القاهرة – جمال الصغير —-
وجدت هذا السؤال على مواقع التواصل الاجتماعي من ملحد عربي، فأردت خوض تجربة علمية للبحث عن الجواب حتى أنهي الاستفزاز الذي وقع لعقلي، وهذا ما جعلني أقوم بتحضير خطة بحث علمية لشروع في إيجاد ولو نصف الإجابة، أول إشكالية فيها هل يوجد أثر علمي على وجود سبع سماوات، ثم الإشكالية الفرعية التي لابد لها من جواب، هل الدين يفوق العلم، أم العلم يفوق الدين في هذه الحالة؟
الحقيقة العلمية الوحيدة التي توصل إليها العلماء هو أنه بين السماء والأرض توجد ست طبقات للغلاف الجوي، وهذا يعني أن العلم لم يتوصل إلى فكرة وجود سبع سماوات وسبع أرضين علميًا، كل شيء يجعلنا أمام فكرتين مختلفتين في الأصل منتقدتين، القرآن الكريم يؤكد على وجود سبع سماوات وسبع أرضين، والعلم – بالرغم من وجود عدة نظريات – يؤكد على وجود سماء واحدة، وقد تكلم عن النجوم والمجرات والدخان والغبار الكوني وحتى نيازك والأشعة الكونية، لدرجة أن فريقًا من العلماء في أمريكا أكدوا أن الفراغ الموجود بين المجرات هي السماء، وهذا خطأ كون أن الدراسة التي أقيمت لم تقام على السماء، بل على الكون والحقيقة أنهما يحملان فرقًا كبيرًا بينهما، والخطأ الثاني تركيز العلماء على المادة المظلمة المنتشرة بنسبة 96٪، لكن الذي يجب أن نعلمه أن السماء أكبر مما يتصوره العلم؛ كونها بناءً قويًا يسيطر على الكون، وليست الكون، وعليه نستنتج أن العلم بكل قدراته الممكنة والمتوفرة ما زال يسجل اختلاف بين الباحثين والعلماء والخبراء في السماء الأولى، وهذا ما يجعلنا نستنج أنه لا يوجد دليل علمي، أو أثر علمي على وجود السماوات السبع والسبع أرضين.
يقدم القرآن الكريم عدة أدلة على وجود سبع سموات وسبع أرضين، بل يوجد تفسيرات عديدة لسماء الأولى وما تحمله مثل قوله سبحانه تعالى، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً، والسماء بناء قوي وحكيم ومحكم ودليل قوله سبحانه تعالى، وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا، وهناك أثر ودليل أخر من القرآن الكريم يؤكد هذا، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ، وهناك أدلة كثيرة على وجود السبع سماوات مثل قوله سبحانه تعالى،أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا، لكن هناك اختلافًا صغيرًا في سبع أرضين من ناحية القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ، هذه الآية حملت الجمع لكلمة السماوات، لكنها حملت الفرد لكلمة الأرض، لهذا سجل العلم الديني عدة آراء حول المفسرين وأهل العلم، لكن السنة النبوية قامت بالإجابة على هذا الاختلاف بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين.
العلم إذا كان قد عرف النجوم والمجرات والدخان والغبار الكوني، وحتى نيازك والأشعة الكونية والمادة المظلمة، لن يعرف شيئًا عن السماوات السبع ودليل قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا. والقرآن قد ذكر قبل قرون عن وجود النجوم: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ، وهذا يعني أنه كل ما يكتشفه العلم تدريجيًا وعبر سنوات أخبرنا الله سبحانه تعالى به، ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.
هناك تفسير آخر لم يتقدم فيه العلم، أراه مناسبًا في تفسيرات العلمية، الزمان والمكان مرتبطان مع بعضهما البعض، والزمان الذي نعيش فيه نحن البشر ليس الزمان الوحيد، يقول الدكتور مصطفى محمود: هناك زمن غير زمان الساعات وغير الزمن الخارجي، فهناك زمن مع الذي يحلم وهو نائم وهذا من الزمان الداخلي، والإنسان الذي يموت يخرج من الزمن الدنيوي وعندما يبعث يجد نفسه في زمن ثان إلهي غير الذي كان فيه، لكن بالرغم من هذه التوضيحات لدكتور مصطفى محمود، إلا أن العلم يقول: كل نظام حركي له زمن، يعني إذا خرجت من نظام حركي إلى نظام حركي آخر تخرج من زمن إلى زمن مختلف، والحركة هنا لن تكون إذا لم يجد مع زمن مكانًا، وهذا دليل على أن السماوات سبع، والأرضين سبع هي في زمن آخر غير زمن الساعات الذي نعيش فيه، وليست موجودة في الزمن الخارجي، ولا الداخلي، وإنما هي من الزمن الإلهي، وأظن أن الدين كان واضحًا وتفوق على العلم في تفسير وجود السماوات السبع والسبع أرضين بشكل توضيحي، وليس ملموسًا مثل تفسير دخول السماوات السبع في زمن غير الزمن الدنيوي، وهذا يعني الاستحالة على البشر رؤية السماوات الأخرى.