على الرغم من إعلان المجلس العسكري السوداني أنه لم يستخدم القوة في فض الاعتصام، فإن «قوى إعلان الحرية والتغيير» بالسودان أعلنت، الإثنين 3 يونيو، فض الاعتصام بالكامل، ومقتل 13 من المعتصمين، وإصابة المئات أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم.
الجيش يفض الاعتصام في السودان بالكامل
حيث قالت قوى إعلان الحرية والتغيير في بيانها: «نؤكد أن منطقة القيادة (مقر الاعتصام) الآن لا توجد بها إلا الأجساد الطاهرة لشهدائنا الذين لم نستطِع حتى الآن إجلاءهم من أرض الاعتصام»، في إشارة إلى أنه جرى فض الاعتصام بشكل كامل.
وقالت القوى إنها «تواصل بروح موحدة ومتحدة أكثر من أي وقت مضى متابعة تطورات جريمة مجزرة اعتصام القيادة».
وأضافت: «وفي هذا الصدد، نعلن حسب الإحصائيات الأولية، أننا فقدنا 13 شهيداً برصاص المجلس الانقلابي الغادر (المجلس العسكري الانتقالي)، ومئات الجرحى» دون تحديد.
وتابعت أن المجلس العسكري «يتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة، ونؤكد أنه خطط لتنفيذ هذه الجريمة بالخرطوم ومدن أخرى، بينها مدينة النهود؛ حيث قامت قوات الدعم السريع والجيش بفض الاعتصام السلمي».
والمعارضة توقف التفاوض مع الجيش
حيث قالت قوى التغيير في السودان، في بيان لها: «نعلن وقف كافة الاتصالات السياسية» مع المجلس العسكري، و «وقف التفاوض، ونعلن أنه لم يعد أهلاً للتفاوض مع الشعب السوداني».
واعتبرت أن «قادة وأعضاء هذا المجلس يتحملون المسؤولية الجنائية عن الدماء التي أريقت منذ 11 أبريل/نيسان 2019، وسنعمل على تقديمهم لمحاكمات عادلة أمام قضاء عادل ونزيه في سودان الثورة المنتصرة لا محالة».
وأعلنت القوى في بيانها «الإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل والمفتوح، اعتباراً من اليوم 3 يونيو/حزيران ولحين إسقاط النظام».
وناشدت «الشرفاء» من قوات الشعب المسلحة والشرطة والأمن والدعم السريع «القيام بواجب حماية الشعب السوداني» و «الانحياز إلى خيار الشعب المتمثل فى إسقاط النظام وإقامة سلطة مدنية انتقالية كاملة».
كما ناشدت «المجتمع الإقليمي والدولي عدم الاعتراف بالانقلاب، والانحياز لخيارات ثورة الشعب السوداني».
والمعارضة تدعو للخروج لدعم الثورة
وفيما نفى المجلس العسكري السوداني فض اعتصام الخرطوم قائلاً إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ «البؤرة الإجرامية الخطرة».
فقد دعا «تجمع المهنيين السودانيين» الجماهير إلى الخروج وإغلاق الشوارع والجسور بالحواجز والمتاريس دعماً للثورة.
وأوضح في بيان أن هذه الخطوات تأتي لـ «مؤازرة ودعم الثوار بالعاصمة، ومن أجل إسقاط المجلس العسكري» و «كل أذيال النظام السابق، ونقل مقاليد الحكم فوراً لسلطة انتقالية مدنية خالصة، وفقاً لإعلان الحرية والتغيير الذي توافقت عليه جماهير شعبنا العظيم».
وردود فعل دولية بخصوص الفض
وضمن ردود الفعل الدولية، حمّل وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، المجلس العسكري في السودان «مسؤولية» فض الاعتصام بالعاصمة الخرطوم، مشدداً في تغريدة عبر «تويتر» على أن «المجتمع الدولي سيحاسبه على ذلك».
وبينما اعتبر نائب المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بيرغر، خلال مؤتمر صحفي، العنف ضد المعتصمين في الخرطوم غير مبرر ويجب وقفه على الفور، قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، عبر حسابها على «تويتر»، إن «هجمات قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين خاطئة، ويجب أن تتوقف، وإن المسؤولية تقع على المجلس العسكري».
وطالبت مصر كافة الأطراف السودانية بضبط النفس والعودة للمفاوضات، مؤكدة في بيان لخارجيتها، على «الدعم الكامل للسودان الشقيق في هذا الظرف الدقيق من تاريخه، ومساندتها الكاملة للجهود الرامية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الشعب السوداني يقوم على الاستقرار والتنمية».
وعزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة، في 11 أبريل 2019 بعد 30 عاماً في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديداً بتردِّي الأوضاع الاقتصادية.