يورجن كلوب كسر القاعدة.. لماذا يعتبر الفوز على فريق فيه ميسي مهمة مستحيلة؟

كيف يمكنك إيقاف واحدٍ من أعظم اللاعبين على الإطلاق، وأكثر من أحرز أهدافًا في أوروبا هذا الموسم؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الصحافي البريطاني يوجان ماجواير، في تقريره الذي نُشِر على موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، عن المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة الإسباني.

رغم أن هذا هو تمامًا ما فعله يورغن كلوب، مدرب نادي ليفربول واستطاع الفريق التغلب في مباراة أمس الثلاثاء، بأربعة أهداف نظيفة على نظيره برشلونة ضمن مواجهات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

يقول ماجوير إنَّه بالنسبة إلى ليفربول، الفريق الذي يواجه برشلونة مساء اليوم الأربعاء 1 مايو (أيار) في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قد يكون تقليل حجم الضرر الذي يمكن أن يسببه ليونيل ميسي هو السبيل الوحيد للفريق الإنجليزي للحفاظ على حظوظه في التأهل إلى المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي.

أحرز النجم الأرجنتيني 46 هدفًا في 45 مباراةً مع برشلونة هذا الموسم حتى الآن، بالإضافة إلى صناعة 22 هدفًا لزملائه في الفريق الكتالوني.

وسجل ميسي هدف فريقه الوحيد في مباراته الأخيرة أمام ليفانتي السبت الماضي 27 أبريل (نيسان)، وهو الهدف الذي اقتنص به البارسا نقاط المباراة الثلاث، ليُتوج بطلًا للدوري الإسباني للمرة الثامنة في آخر 11 عامًا.

وفي الوقت نفسه، عندما واجه برشلونة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حسم ميسي التأهل لفريقه بهدفين مبكرين على ملعب نو كامب.

يرى ماجواير أنَّ مثل هذا التألق أصبح بمثابة روتينٍ بالنسبة لميسي، الذي سجل – إلى جانب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو – في السنوات الأخيرة أهدافًا بمعدلٍ نادرًا ما شهدته الملاعب من قبل. وعنه قال الإسكتلندي ديفيد مويس، مدرب مانشستر يونايتد الأسبق، إنَّ ميسي هو أفضل لاعبه واجهه في حياته.

وبحسب التقرير، يرى مويس، الذي سبق له العمل في الدوري الإسباني مدربًا لفريق ريال سوسيداد، أنَّه إذا أراد ليفربول إيقاف ميسي، يجب أن يعتمد على خطة جماعية للنجاح في ذلك، وليس خطةً فردية مخصصة لميسي فقط.

وأضاف مويس: «يعتمد الأمر على إخضاع ميسي لرقابةٍ لصيقة، وبأكبر عددٍ ممكن من اللاعبين». لكن إذا لم تُنفذ هذه الرقابة بحكمة، فإنَّها قد تتسبب في ترك مساحاتٍ فارغة يمكن أن يستغلها مهاجمو برشلونة الآخرين حسبما أشار مويس.

إذ تابع مويس: «إذا كانت هناك مساحات ضيقة في الجهة اليسرى من الملعب، ربما تجد لاعبًا آخر ينطلق من الجهة اليمنى. يجب أن تتأكد من انتشار اللاعبين جيدًا وعدم ترك مساحات».

فبجانب ميسي، يُعد كل من المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز ولاعبي الوسط البرازيلي فيليب كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبلي والكرواتي إيفان راكيتيتش، بالإضافة إلى الظهير الأيسر الإسباني خوردي ألبا، من الخيارات التي تشكل قوة هجومية للفريق الكتالوني، حسبما أوضح ماجواير في تقريره.

«ميسي يتطور»

عمل مويس في الدوري الإنجليزي مدربًا لكلٍ من إيفرتون ومانشستر يونايتد وسندرلاند ووست هام، بالإضافة إلى عمله في الدوري الإسباني مدربًا لريال سوسيداد. وبحسب ماجواير، في واحدةٍ من أولى مباريات مويس مع ريال سوسيداد، تمكن من التغلب على برشلونة بهدفٍ نظيف في مباراة شارك بها ميسي مع بداية شوطها الثاني.

وقال ماجواير إنَّه في حين أثار النادي الإنجليزي إعجاب مشجعيه بالأداء الهجومي المذهل في السنوات الأخيرة، تحسن مردوده الدفاعي كثيرًا  هذا الموسم.

إذ يعد ليفربول هو صاحب أقوى دفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، بينما اختير مدافعه الهولندي فيرجيل فان دايك أفضل لاعب في إنجلترا هذا الموسم من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية.

ووصف مويس فان دايك بأنَّه مدافع من طرازٍ عالمي، وسيكون ركيزة أساسية لفريق ليفربول في السنوات الست أو السبع القادمة.

لعب فان دايك في صفوف سيلتيك الإسكتلندي ثلاث سنوات، قبل الانتقال إلى ساوثهامتون الإنجليزي عام 2015، ثم تعاقد معه ليفربول في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي مقابل 97 مليون دولار (75 مليون جنيه إسترليني)، وهي قيمة انتقال قياسية بالنسبة للاعب مدافع.

أثارت قيمة الصفقة دهشة البعض في الأوساط الكروية العالمية، لكن مويس يرى أنَّها صفقة رابحة بالنظر إلى الأداء المميز الذي يقدمه المدافع الهولندي، وحقيقة أنَّ المدافعين المميزين يصعب إيجادهم.

وقال مويس: «إذا أعدناه (فان دايك) إلى ساوثهامتون وأعلن النادي عن بيعه مقابل 97 مليون دولار، ستسعى كل أندية العالم إلى التعاقد معه». ولذا، يشير ماجواير إلى أنَّ جميع محبي كرة القدم العالمية يترقبون المواجهة بين قوة ميسي التي لا يمكن إيقافها ودفاع فان دايك الحديدي.

ورغم أنَّ فان دايك (27 عامًا) واجه برشلونة من قبل مرتين عندما كان لاعبًا في سيلتيك عام 2013، غاب ميسي عن المواجهتين بداعي الإصابة. وأصبح ميسي أكبر سنًا الآن (31 عامًا)، لكنَّ مويس يرى أنَّه يزداد تألقًا مع تقدمه في العمر، ويمثل تهديدًا كبيرًا لأي مدافع.

وقال عن ذلك: «شاهدته من الملعب عندما واجه برشلونة فريق ليون الفرنسي (في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم) وأعتقد أن أداءه تحسن».

وأضاف: «كنتُ أعتقد أنَّه قد لا يكون بالمستوى المعهود، لكنَّني رأيت عكس ذلك في الواقع. كان أكثر تأثيرًا في أسلوب الفريق وكيفية لعبه. بالإضافة إلى الدخول إلى عمق الملعب ليبدأ الهجمات، أدى 15 أو 16 مراوغة، وكانت مهاراته بالكرة مذهلة».

وقال ماجواير: «~إنَّ فان دايك وزملاءه سيكونون على الأرجح مستعدين لمثل هذه المراوغات من ميسي في مباراة اليوم على ملعب الفريق الكتالوني، لكن ما إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء لإيقافه، فهذا أمرٌ آخر».

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …