بعد فضيحة حزب “FPÖ” اليمين المتطرّف وخروجة من الإئتلاف الحكومى ، وغروب شمسه إلى الأبد بإذن الله ، الذى كان يقود حملات ممنهجة تستهدف الأقليّات الدينيّة والإثنية والعرقيّة، بما تفيض به من نزعات عنصريّة لا يمكن أن تخلق فضاء خصبا للتعايش والتسامح، لم يكن المسلمون بمعزل عن تداعياته ، حيث طالتهم نعرات الرفض واستهدفتهم خطابات الكراهيّة ، فأضنت مساعيهم في الاندماج، وأثقلت همّهم بمشاكل ظنّوا لوهلة أنّهم في غنى عنها في ظلّ بلدنا النمسا المستنيرة، غير أنّ أصوات الرفض هذه لم تَحُل دون تقديم أمثلة مُناقضة في جانبها السّمح. أمثلةٌ تسعى إلى كسر شوكة التطرف إعلاءً لقيم المحبّة، علّ النمسا تكون خير مثال عليها .
قد نظمت الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا يوم أمس الثلاثاء 21 من مايو حفل افطار رمضاني تحت شعار «نمساوى وبس»
شارك في حفل الأفطارعمدة فيينا الدكتور ميخائيل لودفك ونائب المستشار الجديد السيد ” Dr. Erhard Busek” الذى حل مكان صاحب فضيحة جزيرة ” Ibiza” الأسبانية هاينز كرستيان إشتراخة ، والسادة رؤساء الطوائف الدينية وبعض الوزراء النمساويين وأعضاء من البرلمان النمساوى بجانب أعضاء من برلمان فيينا وعلى رأسهم البرلماني العربى عمر الراوى وعدد من الشخصيات الإسلامية .
وفى كلمة مقتضبة أكد عمدة فيينا على مسامع الحاضرين بالقول – نحن فخورون في النمسا بأن يعيش معنا المسلمون ويشاركوننا نفس الاهتمامات السياسية، ولهم هيئة كبيرة تعبّر عن مصالحهم الدينية والثقافية، إضافة إلى أنّهم يمارسون عقيدتهم بحريّة تامّة
وقال أوميت فورال رئيس الهيئة الإسلامية في كلمته بعد أن رحب بالحضور ـ نحن ضد حظر الحجاب، فالحجاب جزء من ديننا، والسعي لتحقيق مكاسب سياسية من خلال الفتيات المسلمات ليس بالتصرف الإيجابي، كما أنه لن يخدم سياسة الاندماج بأي حال من الأحوال
كما أعرب عن استيائهم من بدء سريان عدد من القوانين في النمسا من شأنها تقييد حريات المسلمين، مشيرًا إلى أن المسلمين بذلك البلد يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، والثالثة.
وأكد فورال إن إقرار مشروع قانون حظر الحجاب بالمدارس الابتدائية “لن يقضي على الكراهية تجاه المسلمين، فنحن نعرف أن هذه الكراهية ليس مصدرها الحجاب أو الصيام، ونعرف أيضًا أن العنصرية ستظل مسيطرة على النمسا، ونحن ضد القمع”.
وشدد على ضرورة أن يقوم كل من يدافعون عن الحريات والقيم الديمقراطية، ببذل مزيد من الجهود من أجل تعزيز الحياة المجتمعية بالنمسا، مشيرًا إلى أن المسلمين هنا جاهزون دائمًا للتعاون من أجل الدفاع عن القيم المشتركة
يشار إلى أن الإسلام يحتلّ مكانة متميزة واعترافاً قانونيا لم يحصل عليه في الدول الأوروبية الأخرى، بحسب الوضع الدستورى في البلاد، أصبحت النمسا بساستها وأحزابها المختلفة تهتمّ بمشاركة المسلمين مناسباتهم الدينية، خاصّة في شهر رمضان الكريم وعيدي الفطر والأضحى، في ظاهرة لم تكن موجودة قبل أكثر من عقد من الزمان.
الجدير بالذكر أن الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا إحدى مؤسسات الدولة المعترف بها ،هي إحدى هيئات الحق العام في النمسا ، ولذلك فهي الجهة التي تمثل المسلمين تجاه الدولة وتجاه الغير، وهي الإدارة الدينية للمسلمين في النمسا. وأهم ما تقوم به الهيئة هو الإشراف المباشر على تعليم مادة الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس الرسمية النمساوية، كما تقوم الهيئة على القضايا الدينية الأخرى مثل تنظيم الدفن وإنشاء المقابر للمسلمين ، كما ترعى الهيئة أيضا المسلمين في السجون،