرض له المرأة في هذه الأفلام من إهانة وتعذيب جسدي. فهل الشعب الياباني شعب محافظًا جنسيًّا أم منفتح وسادي جنسيًّا؟ وهل يفضل الشعب الياباني ممارسة الجنس مع شريك ممارسة طبيعية؟ أم أن هناك أبعادًا خفية في كواليس الحياة الجنسية للمجتمع الياباني؟
نقاط التقرير التالية تجيب لك عن هذا السؤال.
«اليابان لا تحترم ضحايا التحرُّش»
ناجو شاب ياباني يحترف رسم الرسوم المتحركة، في نهاية شهر مايو (أيار) من العام الجاري نشر على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مجموعة من الرسوم التي أثارت الجدل في بين أطياف المجتمع الياباني بين رافض ومؤيد، وجسدت تلك الصور ظاهرة تنتشر في وسائل المواصلات العامة في اليابان، ولكن المجتمع الياباني متكتم فيما يخصها، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت العديد من المحاولات الفردية والجماعية ومن الدولة أيضًا للحد من هذه الظاهرة، التي تُدعى «شيكان» أو «سيكان» كما تُنطق في اليابانية
المعنى الحرفي لكلمة «Chikan» في اليابانية تعني الاستبدال او الاستعاضة، ووهي كلمة تصف أي تحرش جنسي تتعرّض له المرأة في المواصلات العامة باليابان، مما يعني أن الرجل يستبدّل بممارسة الجنس الطبيعي المتعارف عليه، ما يفعله بالنساء في المواصلات العامة، مثل ملامستهن، وممارسة «الاستمناء» أمامهنّ، ومن ثم إلقاء الواقي الذكري عليهن أو في حقيبتهن، أو دفع المرأة تجاه الحائط وتتسلل الأيادي إلى داخل ملابسها.
هذا النوع من التحرش في اليابان اتخذ مؤخرًا صورًا وصفها البعض بكونها مرعبة، ليس فقط لجرأة الرجال في التمادي لهذه الدرجة، بل لحالة الاستسلام التام التي أحيانًا ما تكون عليها المرأة المعرّضة لهذا النوع من التحرش.
وتلك الظاهرة التي يطلق عليها اليابان «شيكان» بعد أن انتشرت انتشارًا سريعًا لا يقف أمامه رادع، بدأ البعض في تصويرها بكاميرا الهاتف المحمول، بغرض عرضها على مواقع الأفلام الإباحية، تطور الأمر واتخذ قسمًا خاصًا على تلك المواقع يعرض تلك النوعية من التحرش في أفلام أكثر احترافية، صُنعت لتحاكي الـ«شيكان»، وتحصل تلك المقاطع على نسب مشاهدة تصل للملايين.
في دليله الخاص للمرأة والرجال أيضًا، الذي يريدون الدفاع عن ضحايا هذا النوع من التحرش، ناشد الرسام ناجو المجتمع الياباني بمساعدة النساء اللاتي تتعرضن لهذا النوع المؤذي من التحرش، مصرحًا للإعلام بأن «اليابان لا تحترم ضحايا التحرش» وربما – من وجهة نظره- يكون هذا السبب الأساسي في حالات الاستسلام التي نجد عليها المرأة في المقاطع التي استخرجت من كاميرات مراقبة المترو في اليابان.
«يوجد متحرش جنسي هنا ساعدوني أرجوكم»
صرحت الشرطة اليابانية أن حالات التحرش الجنسي في طوكيو خلال عام 2017 وصلت إلى 2620 حالة، من بينها حالات احتكاك جسدي في القطارات والمحطّات، وهي نوعية التحرش التي يُطلق عليها « Chikan». ولذلك وفرت الشرطة تطبيق «ديجي بوليس» للنساء، بعد أن كان متوفرًا في اليابان بغرض خدمة المسنين فقط، في حال تعرضهم للسرقة في المواصلات العامة، ويرسل هذا التطبيق إنذارًا للشرطة عندما تتعرض المرأة للتحرش في المواصلات العامة.
ويبحث في شبكة التطبيق عن شخص مجاور للحدث، ويرسل له تحذيرًا أيضًا في حالة إن استطاع مساعدة المرأة المعنية، ويكون فحوى الرسالة المرسلة للمستخدمين والشرطة هي: «يوجد متحرش جنسي هنا ساعدوني أرجوكم».
حمّل هذا التطبيق في اليابان ما يقرب من ربع مليون شخص منذ إطلاقه قبل ثلاث سنوات، بمعدّل زيادة ألف مستخدم كل شهر. وفي مبادرة جديدة من نوعها أطلقت شاتشيهاتا اليابانية جهازًا إلكترونيًّا يترك علامة غير مرئية على شكل يد، مخصص لوصم المتحرشين جنسيًّا، ويظهر هذا الختم حينما يمرر الضوء الأسود عليه، وهو وسيلة لمساعدة الشرطة للتعرف إلى من سبق له التحرش الجنسي من قبل، عرضت الشرطة 500 نسخة فقط من الجهاز بغرض اختبار السوق، ورحب المستخدمون بالجهاز، وبيعت جميع النسخ في خلال أيام قليلة من طرحه.
«نايوتايموري».. سوشي من على الأجساد العارية
في تاريخ اليابان القديم، كان لمحاربي الساموراي طريقةٌ غريبة بعض الشيء للاحتفال بانتصارهم في المعركة؛ وهي تناول الطعام من على الأجساد العارية للنساء، في طقسٍ يطلق عليه الـ«نايوتايموري»، وإذا كان الجسد العاري المُقدم عليه الطعام لرجل يكون اسم الطقس في حينها «نانتيموري».
مؤخرًا، وفي السنوات الأخيرة بدأ هذا الطقس العودة في اليابان بغرض المتعة والرفاهية فقط، وأصبح مخصصًا لتقديم وجبة الـ«سوشي»، وبهذا يكون متاحًا لأي شخص في اليابان أن يذهب لواحدٍ من تلك المطاعم، وتأتي امرأة عارية تنام على ظهرها على منضدة العميل، ومن ثمَّ يبدأ النادل بتقديم الطعام ووضعه على جسد تلك المرأة، ويبدأ الزبائن في تناول الطعام، بينما على المرأة المستلقية على المنضدة لا تُقدم على حركة واحدة طوال مدة تناول العملاء للطعام من فوق جسدها العاري.
في حديثٍ مع واحد من أصحاب تلك المطاعم في اليابان، أجراه موقع scoopwhoop أكد أن المرأة التي تؤدي هذا الدور تُدرب جيدًا على الاستلقاء لساعاتٍ دون حركة، مع تدريب قوة احتمالها على التعامل مع وجود أطعمة مجمّدة على جسدها دون أن يرتعش جسدها؛ لأنه في حالة استشعار العميل بألم المراة تنتهي متعته، مؤكدًا أن المشارك في هذا الطقس سواء رجل أو امرأة يشرف مدير المطعم على استحمامه بنفسه؛ حتى يتأكد من أن جسده نظيفًا بالشكل الكافي لتقديم الطعام عليه.
هيكيكوموري.. لا للبشر.. نعم للـ«ثري دي»
الفيلم التسجيلي «No sex please .. we are Japanese»، حاول إلقاء الضوء على ظاهرة امتناع الكثير من الشباب عن ممارسة الجنس الطبيعية، وهي ظاهر يُطلق عليها في اليابان «هيكيكوموري»، وهي عندما يختار الشاب أن يمارس الجنس مع فتاة ثلاثية الأبعاد في إحدى ألعاب المانجا، بدلًا من ممارسة الجنس مع امرأة على أرض الواقع.
تلك الظاهرة امتدت أيضًا للدميات الجنسية، التي تعد اليابان هي التي تصدرها لكل العالم، ومع تطور تلك الدميات وإضافة التحديثات الجديدة لها، ما يتيح للمستخدم الشعور بأكبر قدر من الآدمية في تلك الدمية؛ أصبح شباب اليابان فاقدي الرغبة في ممارسة الجنس الطبيعية، مثلما صرح أحد الشباب في هذا الفيلم، مؤكدًا أن حبيبته «الثري دي» لا تترك بداخله إحساسًا بالوحدة ليبحث عن امرأة على أرض الواقع، تلك الظاهرة التي سببت الشيخوخة لليابان، وجعلت مبيعات حفاضات كبار السن أكبر من مبيعات حفاضات الأطفال؛ تاركين -الشباب- هذا الشعب معرضًا للإنقراض، بينما انقسموا بين متحرش وزاهد.
مقهى استمناء للسيدات
مع اعتكاف الرجال في منازلهم لممارسة الجنس مع الدمى الجنسية، أو نساء الواقع الافتراضي، كان على المرأة في اليابان أن تجد متنفسًا جنسيًّا خاصًا بها، بعد تغيّر موقف معظم الرجال من الجنس، وفي أسواق التجارة والعمل في اليابان، أدركوا تلك الحاجة الجديدة وعملوا على استثمار أموالهم بغرض تقديم الراحة لتلك المرأة التي تفتقد ممارسة الجنس.
بار «لوف جولي» في حي شيبويا الترفيهي بطوكيو، هو أول حانة للنساء فقط مخصصة لممارسة الاستمناء، وتوفر تلك الحانة كل الأدوات التي قد تحتاجها للوصول إلى حالة «النشوة»، من مواد إباحية وألعاب جنسية، بالإضافة إلى تقديم الكحول، وتخيل أماكن مغلقة للمرأة التي تشعر أنها تريد الاختلاء بنفسها في تلك اللحظة للتنفيذ مهمتها.
وفي تصريحٍ للصحافة، قالت امرأة يابانية إنه أكثر مكان آمن للمرأة حتى تتحدّث مع قريناتها عن الجنس بحرية، واحتساء الكحول دون الخوف من ظهور الرجال المتحرشين ومضايقتهنّ، موضحة أن ليس كل زيارة لهذا المكان تكون بغرض الاستمناء فقط، بل أنه مكان يجذب كل النساء في اليابان بغرض الشعور بالحرية، والتعرُّف إلى أحدث الألعاب الجنسية الجديدة، وقضاء وقت في عزلةٍ وخصوصية بعيدًا عن الرجال.
خدمات الجنس السادي!
في أي بلد تُمارس فيه الدعارة من وراء ستار وضد القانون، قد تمنَحُ العاهرة اختياراتٍ للعميل عن طبيعة الجنس الذي ستقدِّمه له كخدمة، وفي حالة رغبة الرجل في ممارسة الجنس السادي بالذات؛ ترفع تسعيرة الخدمة لتقديم تلك المتعة للعميل، ولكن في اليابان الأمر مختلف.
ما يفعل وراء الستار في معظم دول العالم، تروِّج له اليابان كنوعٍ من أنواع التجارة الرابحة، التي تدرُّ على صاحبها الكثير من المال، وهناك مواقع رسمية تتيح للرجال حجز خدمة الجنس السادي، وتلك الخدمات تقدِّمها عاهراتٌ محترفات بمقابل مادي يصل إلى 2500 دولار أمريكي، على الرغم من أن الخدمة نفسها قد تقدَّم دون علم القانون والمجتمع في أمريكا بما يعادل 250 دولارًا أمريكيًّا، وأحيانًا 150 دولارًا، وفقًا لمهارة واحترافية العاهرة.
الشركات التي تقدِّم تلك الخدمات تقيم احتفالياتٍ أيضًا، يظهر فيها الرجال والنساء العاملون في الشركة بملابس الجنس السادي، وهم يسيرون على منصة أمام العملاء، ومن ثم يبدأ الحفل بجلد وشنق العاملين أو «العارضين»، كما تطلق عليهم الشركات المروِّجة لتلك السلع الجنسية.
في النهاية، يمكننا ملاحظة الرغبة الملحّة لدى الشعب الياباني في إيجاد بدائل غريبة ومتطرفة للممارسات الجنسية، ما بين أنواع «مبتكرة» من التحرش، أو الوقوع في غرام كائن افتراضي، أو حتى إدمان الاستمناء، وفي ظل ما يعتمد عليه اقتصاد اليابان من صناعاتٍ ونشاطاتٍ جنسية؛ يصعب وصف الشعب الياباني بالشعب المتحفِّظ، نظرًا إلى ما يروج هناك من دمى جنسية، وخدمات جنسية قد يراها البعض في مجتمعات أخرى؛ ممارسات ليست فقط غير أخلاقية، وإنّما غير آدميّة.