رعب دب في اللبنانيين وغيرهم أمس الأربعاء، انتقل إليهم مما وصل صداه عشوائيا وكيفما كان إلى مواقع للتواصل، اكتظت بشكوك كان صعبا إيضاحها بالسرعة التي انتشرت فيها، لأنها معزز بفيديو تعرضه “العربية.نت” أدناه، وفيه نرى ملثمين مسلحين بالرشاشات، وقد “سيطروا على طائرة ركاب لبنانية” بعد إقلاعها من “مطار رفيق الحريري الدولي” في بيروت إلى نظيره الدولي بباريس.
نرى في الفيديو أيضا، أن أحد المسلحين يهدد الركاب بعبارات يصعب عليهم فهمها، لأنها بالإسبانية، إلا أن خبر الخطف المحبوك شرح السبب، وهو أن الخاطفين الذين صرح واحد منهم “لا وقت لدينا، سنقتل بعض الركاب” هم من جماعة تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” في أميركا اللاتينية، وخطفهم للطائرة التابعة لشركة “ميدل إيست” اللبنانية، كان “للمطالبة بإطلاق سراح عدد من السجناء في لبنان” وبهذا التفسير ارتدى الخبر حلة المعقول وأصبح صالحا للنشر بين الأخبار، لذلك “فرّخ” رعبا حقيقيا، قطع الحدود وتنقل بين القارات.
في بيروت تحدث محمد الحوت، مدير عام الشركة، لاذاعة “صوت لبنان” ونفى الخبر، لأن “الصورة (في الفيديو) تظهر أن الطائرة ليست تابعة لشركة الميدل إيست” وكان محقا بما قال، لكن لسبب آخر أيضا، وهو أن أحد الخاطفين يتحدث بالإسبانية إلى مضيفتين ببداية الفيديو، فتفهمان ما يقول، وأيضا يفهم بعض الركاب طلب خاطف آخر بأن يضع كل منهم يديه على مسند الرأس من المقعد، لذلك فمن السهل الاستنتاج أن الفيديو من دولة إسبانية اللغة، وفي أميركا اللاتينية بالذات، لأن لهجة الصارخ تهديدا بالركاب، تؤكد أنه ليس من إسبانيا، وببحث لم يكن هيّنا قامت به “العربية.نت” في مواقع التصفح بالإنترنت، وجدت أن ما دب رعبا في اللبنانيين طوال يوم كامل تقريبا، تم صنعه في بلاد بعيدة عن مطار بيروت أكثر من 12 ألف كيلومتر، وإعلامها تطرق أيضا للفيديو.
نجد في Google المودعة فيه أخبار متنوعة بمعظم اللغات، أن الحكومة المكسيكية أبلغت عبر صفحتها الرسمية قبل أسبوعين، أن مطار مدينة “كارمن” الدولي، سيجري في 5 أكتوبر الجاري “محاكاة لعملية خطف طائرة” كنوع من تدريب سنوي على مكافحة هذا النوع من الارهاب، وذكر أن المحاكاة ستكون عملية وحقيقية، باستخدام طائرة طراز A320 قدمتها شركة “انترجت” مع 100 شخص يمثلون الركاب، وطاقم من 5 أفراد، إضافة إلى من لعبوا دور المسلحين ليتدريب الآخرون على كيفية التعامل مع الخطف والخاطفين.
فرغب أن يتسلى بأرخص الأسعار
إلا أن خبرا نشره الثلاثاء الماضي موقع Aristegui Noticias الناشط إخباريا في مدينة Carmen الواقعة بين حوض “خليج المكسيك” المتصل في أقصى الجنوب المكسيكي بالمحيط الأطلسي، وبحيرة Laguna de Términos الشهيرة، انتقد فيه بث الفيديو الذي تم تصوير لقطاته داخل طائرة تابعة لشركة Interjet Airlines المعروفة مكسيكيا بأسعارها المخفوضة، فتح شهية بقية وسائل الإعلام على انتقاد الفيديو، فانتشر خبره أكثر، علما أن الشركة ذكرت في بيان أن ما حدث تجربة فقط، وفعلت ذلك الحكومة المكسيكية أيضا.
ومن يكتب الآن avion interjet carmen في خانة البحث “الغوغلية” عن الصور أو الأخبار، كما في خانة البحث بموقع “يوتيوب” أيضا، فسيجد كم تعبت وسائل الإعلام المكسيكية في إيضاح خبر الفيديو، بمعرض انتقادها لإنتاجه بالطريقة التي أنتجوه بها، أي من دون أن ترافقه عبارة تشير إلى أنه محاكاة، وبعضها ذكر أن ما بثه من رعب محلي في المكسيك وجيرانها، ركب صهوة الإنترنت في اليوم نفسه وانتشر أيضا بين القارات، فرغب بعض من رآه أن يتسلى بأرخص الأسعار، ولم يجد أفضل من مواقع التواصل ليقول بأحدها إن “الخطف” استهدف طائرة ركاب محلية في بلاده، والباقي تكفل به المتكفلون.