كشف المحامى والحقوقى مختار نوح، عن أسرار الكثير من الوقائع التى قام بها التكفيريون من الاستيلاء على محلات الذهب خلال الـ 40 عامًا الماضية، منوهًا بأنه يوجد كثير من أنواع السرقة فنوع يسرق باسم الإسلام، ونوع يسرق باسم الوطنية، ونوع يسرق باسم الخلافة الإسلامية، ونوع يسرق باسم الديمقراطية وحريات الشعوب وهكذا.
وكتب نوح، على حسابه فى فيسبوك: “فأما النوع الأول فقد عايشناهم وقت أن كانوا عبيدًا لأمريكا ” تحت التمرين”.
وأما الآن فقد كونوا دولاً وأسموها إمارات داعش، وأصبحوا عبيدًا أيضًا ولكن بدرجة أعلى وسرقات أكبر..
وأضاف: كانوا فيما مضى يسرقون الدجاج والدراجات ومحلات الذهب وكله فى سبيل الله بزعمهم، والآن أصبحوا يسرقون الشعوب واستقرارها وأمانها وبترولها ويقبضون فضلاً عن ذلك الثمن من سيدهم الذى يتخلص منهم واحدًا بعد الآخر ويلقى بهم طعامًا للأسود أو الفئران أو الكلاب ويقبض ثمن بيعهم.
وتابع قائلاً: أحيانًا لا يجدون جثة عميلهم حتى ليبيعوها ويحلم كبيرهم بالخلافة التى يسميها إسلامية وذلك ليس من باب الدلع، وإنما من باب تسهيل سرقة الشعوب وخداع السذج .
وعن أنواع السرقة يقول أيضًا: وقد يلجأ اللص أحيانًا إلى السرقة باسم الديمقراطية والحرية، وذلك أيضًا من قبيل تسهيل إجراءات السرقة فيصنع لنفسه شركاء بعلمهم أو بجهلهم أو طمعًا فى أن يمنحهم اللص شيئًا من الغنيمة، وقد يلجأ اللص أحيانًا إلى أن يشغل الحراس بمعركة تافهة حتى يتفرقوا ويتقاتلوا فيحتل اللص بنكًا أو مدينة أو بلدًا حسب التساهيل.
وأعرب نوح عن أسفه قائلاً: ولكن المؤسف أن بعض الحراس يرون بأعينهم نجاح اللص فى سرقة بلاد بجوارهم بنفس الحيلة والوسيلة ومع ذلك يستمرون فى غبائهم.
وسخر نوح من هذه الحالة: يروى بهذه المناسبة أن بعضًا من الأغبياء الكسالى جدًا اجتمعوا حول وليمة لحم شهية فاختلفوا فيمن يغلق الباب عليهم، فاقترحوا اقتراحًا وافقوا عليه بالديمقراطية، بأن يلتزموا الصمت وأن يتوقفوا عن الأكل فإذا نطق أحدهم يكون هو من يقوم ويغلق الباب، ثم يأكلون من بعد ذلك، وظل الباب مفتوحًا طبعًا، فدخلت الكلاب وأكلت أكلهم وهم صامتون طبعًا احترامًا للديمقراطية حتى انتهت الكلاب من أكل الطعام فلعقت وجوههم ثم قضمت أنف أحدهم فصرخ متوجعًا “أنفى.. أنفى” فصاح الجميع: قم وأغلق الباب!.
واستطرد نوح، فى حديثه عن هذه السرقات قائلاً: “ساقتنى الأقدار إلى معايشة مرتكبى جرائم القتل وسرقة محلات الذهب وتفجيرات البنوك والقائمين بجميع عمليات القتل والاغتيالات طوال أكثر من أربعين عامًا، معايشة كبيرة، حتى فى فترات السجن المتتابعة كنت التقى بهم وبالتائبين منهم بصفة خاصة في”أبو زعبل””والمزرعة” “وطره” “والمحكوم” “والملحق”.
وأوضح نوح، أن منهم من قد شفاه الله من مرضه، منوهًا بأن حقيقة الأمر فى رأيى أنه قد غلبت عليهم شهوة المال، فاقتحموا محلات الذهب فى الزيتون وعين شمس وشبرا وميدان حجلان وأحمد حلمى وقاموا بسرقتها وأحيانًا قتل من فيها وغالبًا إصابة العاملين بها ودائمًا استخدام الرصاص واحتجاز الأفراد.
وأكد، أنها كانت جميعًا عمليات ناجحة جدًا، فى التنفيذ فى مراحله الأولى فلم تكن الشرطة قد ألزمت أصحاب المحلات والبنوك ومحلات الذهب بوضع كاميرات أو بوجود حراسة الشرطة.
وتابع فى حديثه: ولكنها سرعان ما يتم ضبطها ولأن المريض فى هذه الحالة يحتاج إلى ساتر لسلوكه أو غطاء جميل براق، فسرعان ما يسبغ على عمله الشكل الدينى وعندهم لكل جريمة ستار من الفتوى والدين.
فكانوا أولاً يتخيرون محلات الأشقاء المسيحيين فالمقتول منهم هو عدو كافر والمسروق هو جبل الغنائم وقد صدرت من الشيخ…، هكذا بزعمهم فتوى ترضى وتناسب شهواتهم المالية أو الجنسية.
وأضاف، أنه بعد عشرين عامًا أصبحت محلات ذهب المسيحيين
وضعت تحت حراسة الشرطة، فتحول المجرمون إلى محلات المسلمين أعداء الله أيضًا فقتلوا من قتلوا وسرقوا ما سرقوا وأصبح المجنى عليهم من المسلمين هم أعداء الله، فى هذه المرة. وأنهم كفار يعيشون فى دار كفر بواح.
واستطرد فى حديثه: عندهم لكل جريمة ستار من الفتوى والدين.. وحتى فيما يذهبون إليه من اغتصاب يطلقون عليه اسم النكاح أو يستحلونه بفتوى الإماء.
أما داعش، وهو الصورة المتطورة للمرض ومثله النصرة وجماعات القتل الجماعى العديدة والمختلفة، فهم يقاتلون الكفار من المسلمين ولا مانع عندهم من أن يذبحوا بعض المسيحيين فى ليبيا وان يذبحوا أيضًا المصلين فى مسجد الروضة فى مصر..سواء بسواء.
وعندهم لكل جريمة غطاء ولن يكاشفونا أبدًا بحقيقة المرض ذلك ان المرض النفسى لا يتم اعتراف المريض به إلا بعد أن يشفى منه ولذلك فهؤلاء المرضى قد وقعوا صرعى لهذا المرض الفتاك الذى أوقعوا أنفسهم فيه فالمريض يخادع نفسه أولًا وهو يعلم ويستمر فى الوهم حتى يصل إلى حالة المعايشة والتصديق.
وأوضح، أن هذا الانحراف قد يصيبنا بالخطأ فى التشخيص ذلك أن الطب النفسى لم يجلس على مقعده المناسب فى مصر حتى الآن ونحن نناقش جرائم المجرمين فنستعين بالعمائم الحمراء والسوداء وأحيانًا البيضاء ولكننا لا نستعين بالبالطو الأبيض وهو الملجأ الصحيح لنا فنقعد على المآدب ونبحث عن الأدلة الشرعية لتصحيح فكرهم مع أنهم لا يحتاجون إلى أى فكر صحيح وإنما يجدون فيما يقولون ضالتهم وقد وصلوا إلى معانقة هذا الفكر حتى تجذر فى نفوسهم وأصبح منهم كجزء من أجسادهم يحرك أعضاءهم ويستولى على حواسهم .
وروى نوح، قصة صادمة فى الجزء الثانى من موسوعة (خمسون عامًا من الدم) ذكريات كتبها أحد التائبين بنفسه وهو طبعًا لا يريد شهرة ولا مالاً بعد أن شفاه الله من مرضه وكانت جريمته مع أربعة من الحالات المرضية، أنهم ذبحوا رجلاً صائمًا نصب عليهم بزعمهم فى قليل من مالهم فأفتاهم شيخهم(تم إعدامه) إن الرجل كافر لأنه عادى دين الله.
وأكد أنهم صدقوا شيخهم لأنهم كما يقول الكاتب وصاحب الذكريات: إنهم كانوا يريدون تصديق شيخهم ولكنهم كانوا مترددين فأسرع أحدهم واستل سكينًا وذبح الرجل وهو صائم فى هذا اليوم وفى غير رمضان (يعالج الآن فى مصحة نفسية) وقد عايشنا هذا القاتل المريض وحكى لنا كيف تم توثيق الرجل وذبحه، وشهدنا جميعًا مرضه حتى أفرجت عنه مصلحة السجون لاحقًا.
وأشار، إلى أن الكثيرين يستغربون قولى وأنهم مثلى يحتاجون قراءة الحقائق التى أفضى بها صاحب الذكريات.
وقد كشف نوح، أيضًا عن مواجهة بين قيادات بعض التنظيمات عندما واجههم القضاء بأسئلة مفاجئة فلم يجدوا إجابة، ومن ذلك، حينما سأل المحقق صالح سرية زعيم تنظيم الجهاد الذى اقتحم كلية الفنية العسكرية وقتل الجنود مستهدفًا قلب نظام الحكم من منشية البكرى وكان ذلك عام 74 19، أنت فلسطينى فكيف كنت ستصبح رئيسًا للجمهورية؟! وكيف وقعت بيان النصر الذى كنت ستعلنه عند انتصارك باسمك مع أن الدستور المصرى وكل دساتير العالم لا تسمح بأن يحكم البلاد “أجنبى”، فلماذا قتلت كل هؤلاء فأجاب صالح سرية لم أفكر فى هذا الأمر.
وأضاف، أن الأمر تكرر فى عام 1977، أثناء محاكمة شكرى مصطفى زعيم جماعة التكفير والهجرة التى قتلت الفقيه محمد الذهبى وزير الأوقاف الأسبق، وهو مقيد اليدين والقدمين، بعد أن خطفوه وقيدوه ومن على بعد 12سنتيمترًا أطلق عليه أحمد طارق نائب شكرى مصطفى طلقة اخترقت رأس الشهيد وبأمر من شكرى مصطفى وضعوا جثة الشهيد فى عربة خضراوات.
وعندما سأل المحقق شكرى مصطفى، ألم تفكر ماذا ستفعل بعد أن قتلت الشيخ الذهبى وكيف ستطبق الخلافة الإسلامية بعد ذلك، حيث أجاب شكرى مصطفى وهو ينظر إلى سقف الحجرة: لم أفكر فى هذا الآمر!.
واختتم نوح حديثه قائلاً: أما الناجون من النار وهم من حاولوا قتل – مكرم محمد أحمد- نقيب الصحفيين الأسبق- وحاولوا أيضًا قتل النبوى إسماعيل، وحسن أبو باشا – وزراء الداخلية السابقين- وعشرات جرائم القتل فقد سألهم المحقق عن خطتهم بعد الاغتيال ومحاولات الاغتيال العديدة وكيف كانوا سيفعلون إذا ما نجحوا فأجابوا.. لم نفكر فى هذا الأمر!.