سؤال الساعة : لماذا تتقلص شعبية أردوغان في المدن الكبرى بتركيا؟

ظهر الأمر في الأيام الماضية على النحو التالي: تراجعٌ مُدوٍّ ربما يهدد مسيرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يحكم بلاده منذ 16 عامًا؛ فبلدية إسطنبول ـ موطن صعوده السياسيّ ـ التي رأسها عام 1994، كانت سببًا مباشرًا في صعوده لرئاسة الوزراء في الانتخابات البرلمانية عام 2002، ومنذ 25 عامًا بقيت تلك البلدة الأكبر والأهم في البلاد تحت سيطرة «حزب العدالة والتنمية»، قبل أن تعلن المعارضة أنه فقدها خلال الانتخابات المحلية الأخيرة ضمن بلدات أخرى مؤثرة (أنطاكيا، وأزمير، وأنقرة) ضمن ثماني بلدات أخرى بما مجموع الخسارة 12 بلدةً.

لكن اليوم جد جديد؛ إذ بدأت إعادة فرز الأصوات، وبدأ مرشح العدالة والتنمية، بن علي يلدرم، في حصد المزيد من الأصوات كما تشير بعض المصادر؛ مما قد يغير تجاه الأمور، لكن يظل الأمر جليًا رغم ذلك أن شعبية أردوغان والعدالة والتنمية ليست بنفس قوتها داخل المدن الكبرى في تركيا كما كانت من قبل.

النتيجة الأولى التي صدمت الرئيس التركي تسبق حدثًا فاصلًا، فعام 2023 الذي يشهد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معًا، يتزامن مع الذكرى المؤية لتأسيس تركيا الحديثة، وهي المحطة الأخيرة الفاصلة التي ربما ستنهي الإرث العلماني التركي في حال فاز أردوغان، كما وعد، أو ربما قد تنهي مسيرة حزبه بوصول كمال أتاتورك جديد إلى الحُكم.

هذا التقرير يوضح لك لماذا تقلّصت شعبية أردوغان بحسب – نتائج الصناديق حتى اللحظة – في المدن الكبرى بتركيا.

نظرية «فوكوياما»: المدن الكبرى تنتفض ضد «ديموقراطية السود»

مثّلت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات، تقدمًا ملحوظًا لحزب الشعب الجمهوري المعارض على حزب العدالة والتنمية في المدن الكبرى التي خسرها لاحقًا، واللافت أنّ الانتخابات البلدية السابقة في عام 2014، شهدت فوز الحزب الحاكم ببلدية أنقرة الكبرى بفارق 1٪ فقط، وهو العام نفسه الذي انتزع مدينة أنطاكيا التي كانت حكرًا على القوميين والعلمانيين لعقود، قبل أن تسقط هذه المرة من أردوغان.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …