لا توجد أي حاجة بالمطعم بجنيه”.. لافتة كبيرة، وضعها أحد المطاعم أمام زبائنه، قاطعًا الطريق على الفقراء الذين طالما اعتمدوا على وجبة الفطار بأكلة (الفول- الفلافل) علها تسد رمقهم لبعض الوقت وقد يحتفظون ببواقيها لعشاء نهاية اليوم؛ لكن في هذه الأيام لم يعد الأمر كما كان، ولم تعد هذه الأكلة شعبية بالمعني الدارج.
فعقب تعويم الجنيه، ورفع أسعار المحروقات البترولية، وما تبعه من رفع الدعم عن التموين وغيرها، بعد قرارات صندوق النقد الدولي، وثبات المرتبات.. من كان يدفع 5 جنيهات في وجبة الإفطار لا تكفيه هذه الأيام ضعفها.
محرر هذه السطور تأكد من ذلك بنفسه؛ فحينما ذهب لمطعم فول وطعمية بـ “شارع عشرة” بالجيزة، وطلب بجنيه فول وبآخر “طعمية” وبثالث “بتنجان مخلل” فوجئ بنهر البائع قائلاً: “يا أخينا مفيش حاجة بجنيه الأيام دي أقل حاجة هنا بجنيه ونص”.
وحينما سأله عن سبب ذلك وذنب الغلابة قال صارخًا: “وذنبنا إحنا أيه برضه، شكارة الفول زادت من 95 جنيهًا لـ 190، وجركن الزيت زاد من 290- 700 جنيه على حد تعبيره، وأخذ يعدد الزيادات حتى أخرجت ما في جيبي خشية الإحراج.
وأوضح أن أسعار سندوتشات الفول والطعمية والبطاطس وبابا غنوج والجبنة بمعظم المطاعم زادت من 150 إلى 2 جنيه، وإلا سيضطرون لتصغير حجمه.
وتابع: “الأسعار تتغير كل يوم.. الفول والزيت وبعض الخضراوات، وأحيانًا كثيرة نتوقف عن العمل لعدم استطاعتنا مواجهة الزيادة بالإضافة إلى أجور العمالة والخدمات كالكهرباء والمياه”.
وجبة الفول يعتمد عليها أغلب الشعب المصري، عمال وفلاحين أغنياء وفقراء؛ لكنها باتت تخطوا سريعًا لتقتصر على الطبقة العليا.
قالت إحدى المواطنات تدعى (ر. ع) “بعد تعويم الجنيه اللي كنت تشتريه بجنيه زاد الضعف مباشره لـ 2 جنيه دا في حالة الفول والطعمية، أما في الحالة الثانية زي الفواكة واللحوم والدجاج والأسماك فالزيادة يومية مش أسبوعية ولا شهرية ولا حياة لمن تنادي من قبل الحكومة”.
وأضافت قائلة: ” الحكومة لا تضبط الأسعار، وتركت الشعب المغلوب علي أمره يتلاعب به التجار الجشعين في كل كل شىء حتى لقمه العيش بتاعته”.
بالنسبة للجنيه المصري مكنش ليه لازمة قبل التعويم ولما جم عوموه فكرني بمثل عربي قديم بيقول مقدرش يخطي قالوا اعقلوه”، مضيفة: “الحكومة محطتش فى اعتبارها الشعب خالص بعد خطوة التعويم كان همهم وشغلهم الشاغل أزاي يوقفوا الصعود الجنوني للدولار فقط لا غير”.
وتحت عنوان “مفيش حاجة بجنيه” قال الكاتب الصحفي محمد صلاح العزب :”مش مهم إحنا، لكن حط نفسك مكان طفل صغير كان من كام شهر بياخد مصروف جنيه بيشترى بيه حاجة يأكلها وهو رايح أو راجع من المدرسة، وفجأة بقت نفس الحاجة باتنين جنيه، فيسأل صاحب المحل: طب في إيه بجنيه، فيهز الرجل رأسه نفيًا، وهو يصدمه: مفيش حاجة بجنيه، فينظر الطفل للعملة المنهارة فى يده بحسرة، ثم يضعها فى جيبه ويضع وجهه فى الأرض”.
من جهته أرجع أيمن السباعي، نائب شعبة البقالة بغرفة تجارة الإسكندرية، ذلك لارتفاع أسعار الزيوت والفول خلال الأيام الماضية بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار الدولار، لترتفع زجاجة زيت القلى السائب من 8 جنيهات ليصل إلى 9 جنيهات، والفول المدشوش من 7 جنيهات ليصل إلى 9 جنيهات والفول المدمس من 6 إلى 9 جنيهات.