من ثورة 11/11 إلى 12/12 .. «جياع ثم غلابة وشحاتين».. من وراء هذة الدعوات!

reviltion

 

لم تكد شرارة دعوات ما تسمى بثورة “الغلابة” 11/11 تنطفئ إلا وظهرت آخري مماثلة تحمل نفس المعنى والمغزى الظاهر أطلق عليها ثورة “الشحاتين” وحدد لها موعد 12/12 بعد شهر من الفشل الذريع للأولى والتي بدت وكأنها “ضجيج بلا طحين” إذ بدت الشوارع خاليه إلا من بعض الفعاليات بعدة مناطق متفرقة بالمحافظات.

ثورة الجياع

الدعوات المذكورة أعلاه ليست جديدة فهي مستقاة من الدعوات الأم الضبابية التي يروج لها المعارضة وفي القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين منذ فترة، وزاد الحديث عنها بالتحديد عقب أحداث 3 يوليو، وأطلق عليها اسم ثورة “الجياع” والتي بات الجميع مسلم لها ومنتظر وقوعها وكأنها أمرًا مسلمًا.

هدف الدعوات

الهدف الظاهر وراء كل هذه الدعوات هي “سياسية واقتصادية” وفيما يخص الأولى “هو إسقاط النظام ومحاسبة رموزه، وإشعال فتيل الثورة وفتح الباب لثورة علي الفسدة المجرمين”، أما ما يتعلق بالهدف الثاني “رفض الإجراءات الاقتصادية الأخيرة للنظام والاعتراض على ارتفاع الأسعار الذي تزامن مع الموافقة على شروط البنك الدولي لإقراض مصر 12 مليار دولار.

الدعوات ضجيج بلا طحين

المتتابع للمشهد يرى أن أغلب هذه الدعوات غالبا ما تكون ضجيج بلا طحين رغم الضجيج الذي يصحب تلك الحركة التي في الغالب مجهولة المصدر، إلا أنه بحسب قيادات بالتيار الإسلامي ومعارضين- فقد فشلت مثل هذه الدعوات فشلا ذريعا ولم تحقق شيء من بين أهدافها المتعددة. وفي الغالب تخفق هذه الدعوات في جذب المواطن للنزول في الشوارع والميادين وهو ما بدى وأضحا فيما تسمى بـ”ثورة الغلابة”.

ثورة الشحاتين

وبعد “الغلابة” سارت أنباء أخرى عن ثورة أطلقوا عليها اسم “شحاتين” وحددوا موعدها 12/12، جاء ذلك بعد الآمال المخيبة لمظاهرات 11/11. وقالت الحركة على صفحتها الرسمية ” انتظرونا ١٢/١٢ في ثورة الشحاتين”، ليعلق أحد النشطاء بقوله: “منجحناش في ثورة ١١/١١ بس إن شاء الله هنعوض في الفاينل ١٢/١2 هنعمل حاجه كتير”.

العصيان المدنى 

يأتي هذا كله بالتزامن مع دعوات آخر للعصيان المدني، لرفض ارتفاع أسعار المحروقات والمواصلات، وتبنى الدعوة محسوبين على التيار الإسلامي مثل حزب الأصالة، والمجلس الثوري المصري ومن على غرارهما. مناشدين بالامتناع عن العمل أو دفع فواتير غاز أو كهرباء ومياه.

من وراء الدعوات؟ 

التوصل لحقيقة هذه الدعوات ومن ورائها، هل النظام لإنهاك المواطنين وإفشال روح التظاهر وتفريغها من معناها وتحقيق مصالح وأهداف من ورائها مثل تنفيس من قبل النظام على المواطنين، أو ورائها المعارضة وجماعة الإخوان لإنهاك النظام وقوى الأمن؟ أم ورائها طرف ثالث وتخطيط خارجي لإحداث فوضى من أجل تركيع مصر.

كائنات فضائية وراء الدعوات

السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق يقول إن “هناك كائنات فضائية لا يعلمها الشعب تعد لهذه الثورات على اتصال مع الأجهزة الأمنية من أجل إنهاك المواطن وتخويفه ، وسيحدث بعد دعوات 12/12 دعوات أخرى 13/13 لنفس الهدف ومن نفس الجهات”.

الأجهزة الأمنية

وأضاف مرزوق أن هذه الدعوات ما هي إلا دعوات لقيطة ورائها الأجهزة الأمنية أو جهة ما داخل الدولة والتي لم يعد لديها ما يشغلها، قائلا:” بدلا من محاربة الإرهاب والانشغال بمعاناة المواطن تفرغوا لأفعال فاضحة كشفت عن نواياهم في سفك دماء جديدة وهذا ما أكده الانتشار والتكثيف الأمني الغير مسبوق في كافة محافظات الجمهورية لمظاهرات 11 /11 الأمنية”.

اتفق معه  أمين اسكندر الكاتب السياسي والقيادي بحزب الكرامة الذي رجح أنه يكون الأمن وراء مثل هذه الدعوات، موضحًا أنهم يلعبون على فقر المواطن وهو ما سيؤدي في وقت ما أن تنقلب عليهم، قائلا إن “فشل هذه المظاهرات على أرض الواقع ليس معناه رضا الناس عن النظام القائم إنما هو الوقت الذي لم يحن”.

هدف النظام من 11/11

وأشار إلى أن اختيار توقيت تظاهرات 11/ 11 الماضية كان اختيار من قبل الأمن تم بعناية ودقة لهدف معين وتمهيدا لما حدث من  تحرير صرف سعر الجنيه أمام الدولار وزيادة سعر المحروقات البترولية.

وتابع:” الشباب والنخب السياسية كانت أذكى من الانصياع خلف دعوات مشبوهة من قبل أجهزة أمنية لا تريد  من ورائها إلا إرهاب الناس وسفك دماء جديدة ؛ لكن أقول لهم أن الثورات تأتي فجأة بغير ميعاد وسينقلب السحر على الساحر عما قريب”.

الإخوان وراء الدعوات 

لكن رجح ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشورى المصري السابق، أن تكون جماعة الإخوان هي من وراء هذه الدعوات رغم أنها مجهولة النسب وليس لها  أب شرعي أو تنظيم يرعاها ولم تعلن الجماعة مسؤوليتها عنها؛ لكنها تجيد القفز في التوقيت المناسب وتوجهها لخدمة أهدافها- حسب قوله.

وأوضح الشهابي أن هذه الدعوات تعد لعبة خطرة  والاستمرار فيها قد يقلب السحر على الساحر، مؤكدا أن الشعارات المرفوعة من الممكن أن تجذب الغاضبين من سياسات الحكومة.

ووجه رئيس حزب الغد نصيحة لمن يلعبوها وأطلقوا فى 11/11 قائلا: “لا تتمادوا فيها فهى تشكل خطر على الأمن القومي للبلاد ومعظم النار من مستصغر الشرر ولا يغرنك ما حدث فى 11/11 فالوطن لا يحتمل تلك الممارسات الضارة”.

الغلاء وراء الدعوات

وأرجأ اسكندر في تصريح أن سبب ذلك للوضع الاقتصادي، مؤكدًا أن ذلك يعد دليل على ضجر المواطن من الغلاء الذي أصبح يضرب كل شيء  قائلا:” الناس بالفعل أصبحت قريبة من التسول”؛ وذلك بسبب السياسات التي يتخذها النظام السياسي القائم.

هناك 10 آليات تستخدمها الأنظمة لتحريك هذه الدعوات منها التشتيت والإلهاء

وفي سياق متصل رأى الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن هذه الدعوات التي انتشرت مؤخرا لها علاقة  باستراتيجيات أنظمة الحكم الاستبدادي، موضحا أن هناك 10 آليات تستخدمها تلك الأنظمة أهمهما التشتيت والإلهاء.

وأضاف دراج أن هذه الدعوات لها طابع أمني كبير و من سيناريوهات امتصاص شحنات الغضب لدى المواطن وتغيير توجهات الرأي العام  من السياسات التي يتخذها النظام ، كما أن الهدف هو تشتيت فكر الناس وتغييبهم  بعيدا عن فكرة موحدة للتكاتف حولها وإنجاحها، وذلك ليكون في النهر الآمن، متابعا:” بهذه الطريقة الدولة توقع نفسها في أزمات اقتصادية وذلك بسبب انعدام الثقة في الاقتصاد”.

الوضع صعب و مرتبك ولا يوجد أي معلومة حقيقية ملموسة تبني عليها

وفي هذا الإطار يقول محمد نبيل، القيادي بحركة 6 إبريل، إنه يجهل مصدر الدعوات، مشيرًا إلي أن الوضع الآن صعب و مرتبك ولا يوجد أي معلومة حقيقية ملموسة تبني عليها. وفيما يخص افتقاد المظاهرات قيمتها، قال نبيل لـ”المصريون”: “لنكون واقعيين ليس هناك أي مظاهرات حقيقية منذ فترة طويلة بغض النظر عن مظاهرات نيران وصنافير”، موضحًا أن الشعب منهك ولم يستوعب بعد هذه القرارات. وردًا على من يدعي أن هذه الدعوات ورائها النظام قال “معنديش فكرة الحقيقة” .

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …