في الوقت الذي تعاني فيه مصر من ندرة في الكفاءات العلمية، يوجد الكثير من العلماء المصريين بالخارج الذين نجحوا في تحقيق طفرة علمية ونهضة كبيرة في الدول المقيمين بها، ما أثار التساؤل حول أسباب عدم الاستفادة من هؤلاء، خاصة في ظل صدور قرار رئاسي في 6 سبتمبر 2014، بتشكيل “مجلس علماء وخبراء مصر”؟
ومن بين هؤلاء: المهندس هاني عازر
المشرف على بناء محطة قطارات العاصمة الألمانية، بعد أن فشل المهندسون الألمان في تنفيذها ومواجهة مشاكل التربة على مدار 7سنوات. ويشغل عازر منصب كبير المهندسين لمحطة قطارات ليرتربانهوف في برلين، وهى أكبر محطة قطارات في أوروبا.
المهندس هاني النقراشي
عضو مؤسس لجمعية رجال الأعمال المصريين في ألمانيا وعضو الاتحاد العام للمصريين بالخارج، وعضو جمعية العلماء الألمانية (VDW FFVGDK) ورئيس مجلس الأمناء لمؤسسة تقنية الصحراء ديزرتك.
المهندس إبراهيم سمك
أحد رواد قطاع الطاقة النظيفة في الاتحاد الأوروبي، والمشرف على مشروع تصدير الطاقة الشمسية من شمال أفريقيا إلى أوروبا، تم اختياره كأفضل أفريقي في ألمانيا عام 2009، قام بتنفيذ أطول شارع مضاء بالطاقة الشمسية في ألمانيا عام 1993.
الدكتور فاروق الباز
مدير مركز أبحاث الفضاء ومؤسس مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وهو مشرف التخطيط للدراسات القمرية.
الدكتور نبيل أحمد يوسف
خبير هندسة البناء وعضو العديد من الجمعيات الهندسية الألمانية المتخصصة، عمل باحثاً في قسم فيزياء البناء والهندسة الهيكلية بجامعة برلين التكنولوجية، ثم خبيرا معتمدا في مجال الحماية من الحرائق، وأستاذا في فيزياء البناء وإعادة تأهيل الهياكل في جامعة هانوفر الألمانية منذ عام 2007.
الدكتور فيكتور أوجست رزق الله
يلقبه الألمان بالفرعون المصري، هو أول أجنبي يحصل على منصب عميد كلية الهندسة بجامعة هانوفر، وأصبح نقيبا لمهندسي ألمانيا لدورتين متتاليين، ومصمم أكبر ميناء للحاويات في العالم.
الدكتور نبيل فؤاد جريس
أحد المختصين بإدخال المواد المركبة من ألياف الكربون في مجال الهندسة الهيكلية، وحصل على عدة أوسمة وجوائز تقديرية في مجال الهندسة، وشغل منصبي عميد كلية هندسة لورانس للتكنولوجيا بجامعة ساوثفيلد بالولايات المتحدة.
الدكتورة ميرفت أبو بكر
تمتلك خبرة علمية كبيرة في مجال التعليم، وأعدت مناهج مدارس النيل المصرية كنواة لنظام جديد للتعليم قبل الجامعي في مصر بالاتفاق مع جامعة كمبريدج البريطانية، وهى صاحبة التصور الأصلي لمشروع كادر المعلم.
الدكتور محمد على العريان
أحد عمالقة خبراء الاستثمار الذين صعد نجمهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأدار كبرى شركات إدارة الأصول في العالم، فعمل رئيساً تنفيذيا في مؤسسة “بيمكو” الاستثمارية العالمية.
لم تقتصر القائمة فقط على هؤلاء العلماء المهاجرين خارج مصر، بل هناك المئات من العلماء الأكفاء الذين مازالوا يمدون الدول الأخرى بخبراتهم الفائقة، في الوقت الذي تتجاهل فيه الحكومة هؤلاء.
وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارًا جمهوريًا بتشكيل مجلس استشاري من كبار علماء وخبراء مصر، ممن أثروا الواقع المصري والدولي بخبراتهم وإبداعاتهم الفكرية، كل في مجاله.
وقال الدكتور عمار علي حسن، المفكر السياسي، إن “الرئيس السيسي عندما أصدر قرارًا بتشكيل مجلس يضم خبراء العالم، أراد بذلك تحقيق شو إعلامي فقط”، واصفًا هذه المجالس بأنها “ديكورية فقط ولم تتمكن من تقديم أي شيء لعدم توفير المناخ المناسب لها”.
وأوضح عمار أن “الحكومة اعتادت اختيار المسئولين ليس على أساس الكفاءة والخبرة، ولكن يتم الاختيار بناء على التقارير التي تقدمها الأجهزة الأمنية للحكومة”.
في حين أشار إلى أن “العلماء الذين يحملون جنسية أخرى بجانب الجنسية المصرية تثير الدولة حولهم الشكوك، لذا لا تتم الاستعانة بهم”.
وتابع: “أيضا الاختيار بناء على العلاقات والمحسوبية والانتماء لمؤسسات معينة كالمؤسسة العسكرية أو القضائية، أو من له علاقات واسعة”.
واستطرد: “العلماء أصحاب الإنجازات بالخارج لو تمت الاستعانة بهم لن ينجحوا؛ نظرًا لأنهم يعيشون في بيئة توفر لهم الإمكانيات للنجاح، مضيفا أنهم إذا جاءوا لمصر سيجدون بيئة اقتصادية وسياسية وعلمية مختلفة”.
واستدرك: “يجب على الدولة أن تساعد الخبرات الموجودة بالداخل حتى لا يهاجرون ونفقد العلماء بالداخل والخارج معا”.
في السياق ذاته، قال حسين عبد الرازق، القيادي البارز بحزب “التجمع”: “النظام الحالي غير رشيد ولا يستطيع إدارة البلاد بشكل صحيح وليس لديه سياسات واضحة لحل الأزمات، ولا يشجع هؤلاء العلماء للعودة لمصر للاستفادة من خبراتهم المختلفة”.
وأوضح عبد الرازق أن “الدولة لا توفر السبل والإمكانيات والمناخ المناسب لهؤلاء العلماء، لمواصلة مسيرتهم العلمية في مصر”.
وأكد أن “الدولة إذا لم توفر لهؤلاء العلماء كل هذا، فلن يفكر أي عالم أو أستاذ جامعة في العودة لمصر مرة أخرى”.
وأشار إلى أن “الدول الأخرى توفر لهؤلاء العلماء الإمكانيات والمناخ الذي يمكنهم من مواصلة مسيرتهم، مما يساعدهم على تقديم العديد من الاكتشافات الجديدة وإنجاز العديد من الأبحاث التي تساعد على نهضة الدول التي يعيشون فيها”.