لبناني يهودي يبني ناطحة سحاب خالية من المكاتب والشقق

جوزف يعقوب صفرا، لبناني ولد قبل 81 سنة في بيروت، وهاجر مع عائلته اليهودية منها في 1952 إلى البرازيل الحامل جنسيتها أيضاً، حصل أمس الثلاثاء على إذن ببناء أعلى ناطحة سحاب في لندن، صممها البريطاني الشهير، السير نورمان فوستر، لتكون جارة لأخرى من المكاتب ومن تصميم “فوستر” أيضاً، واشتراها صفرا في 2014 بأكثر من 948 مليون دولار، هي الشهيرة باسم Gherkin أو “الخيار المكبوس” المكونة من 40 طابقاً، ارتفاعها 180 متراً.

أما الجديدة التي سيبدأ بناؤها العام المقبل وينتهي بعد 5 أعوام، فأغرب ما فيها أنها ستكون خالية من الشقق والمكاتب، بحسب ما يمكن استنتاجه من مواصفات الناطحة الحاملة اسم Tulip لشبه تصميمها بالزهرة الشهيرة، وهي بارتفاع 305 أمتار، أي تقريباً كما ناطحة Shard الأعلى حالياً ببريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، على حد ما قرأت “العربية.نت” بوسائل إعلام بريطانية أتت أمس واليوم على خبرها، وملخصه أنها تلامس السحب كغيرها من الناطحات، لكنها مختلفة، لأنها سياحية وتعليمية ثقافية وللفعاليات المتنوعة فقط، ويتوقعون أن يزورها مليون و200 ألف سنوياً، وينفقون في داخلها ملايين بالمئات، تكون برأي بناتها أفضل من جعلها للشقق ولمكاتب.

جوزيف صفرا وزوجته فيكي سرفاتي

ناطحة “توليب” ستجذب إليها الراغبين بالنظر إلى لندن من قمة برجها الرئيسي، أو للتجول في ممراتها الزجاجية وارتياد ما فيها من مقاهٍ ومطاعم ومتاجر ومراكز للترفيه النهاري والليلي البريء، ومعظمها يمكن بلوغه عبر جسور من زجاج صلب مقوّى، طبقاٍ لما نرى في الفيديو المعروض أدناه. كما فيها حجرات من زجاج بلوري تدور بمن فيها دورات بانورامية، وتحتوي الناطحة أيضاٍ على مساحات تعليمية يرتادها أكثر من 20 ألف تلميذ، ويفيدون منها مجاناٍ، إلى جانب استضافة قاعات في برجها لفعاليات ثقافية وفنية مميزة، كالناطحة نفسها.

وقضى أدمون صفرا محترقاً


أما عن صفرا، المعروف بأنه من أبرز الممولين للجامعة الأميركية في بيروت، فمصنّف الآن كأغنى من يحمل جنسية عربية، إلى جانب البرازيلية، وأغنى مصرفي بالعالم، كما والأغنى للمرة الخامسة في البرازيل، وفق لائحة أصدرتها مجلة Forbes الأميركية في فبراير الماضي، واحتل فيها الدرجة 31 عالمياً، بثروة من 24 ملياراً و600 مليون دولار، وهو وفق ما قرأت “العربية.نت” بسيرته، رئيس مجموعة Safra Group المالكة بنك صفرا الوطني بنيويورك، وآخر بالاسم نفسه في سان باولو، هو التاسع بالبرازيل، كما تملك المجموعة Bank J. Safra Sarasin بسويسرا، إضافة إلى مؤسسات مالية وتجارية متنوعة في العالم، مع عقارات مهمة، منها جزء من المبنى الشهير باسم 660 Madison Avenue في منهاتن بنيويورك، واشترته المجموعة بأكثر من 285 مليوناً من الدولارات قبل 7 أعوام.

وصفرا، المصر على الاحتفاظ بجنسيته اللبنانية، هو أحد 8 أبناء لأبويه يعقوب واستير، المولودين زمن السلطة العثمانية في مدينة حلب بالشمال السوري، واكتوى هو وإخوته بمحنة دموية انتشر خبرها منذ 20 سنة في معظم وسائل الإعلام العالمية، فقد كان شقيقه ادمون، وهو الأشهر في العائلة ذلك الوقت، يقيم في شقة فاخرة يملكها قرب مرفأ اليخوت بمونتي كارلو، وحدث فيها بديسمبر 1999 حريق افتعله ممرضه الأميركي الخاص، فقضى ادمون صفرا محترقاً هو وممرضته الأميركية من أصل فلبيني، ويسهل العثور في الإنترنت على تفاصيل ما حدث، بمجرد كتابة “محاكمة قاتل الملياردير اليهودي اللبناني” في خانة البحث الغوغلية، للاطلاع على جريمة غريبة لم يكن مرتكبها راغباً بحدوثها، بل حاول إطفاء النار ولم يفلح.

شاهد أيضاً

قانون لجوء الأجانب في مصر يثير الجدل.. كيف أجبر الاتحاد الأوروبي القاهرة على الإسراع بتمريره؟

مررت الحكومة المصرية بشكل مبدئي قانون لجوء الأجانب الذي أثار جدلاً حقوقياً وشعبياً واسعاً خلال …