الاستثمار في العقول أكبر من الاستثمار في البترول

لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونين بالطائفية والقبلية والحقد والعنصرية والمكان والجهل والحروب ، بلد مثل نيجيريا من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول ، ولكن أنظر إلى حالها ووضعها اليوم ..!!؟ والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات !!!!

ولكن مثلاّ أخر على النقيض تماماّ سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم ، لأنه رئيس بلد لا توجد فيه مياه صالحة للشرب ..!! اليوم يتقدم ستغافورة على أوروبا واليابان وأمريكا في مستوى دخل الفرد …!!؟؟

في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش …!!؟؟؟ وما هي نتيجة المعادلة المنطقية التي تقول – خليج – بترول = ؟؟؟؟ ماذا ، في الوقت الذي أصبح الإنسان بحد ذاته هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً

هل فكرت وأنت تشتري جوال جلكسي أو أيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية ؟ ستجده لا يكلف دولاراً واحداً من الثروات الطبيعية !!

جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية …!!!؟؟؟

هل تعلم أن إنسانا واحدا مثل بل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحد 226 دولارا

يعني ما يملكه اليمن ودول الخليج من إحتياطي للثروات لن تستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب !!

هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية

وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك؟

هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار ، نحتاج لمئة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي …!!؟؟؟

أخي في الشمال أو الجنوب في الشرق أو الغرب من الوطن العربي أيها الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى دون الحاجة إلى عقلك ، دع عنك أوهامك فلا ثروة مع عقلية الثور، هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية وفي أقل من خمسين عاماً

انتقمت من العالم بالعلم والتقنية

وبقي الأغبياء يسألونك

عن مذهبك أو من أي قبيلة أنت…؟

الكاتب : الدكتور فاروق القاسم

شاهد أيضاً

قانون لجوء الأجانب في مصر يثير الجدل.. كيف أجبر الاتحاد الأوروبي القاهرة على الإسراع بتمريره؟

مررت الحكومة المصرية بشكل مبدئي قانون لجوء الأجانب الذي أثار جدلاً حقوقياً وشعبياً واسعاً خلال …