الإثنين , 25 نوفمبر 2024

وزير مصري في إيران ردًا على زيارة مسئول سعودى لسد النهضة

sisi-iran

 

أشعلت زيارة مسئولين سعوديين وقطريين لإثيوبيا، ومشروع “سد النهضة”، غضب المسئولين المصريين، الذين نظروا إلى الخطوة، باعتبارها تجاوزًا لـ “الخطوط الحمراء”, الأمر الذي دفع مصر إلى التقارب مع إيران، بعد أن ظلت طوال 35عامًا – منذ نجاح ثورة الخوميني – ترفض اتخاذ مثل هذه الخطوة، حرصًا على العلاقة مع الدول الخليجية.

وتجرى في أروقة الدبلوماسية المصرية ترتيبات لقيام وزير رفيع المستوى بزيارة إلى طهران، بعد أن تدخلت الإمارات – التي تقود وساطة لإنهاء الأزمة بين مصر والسعودية – في وقت سابق لعرقلة زيارة وزير البترول طارق الملا لإيران، كأرفع مسئول مصري يقوم بزيارة طهران منذ زيارة الرئيس الأسبق محمد مرسي للعاصمة الإيرانية للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز خلال عام 2012.

ووفق مصادر مطلعة، فإن جهات سيادية هي من سربت خبر زيارة وزير البترول طارق الملا لطهران منذ ما يقرب من شهرين لوكالة أنباء عالمية شهيرة، في إطار سياسة الرسائل المتبادلة بين القاهرة والرياض، بعد قيام شركة “أرامكو” السعودية بوقف إمداد مصر باحتياجاتها النفطية، وفقًا لاتفاق مسبق مع الهيئة المصرية العامة للبترول.

ولم يتم حتى الآن الاستقرار داخل دوائر صنع القرار على الوزير المرجح قيامه بزيارة إيران، فهناك من يرى ضرورة اقتصارها على أحد وزراء المجموعة الاقتصادية، سواء الاستثمار أو قطاع الأعمال أو البترول، وهناك من يضغط لإيفاد وزير الخارجية سامح شكري كى تحقق الزيارة أهدافها في الرد على مواقف خليجية أغضبت القاهرة.

غير أن زيارة وزير الخارجية المرجحة لإيران تواجه بمعارضة شديدة من أجهزة سيادية تراها تجاوزًا للخطوط الحمراء مع دول الخليج، وتعتبر أنه من الأفضل إبقاء النوافذ مفتوحة معها، وإبقاء الآمال بإعادة الدفء إلى علاقاتها مع القاهرة، لاسيما أن الزيارة حال إتمامها على مستوى وزير الخارجية ستغضب دولة الإمارات العربية المتحدة وليس السعودية فقط.

إلى ذلك، رجحت دوائر دبلوماسية مصرية، وجود تنسيق بين العاصمتين الرياض والدوحة فيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثان لإثيوبيا، والتي جاءت ردًا على اتهامات مصرية لقطر بالتورط في تفجير كنيسة “البطرسية ” لاسيما أن هذا الاتهام واجه استياء شديدًا من دول مجلس التعاون الخليجي التي ردت على اتهامات القاهرة ببيان شديد اللهجة.

من جهته، قال الدكتور عاطف السعداوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام”، إن “العلاقات بين مصر ودول الخليج تجاوزت الخطوط الحمراء وصار اللعب على المكشوف هو المسيطر على علاقة الطرفين”.

وأضاف: “زيارة وزير الخارجية القطري لإثيوبيا تجاوزت مرحلة المكايدة السياسية إلى الإضرار بمصالح مصر العليا”.

ورجح سعداوي، إتمام زيارة مسئول مصري رفيع المستوى لطهران خلال الأيام القادمة، قائلاً: “السؤال لم يعد في الدوائر المصرية هل تتم الزيارة أم لا ولكن متى تتم وما هوية الوزير الذي يقوم بها؟ غير إنه استبعد أن يصل الأمر لمرحلة إيفاد وزير الخارجية إلى إيران، لأن ذلك “سيكون قطعًا لشعرة معاوية مع دول والخليج والاكتفاء بوزير من المجموعة الاقتصادية في هذه المرحلة على الأقل”.

بيد أن المساعي المصرية للتقارب مع إيران نكاية في دول الخليج، تواجه عقبات منها أن هناك اختلافات بين القاهرة وطهران في عدد من الملفات حيث ترفض القاهرة مشروع إيراني التوسعي في الخليج وتهديداتها لكل من البحرين والإمارات ووجود تدخلات إيرانية في الكويت، فضلاً عن أن إيران لن تستطيع تسديد مقابل لتطور علاقاتها مع دول الخليج في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة بعد انخفاض أسعار النفط.

وتابع: “بالتالي لن تربح مصر كثيرًا من هذا التقارب فطهران لن تقدم دعمًا مفتوحًا لمصر على  غرار دول الخليج وبل ستطلب ثمنًا سياسيًا يصل للمقايضة مع مصر في أغلب الملفات بشكل سيعرقل خطوات التقارب، إلا إذا استمرت دول الخليج وعلى رأسها السعودية في ابتزاز القاهرة بملف النهضة وساعتها لن تكون أمام القاهرة إلا التقارب مع طهران وبدون حساب”.

في الوقت الذي لم يستبعد فيه الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن “تشهد العلاقات المصرية مع إيران قفزة كبيرة إذا تبين أن موضوع سد النهضة الإثيوبي سيُصبِح مجالاً للمزايدة على مصر من طرف دول الخليج”.

وأوضح أن “أصواتًا كثيرة كانت تطالب منذ فترة طويلة بتصحيح مسار العلاقات المصرية الإيرانية، لأنه غير طبيعي وخضع لكثير من الابتزاز من جانب دول الخليج”.

واعتبر أن “تصاعد الدعوات السياسية والإعلامية بالتقارب مع إيران بأنها “مجرد وجهات نظر لبعض الأجهزة الإعلامية أو لبعض الإعلاميين الذين قد يكونون على صلة ببعض الأجهزة الرسمية وقد لا يكونون”.

لكن من الواضح أن هناك حالة غضب شعبية ورسمية بسبب الزيارات التي قام بها عدد مِن المسئولين السعوديين والقطريين لإثيوبيا ولسد النهضة تحديدًا”. ودعا نافعة إلى إجراء حوار استراتيجي بين القاهرة والرياض لتسوية جميع الخلافات لاسيما أن توتر العلاقات لن يصب في مصلحة الطرفين بل قد يعزز من ضعف مواقفهما في أغلب الملفات.

 

 

 

شاهد أيضاً

انتخابات ولاية إشتاير مارك.. اليمين المتطرف يحقق فوزا تاريخيا بنسبة 35.4%

تشير التقديرات الأولية إلى فوز حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف والذي أسسه نازيون سابقون بالانتخابات …