انتخابات إسرائيل: خارطة الأحزاب والحكومة القادمة

تشهد الساحة السياسية في إسرائيل انتخابات برلمانية مبكرة سوف تجري يوم الثلاثاء  الموافق ٩ أبريل ٢٠١٩م. والتي كان من المفترض أن تجرى في نوفمبر ٢٠١٩م. وذلك بسبب الخلافات التي دارت بين حزب الليكود اليميني مع الأحزاب الدينية حول قانون التجنيد الذي يستثنى اليهود الأرثوذوكس من أداء الخدمة العسكرية. فضلا عن بعض المتغيرات الداخلية، خاصة قضايا الفساد الموجه ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي (بنيامين نتنياهو). فقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي، نشرتها قناة “كان” للتليفزيون الإسرائيلي، أن ١٦٪ من أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل قالوا إن قرار المستشار القانوني للحكومة “افيحاى مندلبيت” بشأن ملفات الفساد المنسوبة لنتنياهو سوف تؤثر في تصويتهم. وستحاول هذه الورقة توقع نتائج الانتخابات القادمة، من أجل استشراف شكل الحكومة الإسرائيلية لفترة أربع سنوات قادمة. و لقراءة المشهد الانتخابي في إسرائيلي وجب توضيح خارطة الأحزاب الاسرائيلية المشاركة في الانتخابات البرلمانية ( الكنيست).

خارطة الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات

أولاً- الأحزاب اليمينية.

1- حزب “الليكود”:

حزب سياسي إسرائيلي، يؤمن بفكرة “إسرائيل الكبرى”، و”خصوصية الأمة اليهودية وضرورة استلهام وإحياء تراثها”. وقد تشكل الحزب عام 1973م، من تكتل يميني قاده رئيس الوزراء الاسبق “مناحم بيغن”، وقد نجح الحزب في تشكيل أول حكومة عام 1977م. ويتزعمه حاليا رئيس الوزراء الحالي ” بنيامين نتنياهو”. ويعتبر حزب الليكود أكبر حزب يميني في إسرائيل. وتشير التوقعات إلى أن عدد المقاعد التي سيفوز بها 29 مقعداً. ويتبني حزب الليكود رؤية قائمة على السياسات الأمنية المتشددة، تجاه القضايا الخلافية. وتحديداً تلك المتعلقة بإيران وسوريا ولبنان و غزة و سيناء.

2- حزب اليمين الجديد:

تأسس في ديسمبر عام 2018م، بعد انسحاب وزير التربية والتعليم الحالي في حكومة نتياهو ” نفتالي بينيت ” من حزب “اسرائيل بيتنا”. وإجراؤه تعاون مع وزيرة العدل الحالية “ايليت شاكد”.  وتظهر استطلاعات الرأي في الوقت الحالي أن الحزب سيفوز بستة مقاعد.

3- الاتحاد اليميني:

بزعامة الحاخام “رافي بيريتس”؛ و تشير التوقعات إلى فوز هذا الحزب الديني القومي بسبعة مقاعد. وهو أبرز الكيانات السياسية الممثلة للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. ويرفض الحزب فكرة قيام دولة فلسطينية. ويشدد على صلات إسرائيل التوراتية والدينية بالأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. ويضم الاتحاد حزب القوة اليهودية الديني القومي المتطرف الذي يضم في عضويته تلاميذ الحاخام “مئير كاهانا” الذي كان ينادي بنقل العرب المقيمين في الأراضي المحتلة عام 1948م، إلى دول عربية مجاورة وحظر زواج اليهود من العرب

4- إسرائيل بيتنا:

بزعامة “أفيجدور ليبرمان”، ومن المتوقع أن يحصل الحزب على خمسة مقاعد فقط. هذا في حال نجاحه من الوصول إلى نسبة الحسم.

5- حزب التوراة اليهودي المتحد:

بزعامة “يعقوب ليتزمان”، وهو حزب يمثل يهود الحريديم الأرثوذكس المتطرفين المنحدرين من أصول أوروبية ومن المتوقع أن يفوز بستة أو سبعة مقاعد في الكنيست.

6- حزب شاس:

بزعامة وزير الداخلية “ارييه درعي”، واسمه بالكامل اتحاد السفارديم حراس التوراة، متحالف مع حزب التوراة اليهودي المتحد. وتقول استطلاعات الرأي إنه سيفوز بخمسة أو ستة مقاعد في البرلمان.

ثانياً- الأحزاب اليسارية :

1-  حزب “أزرق أبيض”:

بزعامة قائد الجيش السابق “بيني غانتس”. بالتحالف مع موشية يعلون وزير المالية السابق، و “يائير لابيد” الذي ينتمي الى الحزب الوسطي. ومن المتوقع أن يبلغ عدد المقاعد التي يفوز بها حزبه 31 مقعدا. ويتبني هذا الحزب رؤية قائمة على منح تسهيلات وتنازلات لصالح الفلسطينيين، على ان لا تقام لهم دولة.

2- حزب العمل:

بزعامة “آفي جاباي” وهو حزب يساري قديم ومن المتوقع ان يحصل على عشر مقاعد في الانتخابات القادمة. وقد شدد الحزب في حملته الانتخابية على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وفي الوقت نفسه السعي لتحقيق السلام وحل الدولتين مع الفلسطينيين.

3- حزب “ميرتس ” :

بزعامة “تمار زاندبرج”، من المتوقع أن يفوز هذا الحزب اليساري بخمسة أو ستة مقاعد في الكنيست. ولم يشارك الحزب في أي حكومة ائتلافية في العقدين الأخيرين. وهو يتمتع بشعبية في أوساط الإسرائيليين الليبراليين من الطبقة المتوسطة وينادي الحزب بحل الدولتين مع الفلسطينيين

وعليه نستطيع أن نصل الى خلاصة مفادها أن الأحزاب اليمينية الإسرائيلية من الممكن أن تحصل ما بين (53 – 61 مقعدا) وفقا لاستطلاعات الرأي. مقابل حصول الأحزاب اليسارية ما بين ( 46-50 مقعدا). وهي نتيجة تشير إلى ثلاث احتمالات:

الاحتمال الأول – تشكيل حكومة ائتلاف:

تتكون من الحزبين الكبيرين ( الليكود) اليميني، و (أزرق أبيض) اليساري. بعد أن يفشلا في تشكيل حكومة بشكل منفرد. ومن المتوقع أن تأخذ الحكومة الائتلافية إحدى هذه التشكيلات، (حكومة برئاسة نتنياهو على ان يكون غانتس وزيرا للدفاع)، أو (حكومة تناوبية على الرئاسة بين نتنياهو وغانتيس)، أو (حكومة برئاسة غانيتس على ان يكون نتنياهو وزيرا للمالية).

الاحتمال الثاني – حكومة يمينية:

برئاسة بنيامين نتنياهو وذلك من خلال فوز حزب الليكود بالأغلبية، الى جانب نجاحه في تشكيل حكومة بالتعاون مع الأحزاب اليمينية. ومن المتوقع أن تكون حكومة استيطانية بالدرجة الأولى

الاحتمال الثالث – حكومة يسارية :

برئاسة غانتس، وقد تتشكل هذه الحكومة في حال استفادت تكتل أبيض أزرق، من الأحزاب التي يمكن تسميتها ” رمانة الميزان” في جولة الانتخابات القادمة. والتي تتكون من ثلاثة أحزاب. الأول هو حزب “زيهوت” بزعامة موشي فيلجن، المتوقع حصوله على خمس مقاعد. وعلى الرغم من أنه حزبا دينيا قوميا متطرفا الا انه أقرب في رؤيته الاستراتيجية الى الاحزاب اليسارية وتحديدا مع قائد الجيش السابق غانتس. والثاني هو حزب كولانو (كلنا) بزعامة وزير المالية موشي كاحلون: وهو حزب يطرح نفسه كحزب يميني معتدل وقد ركز حملته على القضايا الاجتماعية والاقتصادية. أما الثالث الأحزاب العربية والتي تتكون من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أيمن عودة وأحمد الطيبي. ومن المتوقع أن يفوز بسبعة أو ثمانية مقاعد في الكنيست. ويستمد هذا الحزب الاشتراكي اليهودي العربي معظم شعبيته بين الناخبين من العرب الذين يمثلون 20 في المئة من سكان إسرائيل. وحزب القائمة العربية الموحدة-التجمع الوطني الديمقراطي – بزعامة عباس منصور، وتشير التوقعات إلى أنه سيفوز بأربعة مقاعد وتمثل قياداته مزيجا من القوميين العرب والإسلاميين. ويصف نفسه بأنه حركة ديمقراطية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية

خلاصة:

بات من شبه المؤكد أن حزب الليكود هو أكثر الأحزاب استقرارا في إسرائيل. وأن المجتمع الاسرائيلي يتجه أكثر نحو التطرف اليميني. بينما الأحزاب الأخرى سواء كانت علمانية أو ليبرالية أو قومية أو دينية يمكن وصفها بأنها أحزاب “مصلحية” من المتوقع ان تتفكك بكل سهولة. خصوصا في حال فشلها في جولة الانتخابات القادمة. لذا فإن فرصة تشكيل حزب الليكود برئاسة نتنياهو الحكومة القادمة هو الاحتمال الأقوى. سواء كان ذلك منفردا أو بشراكة مع أحزاب أخرى 

شاهد أيضاً

بالصور – تعرف على بنك أهداف نتنياهو داخل إسرا؟؟ئيل الذين انقلب عليهم

لا يقتصر “بنك الأهداف” على الفلسطينيين فقط عند بنيامين نتنياهو، فالعديد من المسؤولين الإسرائيليين أيضاً …