عند إبلاغي بطلاقي الذي تم غيابيًا قمت بنشر الخبر على صفحة الفيس بوك الخاصة بي فإذا ببعض الكائنات تبهرني بتعليقها وسؤالها الخارق لقدسية لحظة طلاقي واستمتاعي بتحفيل المساندين لي “على النبي حارسه”.
“إنتي إزاى تكتبي إنك اتطلقتي كده قدام الناس كلها” ؟
فصدرت مني ضحكة رقيعة ههههههه و أنا أرد عليهم : زي ما كتبت إني أتجوزت قدام الناس كلها عادي يعني”، ومن هنا أدركت جيدا أنا هناك فيروس مستشري يلتهم المجتمع يجعله متهالك ضعيف البنية ميت اكلينيكيا ومعرض في أي لحظة للموت الفعلي… فالمجتمع مصاب بمرض اسمه “أصلها مطلقة” فأي سيدة تركت زوجها بإرادتها أو رغما عنها تجد من المجتمع ما لذ وطاب من استباحة لها، فتجد الأم الرافضة لتزويج ابنها لمن اختارها وعند سؤالها عن سبب الرفض تقول “اصلها مطلقة”.
هل تعلمون أن هذه الأم ما هي إلا “خنفسة شافت ولادها ماشيين على الحيط قالت لولي وملضوم في خيط” اه والله… تصورت أن ابنها كنز نادر الوجود غزال في عينيها ولا تدري أنه قرد في عيون الناس … هذا العبقري نادر الوجود والله ما هو إلا ذكر من ضمن تعداد ذكور كثر… “فخليه قاعد في حضنك و افرحي بيه”… أصله مايملاش عين “المطلقة” التي فهمت جيدا معنى الرجولة وغير مستعدة على الإطلاق أن تنغمس مرة أخرى في تجربة سلبية مع كائن سلبي لا يمت للرجولة بصلة فتحاط بعائلة عقيمة الروح والقلب والعقل والتفكير.
“ابنك الحلو ده يا حاجة حطيه في علبة بلاستيك واقفليها كويس عشان ميأددش و ابقي خزنيه جنبك في التلاجة ” أصله ميلزمهاش.
هتقضيها معايا … اشمعني؟” أصلها مطلقة”
عزيزى الكائن الهلامى يا من استبحت مساحتي الخاصة وظننت اني “هريل” عليك بعد اول كلمتين هترميهم فسوف أصحابك عادي، ولو انت ارقى قليلا “هنضرب ورقتين عرفي هل تعلم أن:- “المطلقة والله مش محرومة وعادي والله إنها لو عايزة تتجوز هتتجوز تاني مش مضطرة تصاحب ولو ثقفتها بتتماشى مع فكرة الصحوبية وحبت تصاحب مش هتصاحب في السر ولو صاحبت هتنتقي صاحبها ومش هتبص في خلقة واحد جاي يصطاد في المية العكرة اللي شبه وشه”.
“المطلقة” لا تعجب بأي رجل بسهولة “أصل النبي حارسه بيبقى قفلها من الصنف فلما يهفها الشوق بتبقى اتعلمت تختار بتنتقي بتدور على سلالة نقية بتبقى عايزة تعدل نفسها اللي غمت عليها وماعت من النبي حارسه فعمرها ما هتاخد حاجة نص لبة تاني”!.
هي بتتأمر ليه على العرسان … عايزة تفضل كده على حل شعرها “أصلها مطلقة”
طيب يا ست يا قرشانة و ياراجل في ثوب نساء… الست المطلقة تتأمر وتحط رجل على رجل كمان ومش مضطرة تقبل بزوج ظروفه مش مناسبة أو سنه كبير أو متزوج لمجرد إنها مطلقة
أصل المطلقة اتطلقت عشان كانت بترفض واقع مش عاجبها سابت زوج وبيت وحياة كاملة عشان تتحرر عشان تعيش عيشة فيها شئ من الراحة والسكينة والسلام فمش منطقي إنها تسيب النقرة عشان تقع في دحديرة لو راحت للدحديرة برجليها يبقى مشكوك بصراحة في قواها العقلية
المطلقة تركت ما مضى لتختار بكامل إرادتها ما هو آت فالمطلقة لا ترى سوى الرجال لا تلتفت لأنصافهم و لا تقبل بقليلهم.
ديه خطافة رجالة “أصلها مطلقة”
حبيبتي اللي خايفة على جوزك وفاكرة إن الستات بتتخانق عليه هل تعلمي إنه كائن حي من لحم و دم هو مش محفظة أو نضارة شمس عشان يتخطف !
هل تعلمي أنه إذا ذهب لغيرك فهناك احتمالين لا ثالث لهما إما هو بطبعه بصباص مبيشبعش إما إنتي ياحبة عيني مش مالية عينه أصلا ولو حطينا احتمال ثالث فيهكون إنه بيجمع ما بين إنه بصباص جعان مبيشبعش وما بين انك منكدة عليه عيشته ومش مالية عينه فطفش منك واعتقد في ال3 احتمالات ده مش راجل أصلا يتبصله فيبقى سيادتك خايفة على ايه.
صدقيني ياسيدتي “المطلقة ماشية بمبدأ لو كان خير مكنش رماه الطير، فإطمئني ياعزيزتي زوجك خارج تدبير المؤامرة الكونية و لو لازلتي قلقة بشأن احتمالية خطفه” فممكن اقترح عليكي تجيبي طوق وسلسلة واربطيه “.
عمرها ما هتنجح في جواز تاني “اصلها مطلقة”
هل تعلمون يامن تحكمون بذلك … أن كل” مطلقة “هي “طليقة رجل” يطلق عليه أيضا لقب “مطلق” فهي ليست كائن احادي الاتجاه ظهر شيطاني كده.
اه والله تصدقوا … المطلقة اتطلقت عشان كان معاها كائن غالبا مش راجل كان هو سبب الفشل فقوم ايه بقى تشيل هي ليلة الفشل اللي فات وكمان اللي جاي والكائن” المطلق” برئ لا حول له ولا قوة.
المطلقة لا تلجأ للطلاق إلا إذا يئست من الحياة مع الشريك … عندما ترى أنه مستقبل مفقود وفشل لا ترغب في معايشته و بالتالي عندما تقبل مرة أخرى على تجربة جديدة ستتحرى كل سبل النجاح وستترك الفشل خلفها لك وحدك.
كل ما سبق هي مجرد أمثلة ليست على سبيل الحصر لما تتعرض له المرأة المطلقة من نظرة دونية واستباحة لحقها في الحياة مرة أخرى فرغم أن الفرق الوحيد بين “مطلق” و “مطلقة” هو التاء المربوطة إلا أن ما تعانيه المرأة وما تتحداه وتتخطاه في المجتمع الكثير والكثير
وفوق ذلك تحرم من حقها في مجرد البوح والتعبير عن ذاتها وعن مشاكلها ومعاناتها ويفرض عليها القيود، واذا حاربت هذه القيود اتهمت في سمعتها و شرفها لاسكاتها. !
ما تتعرض له المرأة المطلقة يتلخص في مراهنة الرجل على ظلمها وقهرها ولي ذراعها بجعلها موصومة بلقب الطلاق فيحضرني حديث إحدى المقربات مني التي قالت لي أن طليقها كان يهددها بالطلاق لسماع كلامه كان يعلم أنها لا ترغب أن تكون مطلقة … فكان يقهرها بتهديده لها بأن بيده كل شئ وهي لا يوجد لديها سوى “الولولة” على حد قوله .
حيث قال لها : “إنتى آخرك تولولي”.
فجلست بمنتهى الهدوء وأخذت وضعية الهجوم : “وفرجت عليه وعلى أهله وعلى اللي جابوا أهله وعلى اللي اتشددله أمة لا إله إلا الله ” وفي قول آخر ” فضحته فضيحة اللحمة في السوق”
فأخذ هو يولول و يولول ثم يولول و مازال يولول وسوف يولول لقدر لا بأس به من الزمن ….
فيا مجمتعي العزيز و يارجال هذا المجتمع لا يغركم سكوت المرأة ولا تستهينوا بحزنها أو”على رأي صاحبنا ولولتها” فقد تكون هذه الولولة الصرخة التي تحيي الموتى و توقظ النيام!