حجاب الأطفال فريضة إسلامية أم بدعة سلفية؟

Mostafa-Darwish

 

فيينا : مصطفي درويش — 

حقآ تنتابي الدهشة من هذه النقاشات التي تدرو بشأن الحجاب بصفة عامة وقضية حجاب الأطفال بصفة خاصة . وأقول أنها قضية وأقصد هذه الكلمة بالذات لأنه ليس من العقل ولا من المنطق ولا من الفقة أيضا ان يكون هناك جدلا في هذا الشأن ” حجاب الأطفال “على الإطلاق . فالإسلام مثله مثل بقية الأديان السماوية من يهودية ومسيحية يري أن الأطفال لا يدخلون في باب التكليف . وتصل هذه المرحلة العمرية حتي سن البلوغ وهي تختلف من مجتمع لأخر ومن طقس لأخر ، فأولاد المناطق الحارة يبلغون مرحلة التكليف في عمر مبكر عنه عن أطفال المناطق الباردة . وفي كل الأحوال لا تكليف للأطفال حتي يتجاوزا هذه المرحلة من العمر . ومن ناحية أخري نري أن كل ما جاء في هذا الشأن خاص بأحوال المرأة البالغة المسلمة الرشيدة وليس له أي علاقة بالطفلة المسلمة .

ثم أننا ننداول هذه القضية في النمسا الأوربية وأري أنه لا توجد دولة مسلمة ” أن جاز هذا التعبير”  تجبر أطفالها على ارتداء الحجاب وأن هذا الأمر لايخرج عن نطاق السفسطة التي لا هادي لها . وبصفتي مسلم من أصل مصري لا أستطيع ان أجزم ان هناك أطفال في سن المدارس الإبتدائية يرتدين الحجاب مع العلم أن المدرسة الإبتدائية في النمسا تبدأ من سن السادسة حتي العاشرة حيث أنها اربع سنوات فقط لاغير . فرفقا بالإطفال ودعوهن يعيشن طفولتهن .

وإذا كانت هذه الظاهرة قد انتشرت في الآونة الأخيرة في النمسا بوجود اطفال في المدارس الإبتدائية الحكومية الإلزامية فربما يرجع ذلك الأمر إلى موجة اللجوء الأخيرة التي اجتاحت كل دول أوربا والنمسا واحدة منها . فالنظام المدرسي النمساوي يلزم جميع الأطفال في السن الإلزامي بالذهاب إلى المدرسة ويجري هذا النظام على الأطفال اللاجئين أيضآ. فكل الشكر لهذا النظام على عدم تفرقته بين الاطفال النمساويين أو الذين يعيش مع ذويهم في النمسا وهؤلاء الأطفال الجدد . ولكن لا ننس أن من بين هؤلاء الجدد من وفد من بلاد مثل أفغانستان حيث يرتدي هناك الأطفال الحجاب بصرف النظر عن الأسباب .

وبصفتي مدرس للتربية الدينية أقول انه توجد عندي طفلة لاجئة من أفعانستان في أحد المدارس الإبتدائية ترتدي الحجاب . وهنا لابد أن نبحث عن الأسباب المؤدية إلى ذلك بل ونعقد مقارنة بينها وبين خلفياتها الإجتماعية والدينية وبين أطفال آخريين لاجئين أيضآ ولكن لم يفكروا هم أو ذويهم في مثل هذا الأمر بعد . ولنسآئل أهو إلزام من الوالدين وخاصة الأباء بأن يرتدي أطفالهن الحجاب في هذا السن المبكر جدآ ؟. أهو من باب المحاكاة للمجتمع الذي أتوا منه وجميع نساء الأسرة فيه يرتدين الحجاب ؟. أم هو تقليد من غير وعي لأن هؤلاء الأطفال مايزالون في سن مبكر لايستطيعون فيه أن يتدبروا في مثل هذه الأمور . بلا شك هناك العديد من الأسئلة والأطروحات التي يجب أن نبحث فيها بموضوعية وشفافية .

ولكني مع ذلك لا ألق بكل ثقل هذه القضية على الأطفال اللاجئين أو ذويهم ، بل أستطيع وأن أوكد أن هناك بعض المدارس الخاصة في العاصمة النمساوية فيينا علي وجه الخصوص التي تروج لنفسها من هذا الباب منذ سنوات – بحسب علمي الشخصي -، وذلك بوجود إمكانية للأطفال الصغار بارتداء الحجاب وهذه المدراس عليها أقبال شديد . إذآ فعلينا أيضآ أن نبحث في منهجية هذه المدراس وأهدافها وما هي الأسباب التي تدفع أولياء الأمور بأطفالهم إلى هذه المدارس . ولنعلم أن لكل فصيل أهدافه وتوجهاته ولا غضاضة في ذلك . فألامر فقط يحتاج إلى نقاش فعال للوصول إلى ما يرضي هؤلاء وهؤلاء في إطار مجتمع سلمي وآمن للجميع .

وعلي الرغم من وجود أطراف متعددة في هذا النقاش وكل يدلو بدلوه في هذا الشأن سواء من ناحية سياسية أو إجتماعية أو قانونية إلا أنني افتقد إلى الرأي الفقهي الذي يرجع بالقضية إلى مصادرها الرئيسية وهي الكتاب والسنة . وإن لم يحدث ذلك يفقد هذا النقاش مصداقيتة التي هي الأساس للوصول إلى الهدف المنشود.

فأهلا بالنقاش بقلب مفتوح  وعقل رشيد وتدبر عميق وأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .

 

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …