تظهر بارقة أمل جديدة أمام احتمال التوصل إلى علاج لمرض السكري، والذي أصبح يمثل أحد أبرز المشاكل التي تعرقل التنمية الصحية والاقتصادية في المجتمعات.
وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت في تقريرها الأخير الذي صدر في نيسان (أبريل) الماضي تضاعف عدد المصابين بالمرض أربع مرات في الفترة بين العامين 1980 و2014، مشيرة إلى وصول عدد المصابين إلى 422 مليون شخص حول العالم.
وخلال الشهر الماضي، أعلنت مؤسسة “الانتصار على مرض السكري” المكسيكية ظهور لقاح جديد يُمكن أن يعالج المرض في جميع مراحله، ويدفع كافة آثار الجانبية في الاتجاه المعاكس.
وقال الطبيب المشارك في صنع اللقاح خورخي غونزاليس أن اللقاح عبارة عن محلول ملحي طبي خاص، وأوضح أن التجارب تضمنت سحب خمسة ميلمترات من دم المرضى، وحقنها بـ 55 مليمتراً من المحلول الملحي الجديد، ثم خفض درجة حرارة الخليط الناتج إلى خمس درجات مئوية”.
وعند تناول اللقاح ترتفع درجة حرارته إلى درجة الجسم وهي 37 درجة مئوية، الأمر الذي يتسبب في تغير تركيبة المحلول وتحول إلى لقاح قادر على مكافحة المرض.
وبحسب الجمعية، فإن صلاحية اللقاح 60 يوماً، فيما لا يجب أن تقل فترة استخدامه عن العام.
واعتبر غونزاليس اللقاح الجديد أفضل من الأدوية السابقة، خصوصاً أنه قادر على وقف المضاعفات المحتملة للمرض السكري، مثل إنسداد الشرايين وفقدان السمع وبتر الأطراف والعمى والفشل الكلوي.
وقالت رئيسة الاتحاد المكسيكي لعلاج أمراض المناعة لوسيا زاراتي أورتيغا إن “كل من يرغب في تجربة اللقاح، سيخضع أولاً إلى مراقبة أطباء الجمعية المكسيكية لرصد وتشخيص وعلاج أمراض المناعة خوفاً من حدوث عواقب غير متوقعة لأن الأمر في واقع الحال علاج وليس أعجوبة أو معجزة”.
وأضافت:”على المرضى أن يبقوا تحت مراقبة الطبيب بشكل مستمر، وينفذوا تمرينات رياضية محددة في العلاج مع تناول الأدوية الضرورية والتقيد بالحمية الغذائية ومن ثم تلقي اللقاح”.
وقبل عامين، كان علماء بريطانيون على قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف علاج ناجع للنوع الأول من مرض السكري. وقالوا إنهم تمكنوا باستخدام خلايا جذعية جنينية من استحداث خلايا منتجة للإنسولين في البنكرياس، أشبه بالخلايا الطبيعية في البنكرياس. وأضافوا أنهم نجحوا في توليد خلايا بكميات كبيرة تكفي لزراعتها في أجساد المرضى وللأغراض الصيدلانية. وأعلنوا أن العلاج الجديد نجح في القضاء على السكري في غضون 10 أيام.
ونسبت صحف بريطانية وأميركية إلى رئيس الفريق البحثي في جامعة هارفارد البروفسور داوغ ميلتون قوله إنه يأمل بأن تبدأ تجارب زراعة الخلايا في مرضى في غضون أعوام قلائل. وأوضح ميلتون الذي يدير معهد الخلايا الجذعية في جامعة هارفارد – طبقاً لصحيفتي «الغارديان» و«الإنديبندنت» أمس – إنه تم اختبار جهاز في نطاق التجارب على الفئران نجح في توفير حماية الفئران من هجمات نظام المناعة أشهراً عدة. وأشار إلى أن جهات عدة أجرت تجارب ودراسات بشأن خلايا جذعية قادرة على معالجة داء السكري. وقال: «كانت العقبة الكأداء كيف يمكن إنتاج خلايا قادرة على استشعار الغلوكوز (السكر)، وإفراز الإنسولين، وهذا هو ما نجحت فيه مجموعتنا».وزاد: «نحن الآن على بعد خطوة قبل إكلينيكية وحيدة من خط النهاية». وقال أستاذ الطب في جامعة «يونيفيرستي كوليدج لندن» كريس مايسون لصحيفة «الإنديبندنت» أمس إن التحدي الذي ظل يواجه الأبحاث العلمية في هذا الجانب ظل يتمثل في إنتاج كميات كبيرة من الخلايا المتولدة من الخلايا الجذعية. ووصف ما تحقق على أيدي باحثي جامعة هارفارد في كيمبردج، بولاية ماساشوستس، بأنه «اختراق طبي كبيرة». وتوقع علماء أن توفر الخلايا البنكرياسية الجديدة أملاً كبيراً أيضاً لنحو 10 في المئة من المصابين بالنوع الثاني من السكري الذين يعتمدون على حقن الإنسولين. وأوضح البروفسور ميلتون، وهو أب لابنة مصابة بالنوع الأول من السكري، أن أبحاث فريقه ستنتقل بعد الفئران إلى القرود المخبرية، ثم تنتقل بعد ذلك إلى المرضى البشريين.
وذكر أستاذ الأحياء التطبيقية في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا دانيال أندرسون، الذي يعمل مع البروفسور ميلتون لإنتاج جهاز يحوي الخلية الجديدة تمكن زراعته في جسم المريض، أن هذا التقدم العلمي يفتح الباب على مصراعيه لتوفير كمية غير محدودة من الخلايا لمرضى السكري الذين ينتظرون العلاج بالخلايا. وأوردت صحيفة «التلغراف» البريطانية أمس إن هذا الاختراق يتوج مسيرة أبحاث مضنية بدأها ميلتون قبل 23 عاماً. وكتبت مجلة هارفارد الأميركية إن أبحاث ميلتون وفريقه تفوقت من ناحيتين، إذ تمكنت من إنتاج خلايا بيتا البنكرياسية من خلايا جذعية من أجنّة، ونجحت في الوقت نفسه في تفادي أي هجوم يشنه جهاز المناعة ضد الأجسام الغريبة.
ونسبت «هارفارد» إلى ميلتون الذي ذكرت أنه أستاذ في كليات الطب والآداب والعلوم بجامعة هارفارد قوله إن الخلايا البيتا المستحدثة نجحت في القضاء على السكري لدى الفئران المعملية في غضون 10 أيام.