10 أضعاف سرعة 4G تعرف إلى خصائص شبكة 5G للاتصالات اللاسلكية المنتظرة

يتدافع معظم اللاعبين الرئيسيين في صناعة الاتصالات اللاسلكية؛ لربط حظوظهم بشبكة الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية 5G. إذ ستطلق شركة فيرايزون الأمريكية العملاقة خدمة النطاق العريض اللاسلكية للمنازل «5G Home» قريبًا جدًّا، مع توقعات بإصدار شبكة الجيل الخامس للهواتف المحمولة في 2019. كما تريد كل من شركتي «إل جي» و«إسبرينت» إصدار أول هاتف ذكي يعمل بتقنية الجيل الخامس في أسرع وقت ممكن.

لكن يبدو أن هناك شركة عملاقة لا تكترث كثيرًا بكل هذا الضجيج الذي يدور حولها، إنها «آبل»؛ ظهر هذا بوضوح عندما كشفت الشركة العملاقة في مجال الأجهزة الإلكترونية يوم 12 سبتمبر الماضي عن ثلاثة هواتف جديدة، بالإضافة إلى ساعة آبل ووتش الذكية الجديدة. في ذلك الوقت فوجئ الكثيرون بأن الشركة اختارت عدم وضع تقنية 5G في أحدث أجهزتها الذكية، وتحديدًا الأيفون. وما يزال السؤال يدور حول ما إذا كانت هذه التقنية الخلوية ستظهر في أجهزة الأيفون بحلول عام 2020. يأتي هذا في الوقت الذي ينتظر فيه العالم الإصدارات الجديدة من هواتف سامسونج (galaxy 10s) وهواوي، التي يفترض إعلانها في الأشهر القادمة، وما إذا كانت ستتضمن شبكة الجيل الخامس، أم أنها ستفضل التأجيل لعام 2020 أيضًا.

إذا امتلكت هاتفًا ذكيًّا في العامين الماضيين، فستظهر لك عبارات مثل الجيل الثالث 3G والرابع 4G على شاشة الهاتف. تعمل معظم الهواتف في الدول المتقدمة هذه الأيام على شبكات الجيل الرابع، بالإضافة لاستمرار وجود شبكة الجيل الثالث في بعض المناطق أو الدول النامية؛ نتيجة عدم تجهيز البنى التحتية المناسبة لها.

التطور الكبير التالي في شبكات المحمول أصبح الآن قاب قوسين أو أدنى من الجيل الخامس، وعادة ما يشار إليه بـ5G. فما الذي نتوقعه؟ وكيف سيؤثر ذلك في حياتنا اليومية؟

ما هي شبكة 5G؟

على المستوى الأساسي بشكل استثنائي، ستكون شبكات 5G هي الجيل الخامس من معايير شبكات المحمول المستخدمة في جميع أنحاء العالم. كان التركيز المبدئي على شبكات المحمول اللاسلكية في البداية مرتكزًا على المكالمات الهاتفية، لكن خدمات الجيل الثاني أضافت سعة كافية للتعامل مع الرسائل النصية من هاتف إلى هاتف.

وأدى إدخال شبكات الجيل الثالث إلى تحسين إمكانات البيانات للتعامل مع استخدام الإنترنت، وهو أمر جرى توسيعه بشكل كبير مع ولادة شبكات الجيل الرابع، وخاصة معيار التطور طويل الأمد (LTE)، وهو معيار جديد لشبكات الجيل الرابع 4G في الاتصالات اللاسلكية للنطاق عريض الحزمة، يوفر سرعات عالية جدًّا لنقل البيانات، بالمقارنة مع تقنيات الجيل الثالث ومعاييره. وتنتهي هذه المواصفات بمعدل تحميل بيانات نظري مقداره 1 جيجابت في الثانية، وهو جزء من مكان دخول شبكة الجيل الخامس.

وفي حين أن المواصفات ما تزال بحاجة إلى اللمسات الأخيرة ، فإن أحد الجوانب الرئيسية لشبكة الجيل الخامس التي يجب أن تجلبه الشبكات الجديدة هو الارتفاع الجذري في معدلات البيانات، سواء لتحميلها أو لرفعها. وفي حين أنه من غير المرجح أن نرى معدلات متطابقة لسرعة الرفع والتحميل، لكن الغالبية العظمى من استخداماتنا عبر الإنترنت تتركز في التحميل، وبالأخص في مشاهدة مقاطع الفيديو وتثبيت التطبيقات.

الفائدة الأساسية: سرعة أفضل قد تصل إلى 10 أضعاف

ومع ذلك، إذا كنت تواجه صعوبات في شبكات الجوّال اليوم مع وظائف مثل تحميل الفيديو، فمن المتوقع أن تجلب لك شبكة الجيل الخامس الكثير من الراحة، ومن خلال هذه السرعة، يمكنك الاستفادة من مجموعة كبيرة من التطبيقات الجديدة، دون الحاجة للغضب – على سبيل المثال- من أجل الاستمتاع بـ«نيتفليكس»على شبكة الجيل الثالث، دون ما يحدث من بطء في مشاهدة الأفلام، أو انخفاض جودة الصورة لتلائم سرعة الإنترنت الضعيفة.

ومع المعايير التي لم يجر الانتهاء منها بعد هي السرعة، يمكنك أن تطلب من 10 من مشغلي الشبكات المختلفة توقعاتهم بشأن سرعة شبكة الجيل الخامس، وعلى الأرجح ستحصل على 10 إجابات مختلفة. في أستراليا على سبيل المثال، والتي تعد في الطليعة في تقنيات شبكات الجوال والسرعات الكبيرة، فعلى صعيد السرعة، من المحتمل جدًّا أن تكون شبكة الجيل الخامس متقدمة للغاية. التوقعات هناك تقول باحتمال رؤية شبكات ستبدأ بمعدل تحميل مقداره 10 جيجابت في الثانية (أي نحو 10 أضعاف سرعة 4G)، ثم تتوسع بشكل ملحوظ من هناك.

النطاق الواسع للتخلص من مشكلة الازدحام

لا يتعلق الأمر بالسرعة فقط. فأحد العوامل التي أدت إلى الكثير من عدم الرضا لدى المستهلك مع شبكات الجيل الرابع، كانت حول مشكلة الازدحام خلال أوقات الذروة. يمكن لشبكات الجيل الرابع التعامل مع كميات هائلة من البيانات مقارنة بأسلافها من الجيل الثالث، ولكن حتى مع ذلك فلها حدود.

التصميم الأساسي لشبكات الجيل الخامس هو اتصال الأجهزة على النطاق الكثيف، مما يتيح إمكانية ربط الارتفاع الحاد المتوقع في عدد أجهزة إنترنت الأشياء (IOT) المتصلة. هذه الأجهزة تمثل كل شيء تقريبًا من أجهزة الاستشعار الذكية للأبواب إلى الأجهزة المنزلية الذكية بالكامل، وخدمات الأمن ومحطات المراقبة، بالإضافة إلى معدات تكنولوجيا المعلومات التقليدية المتصلة بالشبكة.

بالإضافة إلى سرعات التحميل الأسرع، من المتوقع أن تسهل هذه الشبكة من تنفيذ إنترنت الأشياء (IOT) واعتماده. قد يكون لذلك آثار هائلة في الصناعات التي تعتمد اعتمادًا متزايدًا على إنترنت الأشياء لتوصيل عملياتها ومصانعها رقميًّا.

وداعًا للاتصالات السلكية

وأخيرًا، يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تجعل اتصالات الإنترنت السلكية شيئًا من الماضي. من المؤكد أن الألياف الضوئية سيكون لها استخدامات في حركة نقل البيانات، لكن شركات الاتصالات تتوقع توفير الأموال في المستقبل من خلال عدم الحاجة إلى إنشاء كابلات جديدة وتوصيلها للعملاء.

الفكرة الأساسية هنا هي أن كل جهاز، وخاصة تلك الأجهزة التي تتطلب الاتصال المتسق، ستكون قادرة على الحصول عليها من خلال شبكات الجيل الخامس. من أجل التعامل بفعالية مع آلاف العملاء من مكان واحد، لكن يلزم إعادة هندسة الشبكة بشكل جذري لشبكات الاتصالات في الدول التي ترغب في إدخال هذه التقنية المتطورة.

التجهيز للشبكة الجديدة

تعمل شركات الاتصالات وشركات التكنولوجيا المختلفة بنشاط وجدية؛ لتحديد المعايير العالمية اللازمة لتبسيط عمليات الجيل الخامس الرئيسية، ما يزال يتعين حل بعض الأسئلة اللوجيستية لتنفيذ هذا الأمر، مثل ما هو مجال الطيف (band of spectrum) الذي ينبغي أن تشغله شبكة 5G، وكذلك التقنيات اللاسلكية التي ينبغي استخدامها.

في نهاية سبتمبر 2018، أعلنت شركتا هواوي وإنتل أنهما استكملتا اختبارًا لمكالمة مستقلة بتقنية 5G، تعتمد على معايير الإصدار الخامس عشر للمرحلة الثالثة من تجارب شركة R&D لتكنولوجيا 5G في الصين. أجريت التجارب التي نظمتها مجموعة تعزيز IMT-2020 في الصين في مختبر باستخدام محطة قاعدة هواوي 5G، وشبكة أساسية، ومنصة تجريبية متنقلة للجيل الخامس المتنقلة من إنتل. وتعد هذه التجربة هي أحدث التجارب التي تجريها كبرى شركات التكنولوجيا باتجاه إصدار هواتف تعمل بتقنية الجيل الخامس.

من ناحية أخرى، يعمل عملاق الاتصالات الأمريكية AT&T مع شركة سامسونج، على إنشاء أول «منطقة ابتكارات» بتكنولوجيا 5G في البلاد تركز على التصنيع بمدينة أوستن الأمريكية. وستكون هذه المنطقة، المصممة لاختبار تكنولوجيا النطاق العريض اللاسلكية من الجيل الخامس، موجودة في حرم سامسونج أوستن لأشباه الموصلات الذي تبلغ مساحته 160 فدّانًا في شمال مدينة أوستن. وسيضم الموقع تقنية لاسلكية 5G من AT&T إلى جانب أجهزة شبكة 5G من سامسونج، وذلك وفقًا لإعلان صدر يوم 26 سبتمبر 2018 من الشركتين.

وستحتاج الشركات غير التكنولوجية إلى الجلوس على طاولة النقاش الخاصة بشبكة الجيل الخامس؛ فستضغط مثلًا شركات الإعلام من أجل الوصول بشكل أفضل إلى خدمات الجيل الخامس؛ حتى يتمكن المستهلكون من الاستمتاع بمزيد من الدقة مع مقاطع الفيديو التي ينشرونها. فمن الواضح أن الشركات تعمل على أخذ زمام المبادرة في الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.

في الواقع، العديد من الدول مثل: الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة بدأت بالفعل تجربة هذه التقنية، ومن المتوقع أن تتبع العديد من الدول الأخرى الخط نفسه خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. في السنوات المقبلة، من المتوقع لشركات الاتصالات الاستثمار بكثافة في النفقات الرأسمالية لتغطية تكاليف التنفيذ، مثل تركيب أبراج جديدة في المناطق الريفية، والمناطق الساخنة في المناطق الحضرية الكثيفة؛ أملًا في تمكين التكنولوجيا من أجل الوصول إلى سرعة 10 جيجابت في الثانية.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن تستثمر الشركات في أنظمة يمكنها التعامل مع الزيادة المتوقعة في حركة البيانات. سوف تطلب 5G زيادة عرض النطاق الترددي، فمن المتوقع أن ترتفع أحجام البيانات وتزداد تكلفة الطيف. ومن المتوقع تسوية عرض النطاق الترددي الدقيق في عام 2019، عندما يعقد المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية. يشعر معظم مراقبي الصناعة أن شبكة الجيل الخامس سوف توجد في نطاق الترددات العالية جدًّا التي تعرف باسم «موجات المليمتر».

إن الابتكار في التكنولوجيا اللاسلكية (الرقائق، وأنظمة التشغيل، والتطبيقات، وما إلى ذلك) يأتي عادة من شركات التكنولوجيا المدعومة برأس المال المغامر في الولايات المتحدة. وللاستجابة لتحدي 5G، نجحت العديد من شركات الاتصالات في إنشاء حاضنات للابتكار حول تطوير هذه التقنية الجديدة. وتعمل هذه الحاضنات على طرح الأفكار المبدئية، والنماذج الأولية للشركة الأصلية من أجل البناء في تخطيطها المستقبلي

وماذا عن «آبل»؟

تفضل شركة «آبل» الانتظار للحصول على مكامن الخلل من أي تقنيات ناشئة قبل دمجها بمنتجاتها. إذ تأخرت عن نظرائها بنظام تشغيل أندرويد، في تبني الدفع عبر الهاتف المحمول والشحن اللاسلكي، وتأخرت أيضًا بمقدار جيل كامل من الهواتف عندما تعلق الأمر بالاعتماد على إمكانات 3G وLTE الخلوية. ويتوقع معظم المحللين في مجال الصناعة وجود الفارق نفسه مع شبكة الجيل الخامس، حتى في ظل هذا السباق الكبير بين كبرى شركات التكنولوجيا.

وإذا أخذت «آبل»الطريق البطيء، فإنها ستقف واحدة من الشركات القليلة التي لا تتبنى فورًا الجيل الخامس، فالجيل التالي من التقنية اللاسلكية مستعد لتغيير العالم. هناك الكثير من الضجيج والبهجة حول 5G، لكن سرعته المحسنة، واستجابته وقدرته على التعامل مع أجهزة متعددة خارج هاتفك، يمكن بالفعل أن يغير الطريقة التي نعيش بها.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …